تحليلات سياسيةسلايد

دعوات الانتخابات المبكّرة تطوّق نتنياهو

المعارضة تتهم نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه الشخصية ولا سيما الاستمرار في السلطة والفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة.

 

عادت الاحتجاجات المعارضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (74 عاما) بقوة إلى الشوارع، مطالبةً إياه صراحةً بالتنحي وإجراء انتخابات مبكرة فورا.

وهذه الاحتجاجات، التي عادت إلى مدينتي تل أبيب والقدس الغربية، تشبه في حشودها الكبيرة تلك التي توقفت مع بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبينما أطلقت المظاهرات السابقة الدعوات نفسها وهي تنحي نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة، كان السبب مختلفا، وهو مشاريع قوانين دفعت بها الحكومة لـ”تهميش السلطة القضائية”، وفق المعارضة.

وفي الاحتجاجات الحالية تشارك عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تدعو إلى إبرام صفقة لتبادل أسرى مع حركة حماس”، وإجراء انتخابات مبكرة.

وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 فلسطيني، بينما تقدر وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت “حماس” مقتل 70 منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.

ومساء الأحد شارك عشرات آلاف الإسرائيليين في احتجاجات بالقدس الغربية للمطالبة بصفقة تبادل أسرى وانتخابات مبكرة فورا، وحاول المئات منهم الوصول إلى مقر إقامة نتنياهو، لكن الشرطة منعتهم.

وتتهم المعارضة نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه الشخصية ولا سيما الاستمرار في السلطة، والفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة وخاصة القضاء على حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين.

ونتنياهو هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة، ويقود الحكومة الائتلافية الراهنة منذ 29 ديسمبر/ كانون الأول 2022.

واعتبر المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ناحوم بارنياع  اليوم الاثنين أن الاحتجاجات الراهنة بمثابة “صافرة البداية لموسم جديد من المظاهرات” وقال إن مظاهرة الأحد “كانت مثيرة للإعجاب بحجمها. كان شارع كابلان في القدس ممتلئا بالمحتجين من وزارة الخارجية إلى وزارة المالية. وكان القطار مزدحما أيضا”.

وتابع “القطارات كانت ممتلئة للغاية، لدرجة أن الركاب اضطروا إلى الانتظار على الرصيف للقطار التالي والذي يليه، تماما كما كان الحال في أيام الاحتجاج الجيدة، قبل أكتوبر”.

ورأى بارنياع أنه في “الليلة الماضية، في القدس، أُطلقت صافرة البداية لموسم جديد من احتجاجات أكثر منطقية ترتكز على سلسلة إخفاقات الحكومة قبل وفي وبعد 7 أكتوبر”.

واعتبر أن “فترة ضبط النفس بسبب الحرب انتهت وكانت الانتقادات ضد نتنياهو في الاحتجاجات صارخة وقاسية للغاية”.

وأردف أن “عائلات الأسرى اعتلت المسرح في الاحتجاجات. ممثلو حوالي 80 عائلة اختاروا خوض معركة أكثر عدوانية ضد سلوك نتنياهو المتعنت في المفاوضات مع حماس”.

وموجهةً حديثها إلى نتنياهو، قالت كارميت بيلاتي كازير، وهي محتجة لها شقيق أسير في غزة “إذا لم تكن قادرا على التوصل إلى اتفاق، فامنح مقعدك لشخص آخر”.

كما قالت الزعيمة السابقة لحزب “ميرتس” زهافا غلؤون، في مقال بصحيفة “هآرتس” الأحد  “نتنياهو فشل، وإذا أردنا المستقبل، فعلينا العودة إلى الشوارع”.

ومنتقدةً خلافات حكومة نتنياهو مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أضافت أنه “دون شحنات الذخيرة الأمريكية، لم يكن بوسع إسرائيل أن تقاتل في غزة أو تقصف لبنان”.

وحذرت من أن “العملية الإسرائيلية المرتقبة في محافظة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر هي وهم خطير فلا توجد خطط لإجلاء الأعداد الكبيرة من النازحين على عكس رغبة واشنطن”.

وبزعم أنها المعقل الأخير لحماس أعلن نتنياهو الأحد الموافقة على خطط عملياتية لاجتياح رفح، رغم التحذيرات الدولية من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح.

وشددت غلؤون على أن “إسرائيل تفتقر إلى مخزون من الذخيرة يمَكنها من التحرك دون شرعية دولية دون دعم أميركي.. لقد نفد خط الائتمان الذي منحه العالم لنتنياهو. وحان الوقت لنوقف خط الائتمان الذي قدمناه له”.

وقالت إنه “في الأشهر الستة منذ 7 أكتوبر الماضي، فشل نتنياهو. فهو لم يعد الرهائن ولم يقض على حماس، وقدم فقط ما يعرف الحديث عنه: الأكاذيب والدماء”.

وزادت بأنه “إذا أردنا المستقبل، فعلينا العودة إلى الشارع، وأن يكون مطلبنا واضحا: لجنة تحقيق حكومية في الإخفاقات وانتخابات الآن، طالما أنه توجد فرصة لإعادة الرهائن أحياء”.

وتُصر حماس في المفاوضات بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة على وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم لاسيما في الشمال، وإدخال مساعدات إنسانية كافية إلى القطاع المحاصر منذ 17 عاما.

أما المحلل الإسرائيلي عاموس هارئيل، فانتقد في “هآرتس” عن استمرار الركود في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس منذ أشهر.

وقال إنه “يبدو أن العديد من عائلات الرهائن فهمت أنه إذا كانت هناك أي فرصة لتحريك المفاوضات، فهي في أيديهم إلى حد كبير، عبر زيادة الضغط على نتنياهو”.

وأردف أن “المفاوضات الراهنة تُجرى في ظل مظاهرات تشكل لأول مرة منذ بدء الحرب، تحديا لنتنياهو. ويبقى أن نرى ما هي الاستنتاجات التي ستستخلصها منها حماس التي تتابع الأحداث في إسرائيل عن كثب”.

لكن نتنياهو بدا معاندا ومصمما على رفض الانتخابات، إذ قال في مؤتمر صحفي بالقدس الغربية مساء الأحد، إن “الدعوات إلى اجراء انتخابات الآن في أوج الحرب، وقبل لحظة من تحقيق النصر، ستشل إسرائيل لمدة ثمانية أشهر”.

وأضاف أن “هذا سيشل تجميد المفاوضات الخاصة بإطلاق سراح مختطفينا، وينهي الحرب قبل تحقيق أهدافها، والطرف الأول الذي سيرحب بذلك سيكون حماس”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى