ذكاء اصطناعي يختصر حوالي 40 سنة عمل في ثوان
يعتمد جي بي مورغان تشيس أكبر بنك في الولايات المتحدة وأحد أكبر الموظِفين في قطاع البنوك الأميركية، إذ يحوي أكثر من 240000 موظف لخدمة ملايين الزبائن، على برنامج للذكاء الاصطناعي يدعى “كوين” في تعاملاته البنكية. ويحتاج فريق البنك من موظفين ومحامين إلى حوالي 360000 ساعة سنويا للقيام بمهامهم الروتينية البسيطة مثل دراسة طلبات القروض وإعداد وثائقها اللازمة.
لكن “كوين” الذي يعتمد على الشبكة السحابية الخاصة ببنك اختصر هذه الساعات الطويلة إلى ثوان معدودة.
وبدأ البنك وفقا لموقع مرصد المستقبل الإماراتي اعتماد نظاما لتعلم الآلة في شهر يونيو/حزيران الماضي، ويقوم بتقليص وقت مراجعة الوثائق ويساعد في تقليل عدد أخطاء خدمات القروض. وتعجز الأخطاء البشرية في خدمات القروض وفقاً لمصممي البرنامج، عن تفسير حوالي 12000 عقد بيعٍ جديدٍ كل سنة.
ويعد برنامج كوين وفقا لمصادر علمية نقل عنها موقع “مرصد المستقبل” جزءاً من توجه البنك نحو أتمتة المهمات الورقية وتطوير أدواتٍ جديدةٍ لموظفيه وزبائنه.
وتعتبر الأتمتة جزءا متنامياً من ميزانية البنك المخصصة للتكنولوجيا والبالغة 9.6 مليار دولار، وبلغت قيمة الأموال المصروفة على التكنولوجيا المخصصة في قطاع الخدمات المصرفية للزبائن حوالي المليار دولار خلال السنتين الماضيتي.
وصرح البنك عرضٍ له قبل يوم المستثمر السنوي: “لقد استثمرنا الكثير من الأموال في مجالي التكنولوجيا والتسويق، وأصبحنا نجني عائداتٍ جيدة”.
ويتوقع خلال السنوات القادمة أن يقود الذكاء الاصطناعي العالم إلى حقبة جديدة من الاتمتة التي ستتسبب في فقدان الكثيرين لوظائفهم والاستغناء عن خدماتهم لصالح الآلة.
وستكون القطاعات المالية والنقل والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات، وحتى القضاء ضمن سيطرة الروبوتات.
وتشير دراسة حديثة إلى أن الذكاء الاصطناعي يهدد حوالي 57% من الوظائف حول العالم بسبب ازدياد توفر التكنولوجيا وقلة تكاليف الأنظمة الكمبيوترية.
وتقلل الأتمتة أو تتخلص من الاخطاء البشرية بجانب أنها أكثر كفاءة، وقال مات زاماس، المدير التنفيذي للتكنولوجيا في بنك جي بي مورغان: “لقد بدأنا نجني ثمار عملنا الشاق، ولم يكن الأمر مستحيل الحدوث”.
ولا يعتقد البنك أن استحواذ الآلة على الوظائف سيؤدي إلى البطالة إذ قالت دانا ديزي، كبيرة موظفي المعلومات في جي بي مورغان: “يرى البشر عادةً هذه الإجراءات استبدالاً لهم، وأنا أراها تحريراً لهم من أجل التفاتهم للقيام بأشياء ذات قيمةٍ أعلى، لذلك فهي فرصةٌ ذهبيةٌ بالنسبة للشركة”.
ميدل ايست أونلاين