بثّت منصّة Prime Amazon المسلسل المشترك «دهب غالي» (تأليف محمد سليمان عبد المالك ــ إخراج محمود عبد التواب ــ إنتاج blue bee/ محمد مشيش ـــ بطولة: فايا يونان، إيهاب شعبان، فادي صبيح، فادية خطاب، جمال العلي، ترف التقي، مصطفى المصطفى، مازن عباس، عدنان أبو الشامات، نهلة داوود، أليكو داوود، وسام فارس). أثناء خطّته الترويجية، قيل بأنّ العمل مأخوذ عن رواية «سيدتي الجميلة» لجورج برنارد شو، التي تحكي قصة فتاة بائعة ورد يتبنّاها أستاذ في اللفظيات، ويجري تجارب لإثبات أن الإنسان معدنه واحد…ينطلق المقترح الحكائي في المسلسل، بطريقة مختلفة تتكئ على «غالي» الميكانيكي (إيهاب شعبان) الذي يعيش في حي شعبي، ولديه أخ متورط في السجن (فادي صبيح).
مسلسل دهب غالي
يلتقي «غالي» بـ «دهب» (فايا يونان) في مخفر الشرطة وهو موقوف في موضوع ما. لكنها تنتبه إلى عرضه على طفل دخل الحجز قبل قليل بأن يحمل قصته عنه، كي لا يدخل السجن. وتلاحظ كيف جرّب مساعدة أم أرادت أن تعانق ابنها الموقوف. تنجذب الناشطة التي تعمل على مشاريع خيرية وحملات تنموية ومشاريع تدعم المجتمع المدني بالشاب. وتراه مثالاً نموذجياً يحقق الغاية من مشروعها التي تزمع إنجازه، وخصوصاً أنّها تراهن بقوة على الخير داخل كلّ شخص. وقد قررت سلفاً العثور على شاب بسيط وتغيير حياته ونقله من مكانه ومحيطه البسيط إلى مكان مترف بالإنجاز، لإثبات وجهة نظرها أمام المجتمع المدني. وبالفعل، يوافق غالي على الطلب بعد أن تزوّده بمبالغ ضرورية لحلّ بعض المسائل العالقة في حياته، وتبدأ التدريبات مع تسمية الشاب بـ «الدكتور فيصل» كي لا يتمكّن أحد من كشف حقيقته، ولضمان نجاح المشروع في التعاطي المجتمعي السليم مع الرجل الذي غيّر من ظاهره، وبدأ بتعلم مهارات وعلوم جديدة في حياته!
تبني المفارقات الكوميدية نتيجة الجهد في التغيير الذي يشكّل القوام الجوهري للعمل. ثم تنسحب الحكاية نحو مطارح رومانسية عندما يبدأ الإعجاب يكبر بين «دهب» و«غالي» ليصلا إلى مكان متقدّم في الحب من دون مصارحة بتلك المشاعر. وبينما تنهمك في تطوير الشاب وتغيير حياته وتقديم فرص تنويرية له ومنح علمية، يملّ الرجل من المكان الذي وصل إليه، ويجرّب استعادة حياته القديمة. تجرب «ياسمين» (ترف التقي) صديقة «دهب» استمالة الرجل، ومحاولة غوايته نتيجة الفراغ العاطفي وتعوّدها على هذا المنطق الاجتماعي. في الوقت ذاته يجرب قريب زوجة والد «دهب» التقرب منها طمعاً بثروة والدها. فيصطدم بـ «غالي» . وتنشأ بينهما مواجهة شرسة أيضا.
وفي نهاية المطاف. يقام الاحتفال الذي يعلن فيه عن الشخصية الحقيقية لـ «غالي». فيتعرض لملامة المحيط الذي يلفظه ويراه دخيلاً على المجتمع المخملي. فيما تلاحقه أسئلة ضابط في الأمن العام هو شقيق ياسمين، يشك بأنه من أصحاب السوابق.
التكرار الواضح، والحلول المفتعلة أو المطروحة سابقاً
تعاني الحكاية من التكرار الواضح، والحلول المفتعلة أو المطروحة سابقاً أيضا. عدا عن وقوعها في مطب الثرثرة المجانية ومشاهد الجسور التي لا معنى لها سوى الربط بين الأحداث والشخصيات الرئيسية، .وهو ما يتنافى مع إيقاع المسلسل القصير الذي يفترض أن يكثّف أحداثه إلى الحد الأقصى.
كذلك يقع الحوار في مطب التنظير البعيد عن اللغة الدارجة بين الناس. وتتحدث الشخصيات جميعها وتتحرك بمنطق مشابه، رغم التباينات الواضحة في اهتمامها وتاريخها ومنطقها الحياتي أيضا. إضافة إلى تقديم شخصيات مكرّرة ومستهلكة. كشخصيتي مازن عباس ومصطفى المصطفى اللذين سبق لهما تقديم هذه الشخصيات أكثر من مرة في الدراما السورية. إلى جانب السذاجة الواضحة في منطق بناء الحارة الخارجة عن القانون والعصابة. التي يمكن أن تتغير جذرياً من دون حلول مقنعة.
يبقى العنصر الألمع النكهة الكوميدية في تصعيد الأحداث والأداء العفوي لإيهاب شعبان. كما والانسجام الواضح مع شريكته فايا يونان . التي كانت تمثل للمرة الأولى في هذا العمل قبل أن تخوض تجربة «تاج». (عمر أبو سعدة وسامر البرقاوي) الذي عرض في رمضان الماضي. بمعنى أن الورقة الرابحة للمسلسل كان أداء الممثلين والبساطة في التجسيد بطريقة تحاكي نوعية القصة.
صحيفة الاخبار اللبنانية