رئيس الموساد الأسبق: نتنياهو وترامب يقودان بلادهما إلى الفاشيّة

شفتاي شافيط، كان رئيسًا لجهاز الموساد الإسرائيليّ (الاستخبارات الخارجيّة) بين الأعوام 1989 وحتى 1996، وبطبيعة الحال خلال فترته نفذّ الجهاز العديد من الأعمال الإجراميّة بزعم الـ”حفاظ على أمن الدولة العبريّة”، وبالتالي كان مفاجئًا للغاية أنْ يُقدِم الرجل في هذا الزمن الرديء بنشر مقالٍ لاذعٍ جدًا ضدّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مُتهمًا إيّاه بأنّه يقود الدولة العبريّة إلى الفاشيّة، تمامًا، كما يفعل الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، في الولايات المُتحدّة.

شافيط، كتب مقالاً في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة أكّد فيه على أنّ أخيرًا نشرت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكيّة السابقة نشرت أخيرًا مقالاً في صحيفة (The New York Times)، قالت فيه إنّ الديمقراطية، التي تطوّرت في العالم الغربيّ بعد الحرب العالمية الثانية، آخذة في الأفول، مُخليةً مكانها لميول حكم الفرد والفاشية، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ الرجل الذي يجلس اليوم في البيت الأبيض، أيْ ترامب، هو بمثابة محفزٍ لهذه الميول.

شافيط رأى أنّه لا يُمكن للإسرائيليّ إلّا أنْ يُعبّر عن إعجابه بما ورد في مقال أولبرايت، لأنّه يؤكّد أنّ المفاهيم التي يتناولها المقال تُشبه وتتماثل ما يدور وما يجري في إسرائيل، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ المفهوم الأوّل هو أنّ البيئة الذي تتعرّض لتهديدات ما أسمته بـ”الإرهاب”، الخروقات الطائفيّة، الحدود المهدّدّة والتي لا تعرف الاستقرار والأمن والآمان، الوساطة الاجتماعية منفلتة العقال والناس الانفعاليين ذوي المزايا التهكمية، كلّ هذه الظاهر، برأيها، تُعّد منحدرًا سلسًا يقود الدول من مرحلة الديمقراطية إلى حقبة حكم الفرد والفاشيّة.

وساق رئيس الموساد الأسبق قائلاً إنّ المفهوم الثاني الذي يُستشّف من مقال أولبرايت يكمن في أنّه إذا كان زعيم دولة ديمقراطيّة لا يفقه جوهر الديمقراطيّة، ولا يحميها وعلى استعدادٍ للموت من أجل الحفاظ عليها، فإنّه، أيْ الزعيم المذكور، سيجد نفسه، ربما حتى بدون وعيٍّ، في الطريق المؤدّي إلى حكم الفرد والفاشية، مؤكّدًا على أنّ أولبرايت تلفت إلى ترامب، فيما هو يلفت إلى نتنياهو، على حدّ تعبيره.

وشدّدّ على أنّ سياسة نتنياهو القاضية بأنْ تعيش إسرائيل لوحدها مرفوضة لديه جملةً وتفصيلاً، لأنّها تقود إلى الفاشيّة، لافتًا في السياق ذاته إلى أنّه يرفض رفضًا قاطعًا مزاعم رئيس الوزراء الذي يؤكّد في مُناسباتٍ عديدةٍ أنّ وضع إسرائيل الدوليّ لم يسبق له أنْ كان أفضل من اليوم، بحسب تعبيره.

علاوةً على ذلك، استخفّ شافيط كثيرًا بأقوال نتنياهو حول الطابور الطويل من زعماء العالم الذين يزورون إسرائيل، لافتًا إلى أنّه في ساعة الامتحان الحقيقيّ لن نجدهم إلى جانب الدولة العبريّة، مثل الهند، التي يتفاخر نتنياهو بالعلاقات المُميّزة معها، مُتجاهلاً أنّها تُقيم علاقاتٍ مع ألّذ أعداء دولة الاحتلال، أيْ إيران.

ولفت شافيط إلى أنّ اعتراف الرئيس الأمريكيّ بالقدس كعاصمةٍ لإسرائيل، ليس في إطار اتفاقٍ شاملٍ لإنهاء الصراع، ساهم بذلك في تعميق عزلة الدولة العبريّة، مُوضحًا أنّه عندما يٌرر رؤساء روسيا، إيران وتركيّا مستقبل الشرق الأوسط، فإنّ ترامب لا يُكلّف نفسه عناء إرسال مندوبٍ عنه إلى القمة الثلاثيّة التي عُقدت، بل أكثر من ذلك، أضاف، الرئيس الأمريكيّ يؤكّد علنًا أنّه بصدد سحب القوّة الأمريكيّة الصغيرة المنتشرة في شرق سوريّة في أسرع وقتٍ ممكنٍ.

شافيط رأى أيضًا أنّ صنّاع القرار في تل أبيب يتجاهلون حقيقة دامغة وهي أنّ الرئيس الأمريكيّ ينظر إلى العالم من خلال منظار الدولار، ولا يُعير انتباهًا للحلف القيم غير المكتوب بين تل أبيب وواشنطن، مُعربًا عن خشيته من قيام الإدارة الأمريكيّة الحاليّة بتقليص الدعم لإسرائيل.

ووجد شافيط نقاط أخرى تجمع بين ترامب ونتنياهو تتمثّل في الهجوم على المؤسسة القضائيّة، احتقار الإعلام، الدفاع استخدام التعذيب، ووصف الخلافات البسيطة مع مُعارضيه بالخيانة، مُشيرًا إلى أنّ تصريحات ترامب التي تكون في الكثير من الأحيان بعيدةً عن الواقع، تبدو معروفةً جدًا في إسرائيل.

شافيط خلُص إلى القول إنّ الادعاء بأنّه لا يُمكن عمل أيّ شيءٍ لوقف تدحرج إسرائيل نحو الفاشيّة ليس في مكانه، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، قال إنّه يتحتّم الدفاع عن الإعلام ورفض النظرية السائدة بأنّ العدّو الذي يُهاجم المجتمع، بل صديقه الوفيّ، مُنهيًا مقاله بالقول الفصل بأنّه لا أحد فق القانون، لا ترامب في أمريكا، ولا نتنياهو في إسرائيل، كما أكّد.

صحيفة راي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى