صحة ورشاقة

دراسة حديثة تكشف مخاطر التدخين بالنعناع: زيادة في معدلات الوفيات وأمراض القلب

كشف بحث جديد أن تدخين السجائر المنثولية (ذات نكهة النعناع) ليس أقل ضررًا من التدخين التقليدي، بل قد يكون أكثر خطورة في بعض الحالات، خصوصًا فيما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأظهرت الدراسة أن المدخنين الشرهين، بالإضافة إلى الذين أقلعوا عن التدخين بعد استخدامهم للسجائر المنثولية، يواجهون خطرًا أعلى للوفاة مقارنة بغيرهم.

دراسة شاملة وتحليل معمق

أُجريت الدراسة من قبل باحثين في الجمعية الأميركية للسرطان، ونُشرت في دورية “مكافحة التبغ” (Tobacco Control) في 13 فبراير الجاري. واستندت إلى بيانات مليون شخص في الولايات المتحدة ضمن دراسة الوقاية من السرطان التي بدأت عام 1982، حيث تم تتبع المشاركين لمدة ست سنوات لتحليل تأثير التدخين على معدلات الوفاة، سواء بين المدخنين الحاليين أو السابقين أو غير المدخنين. كما تم مقارنة تأثير السجائر المنثولية بالسجائر العادية.

نتائج صادمة: التدخين المنثولي ليس أكثر أمانًا

أظهرت النتائج أن المدخنين – بغض النظر عن نوع السجائر التي يدخنونها – معرضون لمضاعفة خطر الوفاة مقارنة بغير المدخنين. ومع ذلك، فإن الإقلاع عن التدخين قلّل هذا الخطر بشكل ملحوظ.

وبينما لم تجد الدراسة فرقًا كبيرًا في معدلات الوفيات بين مدخني السجائر العادية والمنثولية، إلا أنها كشفت عن أن بعض الفئات كانت أكثر عرضة للخطر، خاصة:

المدخنون الشرهون الذين يستهلكون 40 سيجارة أو أكثر يوميًا.

المقلعون عن التدخين بعد تدخينهم للسجائر المنثولية، حيث ظلوا معرضين لخطر أعلى للوفاة مقارنة بمن أقلعوا بعد تدخينهم للسجائر العادية.

ووفقًا للبيانات، فإن خطر الوفاة لدى من أقلعوا عن السجائر المنثولية كان أعلى بنسبة:

12% من جميع الأسباب الصحية.

16% بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.

13% بسبب أمراض الشرايين التاجية.

43% بسبب أمراض القلب الأخرى.

دعوات لتشديد القوانين ومكافحة التدخين

تؤكد هذه النتائج أهمية فرض قوانين أكثر صرامة للحد من انتشار السجائر المنثولية، خاصة مع ارتباطها بزيادة خطر الوفاة حتى بعد الإقلاع عن التدخين.

وحذرت الدكتورة بريتي باندي، المديرة العلمية لأبحاث عوامل الخطر في الجمعية الأميركية للسرطان، من أن “المنثول في السجائر يمثل تهديدًا للصحة العامة، فهو يعزز الإدمان على التدخين ويقلل من فرص الإقلاع عنه”.

كما شددت ليزا لاكاس، رئيسة شبكة العمل ضد السرطان، على ضرورة توفير برامج دعم مجانية تساعد المدخنين على الإقلاع، ومنع الشباب من الانجرار نحو التدخين.

الخلاصة: الإقلاع عن التدخين هو الحل الوحيد

يؤكد الباحثون أن الحل الأمثل لحماية الصحة العامة هو الإقلاع التام عن التدخين بجميع أشكاله، سواء السجائر العادية أو المنثولية. ومع تزايد الأدلة على المخاطر المرتبطة بالسجائر المنثولية، تتزايد المطالبات بفرض لوائح أكثر صرامة لحماية الأفراد من الأضرار الصحية طويلة المدى.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى