رجيم الطعام النيء في الميزان
قد يبدو الرجيم، الذي يرتكز على الطعام النيء، الطعام الذي لا يخضع إلى عمليّات الطهي أو التصنيع، صحيًّا ومخسّسًا، وهو كذلك إذا اقتصر اتباعه على وقت قصير، إلّا أنّه لا يخلو من عواقب سلبيّة، تُعدّدها اختصاصية التغذية وإدارة الصحّة رنا أبو مراد، في الآتي.
يرجع أصل رجيم الطعام النيء إلى القرن التاسع عشر، ولكنّه يزداد شعبيّةً أخيرًا. بشكل ملحوظ، فمتتبعو هذا النظام الغذائي يعتقدون أنّ تناول الأطعمة، نيئةً، يقدّم فوائد بالجملة إلى الأجسام. لا سيّما على صعيد خسارة الوزن، بخاصّة عند حسن اختيار الأغذية المتناولة، وعلى رأسها المكسّرات والزيوت والأجبان والألبان. بعيدًا من اللحوم النيئة، المحتوية على هرمونات حيوانيّة. لكن، لا يخلو رجيم الطعام النيء، عند اتباعه بصورة دائمة أو لوقت طويل، من عواقب سلبيّة.
مكونات رجيم الطعام النيء:
وفي هذا الإطار، تشرح اختصاصيّة التغذية وإدارة الصحّة رنا أبو مراد لقارئات “سيدتي. نت” أنّ “الرجيم المذكور قوامه الأطعمة النباتيّة الطازجة، بعيدًا من أي مكوّن غير مطهي أو معالج.
- فكلّ طعام لا يتعرّض إلى حرارة تتراوح بين 40 درجة مئويّة و48 منها يعدّ نيئًا. وكذا الأمر في شأن الطعام غير المبستر”. أمّا في شأن طريقة إعداد هذا الطعام، فهي تشمل: العصر والمزج مع غيره (النيء أيضًا) والتجفيف والنقع… وبخلاف الحمية النباتيّة.
- فإنّ رجيم الطعام النيء يشتمل حصرًا على الفواكه والخضروات والمكسّرات والبذور والأجبان والألبان. ولا تشجّع اختصاصيّة التغذية أبو مراد على تناول المكمّلات الغذائيّة، أثناء اتباع رجيم الطعام النيء.
- مع سدّ فجوة غياب بعض الأغذية عن حمية الطعام النيئة. عن طريق تناول كمّ ضئيل من الأسماك واللحوم النيئة، خلال أوقات متباعدة.
- من جهةٍ ثانيةٍ، لا يمكن الإفراط في تناول كمّ كبير من المأكولات النيئة. أو اتباع هذه الحمية من قبل الأفراد الذي يشكون من مشكلة صحيّة. كارتفاع ضغط الدم أو المعاناة من بكتيريا بالمعدة أو تقرّح فيها. وإذ يدّعي أنصار هذا الرجيم أنّه يوفّر كلّ العناصر الغذائيّة التي يحتاج الجسم إليها. ويعتقدون أن طهي الأطعمة ضارّ بالصحّة لأنّه يدمّر “الإنزيمات” الطبيعية في الأطعمة.
- فإنّ وضع رجيم الطعام النيء في الميزان يفيد بالآتي، بحسب أبو مراد: “صحيحٌ أنّ الحرارة تساهم في تكسير “الإنزيمات” المذكورة، بيد أنّها بالمقابل تساعد الأجسام البشريّة في تقبّل الأطعمة. وامتصاصها وهضمها. لذا، لا يمكن اتباع رجيم الطعام النيء لوقت يتجاوز 3 أسابيع متواصلة. ثمّ يجدر بالمرء العودة إلى اتباع نظام غذائي متوازن”.
بين المسموح والممنوع
لكلّ فرد يرغب في اتباع هذا الرجيم، يجب التركيز على أن لا تقلّ نسبة الطعام النيء الذي يتناوله المرء عن 75%. وتحديدًا الفواكه (الطازجة والمجفّفة) والخضروات والمكسّرات النيئة والبذور والألبان والأجبان غير المبسترة. كما يسمح الرجيم بتناول كمّ وافر من الحبوب والبقوليات، شريطة نقعها بالماء، طويلًا. مع تبديل الماء دائمًا قبل تناولها، وحليب المكسّرات، كحليب اللوز أو جوز الهند، وزبدة المكسّرات الخام، مثل: زبدة الفول السوداني وزيت الزيتون وجوز الهند المستخلص على البارد، وكل الأطعمة المخمّرة، كالمخللات والأعشاب البحريّة. ويدخل البعض إلى هذا الرجيم البيض النيء، وأيضًا لحوم الأسماك النيئة، كالساشيمي أو الروبيان أو التونا أو الأخطبوط أو السلطعون، واللحم المجفّف.
بالمقابل، ينهي الرجيم المذكور عن تناول الفواكه والخضروات والحبوب واللحوم المطيهة، والمخبوزات بأنواعها، والمكسرات والبذور المحمّصة، والزيوت المكرّرة، وملح الطعام والسكّر المكرّر والعصائر ومنتجات الألبان المبسترة والقهوة والشاي والمعكرونة والمعجنات والرقائق المصنعة.
الجدير بالذكر أن طهي الحبوب والبقوليات يقلّل من وجود أحماض معيّنة في الطعام. لأنّه على العكس من ذلك، إذا تواجد كمّ وافر من هذه الأحماض، فهو يقود إلى منع امتصاص الجسم للمعادن. كما أن الطهي يقتل البكتيريا الضارّة المتوافرة في الطعام النيء. علمًا أنّه لا يمكن تناول الحبوب غير مطهيّة من قبل الأفراد الذين يعانون من مشكلة “المصران الغليظ”.
التنويع في الغذاء قاعدةً “ذهبيّةً“
نظرًا إلى تضارب النتائج في شأن طهي الطعام أو عدم طهيه، فإنّ القاعدة “الذهبيّة” في هذا الإطار تقضي بالتنويع في الغذاء أي تناول مجموعة منوّعة من الأطعمة، نئيةً ومطهيّةً. وتشجّع الاختصاصيّة أبو مراد، بدورها، الأفراد باتباع نظام غذائي متوازن، في حال الرغبة بتغيير النظام الغذائي، أو رجيم الطعام النيء لأسبوعين، فرجيم الـ”ديتوكس” لأسبوع، أو النظام عالي البروتين لأسبوعين، فرجيم الطعام النيء لأسبوعين، مع الإشارة إلى أنّ البحوث كانت أثبتت أن لكلّ من الأطعمة المطهيّة أو النيّئة فوائد صحية.