رجيم البحر الأبيض المتوسط لأسلوب حياة صحي غير مربك
مع تعدُّد أنظمة الرجيم الرائجة، والدوَّامة التي تُدخل متتبعيها فيها لناحية خسارة الوزن سريعًا، واستعادته بعد الانقطاع عنها، يبدو مفيدًا معاودة التحدُّث عن الحميات القابلة للتطبيق مدى الحياة، لأنَّها تُقدِّم أسلوب حياة صحِّيًّا. وفي هذا الإطار، تمنح صنوف المأكولات، التي يقترحها رجيم البحر الأبيض المتوسط على متتبعيه، شعورًا بالشبع، لا سيَّما أنَّها منوَّعة، لذا فإنّ اتّباع هذه الحمية مع المواظبة على التمرينات الرياضيَّة، يساعدان في الحفاظ على وزن صحِّي. هذا الرجيم ليست “مربكًا”، فهو لا يستهدف عدّ السعرات الحراريَّة أو حذف مجموعة معيَّنة من الأطعمة، بل يدعو متتبّعيه إلى الابتعاد عن تناول الدهون السيئة، ويحثُّهم بالمقابل على استهلاك تلك الصحيَّة والمفيدة للقلب. ومن جهةٍ ثانية، هو يستبدل الفواكه بالحلويات الغنيَّة بالسكر.
رجيم البحر الأبيض المتوسط عبارة عن نظام حياة صحِّي قابل للتطبيق مدى الحياة، وليس بهدف خسارة الوزن حصرًا. مكوِّناتها مفيدة للقلب. ولا سيمَّا الفواكه وزيت الزيتون والمكسَّرات والحبوب أيضا. كما تساعد في خفض نسبة الـ”كوليسترول” الضار، وترفع ذلك المفيد بالمقابل. وهي تعزِّز وظائف الدماغ، لأنها تدفع إلى الابتعاد عن تناول الدهون غير الصحيَّة المولِّدة للالتهابات في الجسم.
فوائد بالجملة
تتمثَّل فوائد حمية البحر الأبيض المتوسِّط، حسب اختصاصيَّة التغذية والصحَّة العامَّة لانا الزيلع، في:
- الحفاظ على الوزن مقبولًا. كون الدهون الصحيَّة والبروتين في الحمية المذكورة، يحافظان على مستوى السكَّر معتدلًا في الدم، وبالتالي هما يحدَّان من الشهيَّة للطعام. وفي السياق عينه، تشير بيانات صحيَّة إلى انخفاض معدَّلات الوفيَّات الناجمة عن أمراض القلب والسرطان والشلل الرعاش أيضا في صفوف متتبعي حمية البحر الأبيض المتوسِّط.
- الحفاظ على صحَّة القلب. إذ إنَّ عناصر الحمية المذكورة تقلِّل عوامل الخطر المتعلِّقة بأمراض القلب. والارتفاع في مستويات ضغط الدم والكوليسترول والسكَّر، والدهون الثلاثيَّة أيضا.
- إبطاء الشيخوخة: كانت دراسات قد أثبتت زخور الحمية المذكورة بأحماض “الأوميغا_ 3” الدهنيَّة والمواد المضادة للأكسدة التي تؤخِّر الشيخوخة.
مكوِّنات الرجيم
تدعو حمية البحر الأبيض المتوسِّط إلى تناول الفواكه والخضراوات والبقول (الحمُّص والفاصولياء والعدس) والمكسَّرات الطازجة والعضويَّة. مع البعد بالمقابل عن الأطعمة المعلَّبة والمصنَّعة. علمًا بأنَّه لا يجب استهلاك أكثر من قبضة من المكسَّرات، في اليوم. وفي السياق عينه، توصي حمية البحر المتوسِّط بالابتعاد عن الأطعمة المثلَّجة والوجبات السريعة، وتناول الأطعمة الطازجة الموسميَّة بالمقابل.
يعد كلٌّ من المعكرونة والأرز والخبز المصنوعة من الحبوب الكاملة جزءًا من الغذاء اليومي. مع البعد بالمقابل عن الدقيق الأبيض المعالج ومنتجاته. كما أنَّ زيت الزيتون هو المصدر الرئيس للدهون. فضلًا عن المكسَّرات والزيتون والأفوكادو. ومن قواعد الحمية، تناول الأسماك بوفر، بمعدَّل حصَّتين على الأقلِّ من الأسماك الطازجة في الأسبوع. بغية الحصول على فوائد أحماض “الأوميغا _3” الدهنيَّة، كما كثرة استخدام الزعتر وإكليل الجبل، وأوراق الغار والريحان، واليانسون والثوم والفلفل في الأطباق، لغنى الأعشاب والتوابل المذكورة بمضادات الأكسدة الصحيَّة. وفي هذا الإطار، يحتوي نصف الملعقة الصغيرة من الزعتر المجفَّف على مضادات للأكسدة، تعادل تلك المتوافرة في ثلاثة أكواب من السبانخ!
بالمقابل، تدعو الحمية إلى الاعتدال في استهلاك اللحم الأحمر، على أن يكون مصدره المواشي المُغذَّاة على العشب، وإلى التقنين في استهلاك منتجات الألبان. علمًا بأنَّ الخيارات المفضَّلة في هذا المجال، تشمل: الزبادي اليوناني، ومنتجات حليب الماعز والخراف.
وتحدُّ الحمية من استخدام السكَّر، وفي هذا الإطار تستبدل الفواكه الطازجة بالحلوى المصنَّعة.
3 نقاط
- تدعو حمية البحر الأبيض المتوسِّط إلى التنويع في الأطعمة؛ صحيح أنَّها تقلُّ في محتوياتها من اللحوم الحمراء والألبان والأجبان العالية بالدهون، إلَّا أنَّها بالمقابل غنيَّة بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
- تُشجِّع حمية البحر الأبيض المتوسِّط على إضافة البهارات والأعشاب إلى الوجبات، لا سيَّما إكليل الجبل والثوم والقرفة، مع التقليل من الملح الذي يتسبَّب بالضغط.
- لا تتسبَّب الحمية بالجوع لمتتبعها، نظرًا إلى أنَّها تحتوي على كمٍّ كافٍ من البروتين، بالإضافة إلى الخضراوات والفواكه.