علاقات اجتماعية

دور المودة والرحمة في بناء الحياة الزوجية السعيدة

إنّ الحياة الزوجية هي انسجام وتكامل وتوافق، وهذا الانسجام ينبغي أن يكون في جوّ من المودة والرحمة، وهما من الدعائم الأساسية لبناء البيوت الصحية السليمة، وهما عنصران أساسيان للتفاهم بين الزوجين، وذلك لأن الحياة اليومية لا تخلو من وجود الكثير من المشكلات والخلافات، والتي تؤثر على حياة الزوجين بطريقة سلبية،

المودة والرحمة بين الزوجين تكرّس للمزيد من الحب والسلام والتفاهم

تقول خبيرة العلاقات الأسرية حنان قنديل لـ”سيدتي”: الرابطة الزوجية يجب أن تقوم على أمتن العلاقات والقيم الإنسانية، من السكينة  والحب والاحترام أيضا. فالمودة قوامها “الانسجام والتوافق”، وهو الأرض الخصبة لنمو المودة. والتوادّ هو أن أجعل نشاطي مع الشريك الآخر محاطاً بالحبّ وهو في حدود القدرة. وقد يكون أحد الزوجين أقدر من الآخر، وهنا تدخل الرحمة. فالرحمة والتعالي عن النقائص وسفائف الأمور، والتغاضي عن بعض الأخطاء والهفوات، والتركيز على الإيجابيات التي يتمتع بها الآخر فالأمر ليس توادّاً فقط، بل يرحم أحدنا الآخر فيما لم يقدر عليه أيضا. فالرحمة هي صمام الأمان للمودة. وإذا غاب الانسجام والتوافق  ، تحولت الحياة الزوجية إلى خلافات واختلافات قد تقود لمشاحنات ومصادمات غير مرغوبة أيضا. وتتحول العلاقة الزوجية إلي كيان غير صحي، فالانسجام والتوافق هما البداية الأولى لضمان التفاهم والاحترام والتقدير في الحياة الزوجية.

 دور أساسي في بناء حياة صحية سليمة

تقول حنان قنديل إن العلاقة الزوجية علاقة طويلة ولها خصوصية غير موجودة في غيرها من العلاقات،و إنها لا تحقق الهدف المرجو منها إلا بهما . فالرحمة والمودة متلازمتان، لأن وجود الرحمة يجعل أحد الزوجين لا ينظر إلي مساوئ وعيوب الآخر، ويجعل القدرة على التحمل وقت مواجهة الصعوبات والمشاكل أكبر. فيما السكينة هي حصيلته  أما المودة فهي مجموعة سلوكيات وأفعال إيجابية تنتج بسبب وجود تفاعل اجتماعي بين الزوجين. وهي تجذب الحب وتوجده مع تكرار الأفعال والتصرفات والسلوكيات أيضا. لذلك فعلى الزوجين مسؤولية المحافظة على العلاقة بما يضمن استمرارها وتحقيق الهدف الأساسي منها.

تعريف الود والرحمة

الرحمة: هي ذلك الود الفطري والتسامح المستمر الذي يجعل الشريك الآخر يمد يده لك في وقت الخطأ والنقص، وتتحقق الرحمة في تجاوز عثرات المسار وترسيخ مفهوم العطاء، والتضحية.

المودة: هي الأساس الذي يبنى عليه جسر التواصل والتعاطف بين الزوجين وتقوم بالدور الفعال لتجديد النفوس وتعميق روابط الحب.

تؤكد استشاري العلاقات الأسرية أن دور المودة والرحمة في الحياة الزوجية كبير وأثره فاعل وتحقيقه ليس صعباً، فلو علم الزوجان أهمية المودة والرحمة بينهما لتغيرت كثير من الأمور ولساد الحب وعمَّ التوافق وقلت الخلافات، فالمودة والرحمة لهما نفس الدور والاتجاه في أنهما يكرسان للشعور بالأمان النفسي ويعززان الانتماء العائلي، كما أنهما السبب الأساسي للشعور بالتفاؤل للغد والاعتزاز بشريك الحياة، كما أن المودة والرحمة معاً يعتبران محصلة منظومة شاملة ومتكاملة من التفاعل والإشباع للاحتياجات الروحية والعاطفية والحميمية والعقلية والمالية والاجتماعية، فمن الطبيعي إن بلغ الوفاق والانسجام بين الزوجين أعلى درجاته أن تظهر صفات وأفعال قد يكرهها الزوج من زوجته والعكس صحيح، وهنا يأتي دور الرحمة والمودة، في النظر إلى المساوئ والسلبيات بطريقة إيجابية، والتغلب على الأفكار والمشاعر السلبية، ومساعدة الزوجين في التغافل والتعاون وبالتقرب من بعضهما، حتى تصبح القيم الإيجابية هي السائدة داخل الحياة بينهما.

للرحمة والمودة فوائد عديدة من أجل حياة زوجية سعيدة

 المودة والرحمة لتحسين التواصل وحل النزاعات

إن الود والتعاطف يعززان التواصل المفتوح والصادق عند إصدار الأحكام ، ويساعدان في الحفاظ على نمط حياة صحي سليم، وفي السيطرة على التوتر، مما يمكن أن يحل الخلافات والمشاكل بين الشريكين بشكل أكثر فعالية.

الدعم المتبادل

توفر العلاقة الزوجية القائمة على التعاطف بيئة آمنة ومغذية؛ حيث يمكن للشركاء أن يلجأوا إلى بعضهم البعض للحصول على الدعم خلال الأوقات الصعبة. كما والوقوف جنباً إلي جنب في أشد المواقف.

 المودة والرحمة لتعزيز الثقة والأمان

عندما يستجيب الشريكان لبعضهما البعض  فإن ذلك يبني الثقة والشعور بالأمان داخل العلاقة. ويقومان بتشجيع كلا الشريكين بالتعبير عن مشاعرهما واهتماماتهما أيضا. وكذلك احتياجاتهما وتحقيق قدر أكبر من السعادة والتواصل والرفاهية العاطفية. ويعملان معاً على زيادة التأثيرات الإيجابية على الجودة الشاملة والرضا عن العلاقة.

 المودة والرحمة لرضا أكبر وطول عمر

إن الأزواج الذين يزرعون الود فيما بينهم، يشعرون برضا أكبر في علاقاتهما الزوجية. كمل ويكونون أكثر عرضة للبقاء معاً على المدى الطويل أيضا. حيث يكون هناك ارتفاع في الرضا الزواجي، وبالرغم من وجود الضغوط النفسية والتوترات.

تحسين حل النزاعات

إن إظهار التفهم أثناء الخلافات الزوجية يساعد على تهدئة النزاعات والتوصل إلى حلول ميسرة، وسهلة في وقت الأزمات أيضا. أو عند تفاقم الأزمات الزوجية.

تقليل التوتر والقلق

يقلل السلوك الرحيم من مشاعر التوتر والقلق في العلاقات، ويجلب المشاعر الإيجابية في العلاقة الزوجية، مما يعزز بيئة أكثر استرخاء وراحة، ومناخ صحي سليم يسوده الحب والتعاطف والرضا.

زيادة القدرة على الصمود

الصمود يبعث في النفس القدرة على مواجهة التحديات وتجاوز العقبات. فعندما يظهر كلا الشريكين التعاطف خلال الأوقات الصعبة، فإن ذلك يعزز العلاقة ويجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة أي تحديات مستقبلية.

 

 

مجلة سيدتي

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى