فن و ثقافة

دمشق تحتفي بأصوات أدبية توثّق زمن الحرب والسجون

آية عماد الدبوسي

تحت قبة المركز الثقافي العربي في أبو رمانة، وبمشاركة نخبة من الأدباء والكتاب من سوريا والعالم العربي، احتضنت دمشق مساء الخميس حفل توزيع جوائز “أدب الحرب والسجون” في دورتها المُخصصة للكاتب الراحل سهيل الذيب. جاءت هذه الاحتفالية ثمرة تعاون بين مديرية الثقافة في دمشق ودار توتول للطباعة والنشر والتوزيع، لتؤكد مجدداً على مكانة العاصمة السورية كمنارة ثقافية عربية.

 

و قد أدار الحفل الكاتب والصحفي عماد نداف، في احتفالية هي الأولى من نوعها في سوريا، حيث أعلنت دار توتول عن هذه المسابقة المتميزة في شهر أيار الماضي. وقد لاقت المسابقة إقبالاً لافتاً، حيث تدفقت نصوص أدبية كثيرة من كل أنحاء سوريا، مما يعكس الحاجة الماسة للتعبير عن التجارب الإنسانية الغنية التي عاشها السوريون.

 

 

و في كلمة مدير دار توتول للنشر  أوضح الكاتب و الروائي محمد الطاهر، أن هذه المسابقة تتويج لمجموعة من الكتاب المحترفين والنقاد الذين قاموا بتحكيم أكثر من 106 روايات وردت هذا العام. وأشار إلى أن المسابقة هذا العام اكتسبت بُعداً وطنياً وإنسانياً من خلال إطلاق جائزة “أدب الحرب والسجون” المخصصة للكتاب السوريين.

 

و كشف الطاهر عن قصة تأسيس هذه الجائزة قائلاً: “منذ سقوط النظام البائد، ولدت لدينا كفريق توتول – أو كما كنا نسمى سابقاً ‘العصابة’ – أنا والأستاذ الحفري والأستاذ النداف والراحل سهيل الذيب رحمه الله، فكرة إنشاء هذه الدار. وكانت هذه المسابقة جديدة من تمويل الدار نفسها، وتوجت هذه المرحلة بجائزة سهيل الذيب.

 

 

 

 

 

 

كما أكد الكاتب المسرحي محمد الحفري، عضو لجنة التحكيم، أن المسابقة شملت هذا العام مسابقتين: مسابقة أدب السجون ومسابقة الراحل سهيل الذيب. وأوضح أن اللجنة تعاملت مع جميع النصوص بحيادية تامة وفقاً لجمالية النص، معتبراً أن “الاختيار كان من نصيب من كتب رواية ممتعة، وهذا ما يحقق الفوز للمتسابق”.

 

 

 

وأضاف أن المحكمين تعاملوا مع الشكل الفني في طرح المادة الأدبية والمضمون والأساليب بحيادية تامة، حيث راعت اللجنة المعايير الفنية والابتكار السردي بعيداً عن الاعتبارات الشخصية أو شهرة الأسماء.

 

 

 

الفائزون بالإبداع

شهدت المسابقات الأدبية هذا العام منافسة قوية في فئتين رئيسيتين، حيث برزت أعمال تحمل رسائل إنسانية عميقة.

في فئة “أدب الحرب والسجون”، وهي إضافة جديدة لتوثيق الواقع السوري، توزعت المراكز المتقدمة على النحو التالي:

  • المركز الأول: الروائي غسان حورانية عن روايته “طلقة الحياة”.
  • المركز الثاني (مشترك): خليل أحمد العجيل عن روايته “ظل المدينة”، وعمار أحمد حامد عن روايته “الرصاصة الأخيرة”.

 

 

 

 

 

 

 

 

أما في فئة “جائزة سهيل الذيب للرواية العامة”، والتي شهدت مشاركة عربية واسعة، كانت النتائج كالتالي:

  • المركز الأول (مشترك): الروائي السوداني منتصر منصور عن “شمع لا يقطر”، والروائية السورية زكية مصطفى شيخ حميدي عن “هيت لك”.
  • المركز الثاني: المصري محمد ربيع رمضان عبد الجواد عن روايته “قسيم”.
  • المركز الثالث: السوري عماد سعد عن روايته “عائد من الغياب”.

وبهذه المناسبة، أكد الروائي خليل أحمد العجيل، أحد الفائزين، على الدور التوثيقي للأدب السوري في ظل الظروف الراهنة، معتبرًا إياه ذاكرة للأجيال القادمة لئلا تكرر المأساة.

من جهة أخرى، رأى الشاعر زياد الشملان، الذي تسلّم الجائزة نيابة عن الفائز السوداني منتصر منصور، أن هذا الفوز يعكس مكانة سوريا الثقافية التاريخية كمنارة للإبداع وعاصمة للثقافة العربية.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى