سلايدفن و ثقافة

رحيل آخر قامات الأدب في الزمن الجميل في سورية :  شوقي بغدادي في ذمة الله  

آية عماد الدبوسي

خاص :

توفي مساء اليوم الشاعر والكاتب العربي السوري الكبير شوقي بغدادي آخر القامات الكبيرة في الثقافة السورية، الذي كان أحد مؤسسي رابطة الكتاب السوريين التي سبقت قيام اتحاد الكتاب العرب في سورية، الذي ساهم في تأسيسه وقيادته.

وقد عانى الكاتب الكبير شوقي بغدادي في صراعه مع الموت والحياة طيلة العقد الأخير إلى الدرجة التي كتب فيها أكثر من مرة عن الموت والقبر، وكان موقعنا بوابة الشرق الأوسط النافذة الوحيدة التي ينشر فيها آخر ما يخطه قلمه.

وكان الموقع قد نشر في الثالث من الشهر الجاري آخر ما خطه قلم الراحل الكبير (أبو طرفة) وجاء في المقطع التالي :

ما عساني وقد غرقتُ أقولُ             ليس ماءً هذا السوادُ الثقيلُ

أظلمتْ كلّها البحارُ وضاعت            وجهةُ الريحِ والطريقُ الطويلُ

هي شيخوختي أم الأرضُ جفّت        وانتهى عَهدُهُ الزمانُ البليلُ

ورفاقُ الطريقْ لم يبقَ منهم              غيرُ ما في النواةِ حين تسيلُ

لم يزلْ في حديقتي بعضُ عُشبٍ         وبقلبي ما لا تُسرّ العـقـولُ

أنت ميْتٌ وإن لهثتَ قليلاً              لا يبوحُ الأسرارَ إلا القليلُ

ثمّ عزفٌ كأنه الليلُ يدنو                وجلالٌ كأنـــــه الترتـيـلُ

لا تودّعْ فالشعرُ أقوى من المو            تِ وفصلٌ جادتْ لديه الفصولُ

والشاعر شوقي جمال بغدادي من مواليد دمشق في 26 تموز 1928) ولد في بانياس وتخرج من كلية الآداب وعمل مدّرساً للعربية طوال حياته في سورية وخمس سنوات في الجزائر. شارك في تأسيس رابطة الكتاب السوريين عام 1951 والتي تحوّلت إلى رابطة للكتاب العرب عام 1954 وانتخب أميناً عاما لها سنة 1954 حتى مطلع 1959. ثم تفرغ للكتابة وعمل مستقلًا. له مجموعات شعرية وقصص قصيرة عديدة واهتم أيضًا بأدب الأطفال.

وقد حفلت سيرته الذاتية الأدبية بعشرات الدواوين الشعرية والمجموعات القصصية وكانت مجموعته الشعرية «أكثر من قلب واحد» أولى منشوراته سنة 1955 ومجموعته القصصية «حبّنا يبصق دائمًا» نشرت عام 1954. ومن قصصه :

«بيتها في سفح الجبل، 1977

«عودة الطفل الجميل»، 1985

«مهنة اسمها الحلم»، 1986

«المسافرة»، رواية، 1994

«فتاة عادية»، 1998

ومن مجموعاته الشعرية:

«لكل حب قصة»، 1962

«أشعار لا تحب»، 1968

«بين الوسادة والعنق»، 1974

«ليلى بلا عشاق»، 1979

«قصص شعرية قصيرة جدًا»، 1981

«كم كل بستان»، 1982

«رؤيا يوحنا الدمشقي»، 1991

«شيء يخص الروح»، 1996

«البحث عن دمشق»، 2003

«ديوان الفرح»، 2010

«بعد فوات الأوان »، 2021

وموقع بوابة الشرق الأوسط إذ ينعي الكاتب الكبير، يؤكد أن الحركة الثقافية السورية خسرت بوفاته قامة كبيرة ، والثقافة السورية تعتز بهذه القامة الأدبية وتسجل تقديرا كبيرا لما تركه الراحل على مسافة سبعين سنة من ظهوره وفعاليته في الوسط الثقافي شابا نشطا شجاعا واثقا من أدواته .

وقد نعى اتحاد الكتاب العرب في سورية قبل قليل الكاتب الكبير في بيان رسمي

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى