رئيس الأركان الجزائري: سنحافظ على الأمن ولن نسمح بعودة سنوات الجمر

 

قال رئيس أركان الجيش الجزائري قائد صالح (الثلاثاء) إن الجيش سيضمن الأمن ولن يسمح بعودة البلاد إلى سنوات الجمر والألم، وذلك في أول تعليق له على الاحتجاجات التي تطالب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتنحي. وأضاف في خطاب: “الجيش سيبقى ماسكاً بزمام مقاليد إرساء مكسب الأمن الغالي، وهناك من يريد أن تعود الجزائر إلى سنوات الألم والجمر”.

وعادت مسيرات الطلاب الجزائريين لتملأ شوارع العاصمة وعشرات الجامعات والمعاهد عبر المحافظات، في مقابل رفع أحزاب الموالاة وحتى مديرية حملة الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة شعار “نعم لإسقاط النظام” لكن بعد الفوز بولاية خامسة.

وباتت الجزائر أمام معضلة سياسية صعبة أساسها ما يحدث في الشارع، وإن راهن محيط بوتفليقة (82 سنة) على رسالة ترشحه الأخيرة وما ورد فيها من تنازلات، إلا أن المسيرات لم تتوقف كما يرجح أن تتكثف يوم الجمعة المقبل تحت شعار “جمعة الكرامة”. وبينما تمكن طلاب الجامعات في العاصمة من التجمع قبالة ساحة البريد المركزي بعدما تجاوزا الإجراءات الأمنية المشددة لإبقائهم داخل الحرم الجامعي، تجمهر آخرون في باحات الجامعات والمعاهد بعدما سدت أمامهم المنافذ للسير في الشارع. ورفع الطلاب شعارات سياسية بينها “لن تحظى بسنة إضافية”، رداً على تعهدات بوتفليقة، و”لسنا إرهابيون”، كما شارك عدد من الأساتذة في هذه المسيرات.

وخرج آلاف الطلاب والأساتذة ففي احتجاجات عارمة عبر محافظات جزائرية، رافعين شعار “لا للعهد الخامس”، وهو شعار سياسي تحاول دائرة مساندة لبوتفليقة إبعاده من النقاشات لمصلحة شعار أخر هو “إسقاط النظام”. وعلى النقيض، استعمل بوتفليقة في رسالة ترشحه مصطلح “إسقاط النظام” للمرة الأولى خلال السنوات الـ20 التي حكم فيها الجزائر، إذ يُستعمل مصطلح “النظام” عادة من قبل أحزاب المعارضة.

وبث التلفزيون الحكومي مساء الإثنين، تقريراً مصوراً عن المسيرات الأخيرة، وكان واضحاً تركيزه على شعارات “إسقاط النظام” و”التغيير”، من دون ذكر “الولاية الخامسة”. وبات أنصار بوتفليقة يقولون في الأيام الأخيرة إن “بوتفليقة استجاب لنداء الجزائريين بتغيير النظام”، وفق ما كان بادياً في النقاشات التي شاركوا فيها في حلقات تلفزيونية. وبقي حمراوي حبيب شوقي، أحد القادة البارزين في حملة بوتفليقة الانتخابية، يرافع لهذا الشعار في اليومين الأخيرين قائلاً: “الرئيس لا يريد إلا وقتاً قصيراً قد لا يتجاوز السنة للتجاوب مع المطلب”.

ورحبت أحزاب الموالاة تباعاً برسالة بوتفليقة، وكلها ثمنت ما سمته “استجابة الرئيس لمطالب الشارع وتقديمه اقتراحات تدل عن قربه لنداءات الجزائريين في تغيير النظام ودعا رؤساء أحزاب وشخصيات معارضة إلى تطبيق المادة 102 من الدستور التي تحدد حالات إعلان شغور منصب رئيس الجمهورية، كما طالبوا بتأجيل الإنتخابات الرئاسية المقررة في 18 نيسان (أبريل) المقبل.

وجاء في بيان توج الإجتماع التشاوري الثالث الذي عقد في مقر جبهة العدالة والتنمية، تأكيد المجتمعين على “رفض الولاية الخامسة والتحذير مما يمكن أن تتسبب فيه من أخطار، وتحميل سلطات البلاد المسؤولية أمام التاريخ”. ورحب أصحاب البيان الذي تلاه رئيس الجبهة عبد الله جاب الله بقرارات امتناع البعض عن الترشح، وناشدوا بقية المرشحين الإنسحاب مما اعتبروه استحقاقاً مغلقاً.

 

 

صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى