تحليلات سياسيةسلايد

دراسة إسرائيلية: الهجوم الإيراني الأخير هزّ صورة القوّة الأمريكيّة بالشرق الأوسط

بموازاة مواكبة تطورّات العملية العسكريّة في روسيا، وانتظار التوقيع على الاتفاق النوويّ بين إيران والدول العظمى، بدأت إسرائيل تستوعِب أنّ الولايات المُتحدّة باتت أضعف ممّا كانت تتصوّر، وأنّ الأحداث الأخيرة تُحتّم على الكيان أولاً وأخيرًا الاعتماد على نفسه فيما يُسّمى بمعركة البقاء، والاستعانة بالدول العربيّة المُطبّعة مها لأنّ الطرفين يتشاركان بالعداء لإيران.

وفي هذا السياق، قالت دراسةُ إسرائيليّةٌ إنّ “الولايات المتحدة مصممة على إزالة المسألة الإيرانية من جدول الأعمال، وبالتالي، لا يزال احتمال التوقيع على الاتفاق النوويّ عاليًا، علمًا بأنّ الاتفاق سيسمح لإيران بأنْ تُشكّل لاعبًا هامًّا في سوق الطاقة العالميّ، وأنْ تستثمر في بناء القوة العسكرية (مُسيرات انتحارية، صواريخ باليستية دقيقة)، وتوسيع نفوذها الإقليمي وهي لا تخشى استخدام القوة من خلال وكلائها أوْ بشكل مباشر ضدّ دول الخليج وضدّ الولايات المتحدة في سوريّة وفي العراق”.

واعتبرت الدراسة أنّ تأكيد الولايات المتحدة لما تحدثت عنه إيران، أنها استهدفت بالصواريخ قاعدة سرية إسرائيلية في هجوم أربيل يوم الـ12 من الشهر الجاري، هو “تبرير عملي لعدم الردّ من جانبها على الهجوم الإيراني الذي استهدف نقل رسالة ردع لتل أبيب، وتعزيز الردع الإيراني تجاه دول الخليج، إضافة لرسالة أخرى إلى القيادة العراقية، أنّ عليها أخذ المصالح الإيرانية في الحسبان عند تشكيل الحكومة الجديدة”، مُشدّدّةً على أنّ “المعركة الجارية بين طهران وتل أبيب قفزت درجة”.

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الدراسة أنّ “الهجوم الإيرانيّ هزّ صورة القوة الأمريكيّة في المنطقة، كما أنّ غياب الرد الأمريكي على خطوات القوة الإيرانية في المنطقة ضد حلفائها، يعد كضعف وينضم لسلسلة أحداث وخطوات أحدثت شقوقا في العلاقات الإستراتيجيّة بين دول الخليج وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن”.

كما لفتت الدراسة إلى أنّ “السعي الأمريكي للتوقيع على الاتفاق النووي، ورفض الاعتراف بالحوثيين كمنظمة إرهابية، رفع مستوى العلاقات الإستراتيجية مع قطر لحليف استراتيجي، وبالمقابل الكتف الباردة التي تديرها الإدارة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أعقاب اعتباره مسؤولاً عن قتل الصحافي جمال خاشقجي، كل هذا شدد التوتر في العلاقات مع الإمارات والسعودية”.

وتابعت الدراسة قائلةً: “اختارت أبو ظبي والرياض الحفاظ على العلاقات الإستراتيجية مع موسكو، والامتناع عن زيادة إنتاج النفط، رغم طلب واشنطن رفع سقف الإنتاج، وجبت الضربة في العلاقات من واشنطن ثمنًا ملموسًا بالذات من جانب حلفائها الإقليميين في الخطوة الشاملة لعزل موسكو”.

ووفق تقديرها فإنّ”واشنطن ستضطر لأنْ تستثمر في ترميم علاقاتها مع دول الخليج في ضوء الأهمية المتصاعدة للشرق الأوسط في المنافسة الدولية مع روسيا والصين، ولكن في هذه المرحلة تؤثر أزمة الثقة مع القيادات المحلية على قدرتها على اتخاذ خطوات إستراتيجية في المنطقة”.

وفي السياق الإسرائيليّ قالت الدراسة، التي أعدّها “معهد السياسة والإستراتيجية” برئاسة الجنرال بالاحتياط عاموس غلعاد، قالت إنّ”التفجر العام يتصاعد في الساحة الشمالية وحيال حماس، والتوتر بين إسرائيل وإيران ارتفع عقب الهجوم في سوريّة، والتقديرات لردٍّ إيرانيٍّ من سوريّة، إلى جانب التوتر المتصاعد مع حزب الله والذي يجد تعبيره في محاولات تسلل مسيرات لإسرائيل في الآونة الأخيرة يرفع مستوى التوتر في المنطقة”، كما أكّدت.

ونبّهت الدراسة إلى أنّ “الاتفاق النووي يلزم إسرائيل ببناء قوة مناسبة تتيح لها قدرة عمل مستقلة في الدائرة الثالثة، إلى جانب توثيق علاقاتها الإستراتيجية مع دول المنطقة كي تبث قوة، الردع وتصد الخطوات الإيرانية”، منوها أن “للحلف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة أهمية من الدرجة الأولى في ضوء الحاجة للحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي وتحسين التعاون الأمنيّ-العسكريّ لتعزيز التفوق الإسرائيليّ”.

وخلُصت الدراسة إلى التشديد على ضرورة أنْ “تصمم إسرائيل إستراتيجية أمنية إقليمية مع الولايات المتحدة ودول الخليج، مصر والأردن، في ظلّ تأكيد التزام واشنطن من خلال توثيق التعاون العملياتي والاستخباري وتعزيز منظومات الدفاع الإقليمية”، بحسب تعبيرها.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى