رئيس الكنيست السابِق ينعَت غانتس “بالمسيح الدجّال الذي انضمّ إلى نتنياهو الكذّاب” ويؤكِّد “انتهاء حقبة العسكريين بالسياسة الإسرائيليّة” و”يكيل المديح لرئيس (المُشتركة) أيمن عودة”

 

قال رئيس الكنيست الأسبق، أبراهام بورغ إنّ مسيحًا آخر لليسار اتضح أنّه المسيح الدجال، مُضيفًا أنّ غانتس الكذّاب انضم إلى نتنياهو المحتال، وقام ائتلاف الذئب والحمل، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه من المثير للاهتمام أن نعرف مَن سيأكل الآخر ومتى.

في هذه الأثناء، تابع في مقالٍ نشره في صحيفة (هآرتس) العبريّة، في هذه الأثناء مرّةً أُخرى جمهور المؤمنين ضائع ويائس، يبحث عن منقذ جديد يخلصه، ومن هو معني بأن يفهم، مدعو إلى استغلال الوقت كي ينظر إلى الواقع باستقامة، وأنْ يفهمه ويستخلص منه خلاصات مغايرة تمامًا.

ورأى بورغ أنّ ثلاثة أشخاص قادرون على إلقاء الضوء على واقع السنة الأخيرة: بيني غانتس، ستاف شافير، وأيمن عودة. بني غانتس، مرّةً أُخرى اتضح أنّ حقبة القادة العسكريين في السياسة الإسرائيليّة قد انتهت، جنرال شجاع أزرق العينين، هو ليس أكثر من شخص ساذج سياسيًا، ممسحة أرجل للمحترفين الحقيقيين، مُضيفًا أنّه منذ اللحظة الأولى، كان غانتس دمية سياسية فارغة. شعار “فقط ليس بيبي” لا يشكل جدول أعمال، وحزب يمتد من النائب يوعاز هيندل حتى النائب عوفر شيلح، هو ليس أكثر من معسكر سياسي مؤقت، من دون قوة أوْ اتجاه، بحسب تعبيره.

وأردف بورغ قائلاً إنّه أيضاً عشرات الآلاف من العميان والصم لا تكفي لتحقيق أحلام سلطة مع أشخاص كهذه. هذا لم يحدث، ولن يحدث، وليس من المناسب ألاّ يحدث، قوة سلطة نغيرها بقوة، وحكم فاشل نغيره ببديل كامل وواعد.

النائبة السابقة ستاف شافير: الوعد الكبير لحركة الاحتجاج في صيف 2011، تبدد في الجو الخفيف للشبكات الاجتماعية. مهما كان إرثها البرلماني والصراع الكبير بينها وبين إيستيك شمولي (من قادة حركة الاحتجاج الشعبي في سنة 2011 وعضو أساسي في حزب العمل وهو مرشح لتولي وزارة الرفاه في الحكومة الجديدة)، هو صمد، وهي لم تصمد. ونبّه إلى أنّ شمولي صمد ليس بسبب مهارته السياسية أوْ نظرته إلى العالم أوْ إمكانات زعامة، بل فقط لسبب واحد بسيط: موظف حزبي قليل الذكاء من نوع موظفي زمن “مباي”، وهي سياسية من زمن الشبكات الاجتماعية، الجمهور يريد أنْ يكون على صلة بمن ينتخبه، يريد أنْ يشعر به، اللقاء مع الناس في الفروع واستقبالهم لا يزال هو الأمر الحقيقي.

وتطرّق إلى رئيس القائمة المُشتركة، النائب أيمن عودة، وقال: برز هنا أمام أعيننا زعيم رائع، في الجانب الداخلي، نحن أمام سياسي ماهر ينجح في توجيه السفينة المستحيلة لـ”القائمة المشتركة”، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ النائب عودة ينجح بصبر مستمر في دفع الجميع (في القائمة المشتركة على اختلاف مواقفهم) نحو أهدافه، وفي أنْ يريهم آفاقاً جديدةً، طبقًا لأقواله.

وبالنسبة إلى الخارج، أكّد رئيس الكنيست الأسبق، فإنّ عودة هو صاحب رؤية مثيرة تطرح “مصلحة مشتركة” إسرائيلية عامة أكبر بكثير من مجموع إرادة ناخبيه، القائمة المشتركة هي مشروعه الصغير، يسار جديد، مدني، قائم على المساواة، يناضل من أجل جميع مواطني إسرائيل، هو حلمه الكبير، كما قال بورغ في مقاله.

وشدّدّ رئيس الكنيست الأسبق، الذي أعلن منذ عدّة سنوات عن طلاقه من الحركة الصهيونيّة، شدّدّ قائلاً: أفترض أننا لم نرَ بعد هنا المسيح الأخير. سوف يأتي آخرون، وسيكون هناك دائمًا ناخبون يعتقدون أنّه الخلاص. لكنه موجود في مكان آخر تمامًا، ورؤيته موجودة هنا، تستطيع أنْ تمد يدك وتلمسها، ليس عبر الفيسبوك، لأنّ الخلاص يقوم على عمل سياسي صلب وعنيد، ما وراء الانقسامات والتحريض القديم.

الآن، تابع بورغ في مقاله بصحيفة (هآرتس) العبريّة، حان الوقت لاستغلال الطاقة الحالية المنبثقة من احتجاج السيارات والأعلام (إشارة إلى التظاهرات السيارة والأعلام السوداء، احتجاجًا على انضمام غانتس إلى نتنياهو)، والانتقال من حركة “الوتس آب” إلى الحياة الحقيقية، داعيًا إلى ترجمة الغضب والأمل إلى عمل، ومُضيفًا أنّه يجب أنْ نعمل على إقامة حزبٍ مدنيٍّ حقيقيٍّ، وأنْ نُناضِل دون هوادة، من أجل السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعيّة.

وخلُص رئيس الكنيست الأسبق إلى القول: لنبلور نخبة قيادية من القمة، زعامة ذات رؤية، فالخلاص السياسي هو سباق ماراتون وليس سباق جري سريع، وهو ممكن فقط إذا لم نخطئ ونسير مرة أُخرى وراء مسيحٍ دجّالٍ، على حدّ تعبير بورغ.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى