رئيس الحكومة السوري يطرق بوابة الثقافة ، فهل اطمئن؟!

دمشق ــ خاص بوابة الشرق أوسط الجديدة

لأول مرة منذ فترة طويلة ، يطرق رئيس حكومة سوري بوابة وزارة الثقافة السورية مصطحبا وزيري التربية والإعلام، للحديث عن إعادة الاعمار النفسي والثقافي في بنى المجتمع، ومطمئنا عن عن آليات العمل في مؤسسات المواجهة الثقافية .

ورغم أهمية الخطوة، تخوف المتابعون من تكون مجرد جولة تفقدية لاتحمل في طياتها المضمون الحقيقي لما تعنيه مسؤولية الثقافة في البناء الوطني والحضاري لمرحلة مابعد الحرب، وخاصة أن أصواتا رفعت تدعو لعملية ثقافية تنقل الوزارة إلى مستوى وزارة دفاع ثقافي في مرحلة معقدة من تاريخ سورية.

وقد احتشد في اللقاء، إضافة إلى الوزراء المعنيين (ثقافة، إعلام، تربية) المدراء العامون لكل مؤسسات وزارة الثقافة كالمسرح والسينما والآثار والكتاب والأوبرا ، وأطلق على اللقاء عنوانا جديدا ملفتا لم نسمع عنه في العمل الحكومي السوري هو “جلسة حوارية”، وكان ينبغي لهذه الجلسة أن تحمل معطيات جديدة تتعلق بين أطراف العملية الثقافية المترابطة، فكيف دار الحديث في هذه الجلسة، وماذا يمكن أن يُبنى على نتائجها؟!

فهم رئيس الحكومة المهندس عماد خميس مهمة وزارة الثقافة بأنها ” المعنية في بناء ثقافة وتطوير مدارك الإنسان”، وقدم وجهة نظره عن حال سورية خلال الحرب باعتبار”هذه الحرب ثقافية، واستهدفت حضارتنا وإنساننا الذي تم بناؤه على مدى مئات السنين، والعناوين المستخدمة كان لها تأثير سلبي على حياتنا اليومية وعلى بعض عناوين الثقافة”.

إذن هناك معطيان ، أمام ” الجلسة الحوارية” العتيدة أولهما أن هناك استهداف ثقافي في أهداف الحرب، والثاني الحاجة إلى استخدام الثقافة في إعادة (اعمار) الإنسان في المرحلة القادمة من حياة السوريين.

وعندما تحدث وزير الثقافة محمد الأحمد قدم كشفا عن حيوية النشاط الثقافي خلال الحرب وفي مواجهتها وتعتمد الحيوية على الابقاء على البنى الثقافية وحمايتها وتفعيل دورها الذي حاولت الحرب تحطيمه، فهناك دورتان كبيرتان لمعرض الكتاب بعد توقف دام ست سنوات، وهناك يومان لوزارة الثقافة تمخضا عن مهرجانين ثقافيين كبيرين استمر الواحد منهما أسبوعا كاملا. كما أنجزت الثقافة قانون وزارة الثقافة الجديد وقانون الآثار وحماية التراث الأثري، وبالنسبة للمسرح والسينما قدم الوزير صورة النشاط الذي تم على هذين الصعيدين ، منوها أيضا برفع أجر الكلمة بالنسبة للتأليف والترجمة والمطالبة برفع تعرفة المسرح ..

ونقلت الصحف عن وزير الثقافة إشارات ينبغي إيضاحها للإعلام لأهميتها تتعلق بالسعي إلى استثمار قطاع الثقافة ورفده من خزينة الدولة بكل مجالاته سواء في السينما أم الكتاب أو المسرح، وأن يكون عنوانها الأول بناء الإنسان.

ولم تنقل الصحافة شيئا عن حقيقة الحوار بين أقطاب الجلسة الحوارية، والمسؤوليات التبادلية المتعلقة بالدور الثقافي، خاصة وأن وجود وزيري التربية الدكتور هزوان الوز، والإعلام عماد سارة ، يدل على آلية عمل متقدمة للحوار حول الموضوع الثقافي، لكننا لم نلمس نتائجه فيما نقل عن مضمون الجلسة .

وفي الإشارة التي أوردها وزير الثقافة عن النية بعقد مؤتمر للثقافة في سورية نأمل أن لايكون شبيها بمؤتمر الإعلام الذي انعقد خلال العام الماضي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى