رحيل فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية
أعلنت وسائل إعلام رسمية مصرية، مساء اليوم، وفاة الممثلة المصرية فاتن حمامة التي حملت لقب “سيدة الشاشة العربية” بعد رحلة مع التمثيل بدأت منذ الطفولة قبل نحو 75 عاماً وقدمت خلالها أكثر من 90 فيلماً سينمائياً أولها بفيلم “يوم سعيد” عرض في العام 1940، وآخرها “أرض الأحلام”، اضافة الى عدد من المسلسلات التلفزيونية.
وقالت “وكالة أنباء الشرق الأوسط” الرسمية إن فاتن حمامة توفيت “إثر أزمة صحية مفاجئة”، مضيفة أن الفنانة الراحلة تعرضت لأزمة صحية منذ عدة أسابيع استدعت نقلها إلى “مستشفى دار الفؤاد” في مدينة السادس من أكتوبر تحت إشراف زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب. وخرجت بعد أن تماثلت للشفاء ثم تعرضت إلى وعكة صحية مفاجئة توفيت إثرها مساء اليوم.
وولدت فاتن أحمد حمامة في السابع من أيار العام 1931 وبدأت رحلة التمثيل في السينما في وقت مبكر، حين اشتركت بدور قصير في العام 1940 في فيلم “يوم سعيد” الذي قام ببطولته المطرب محمد عبد الوهاب، وكان عمرها 9 سنوات.
وأتيح لها أن تعمل مع معظم مخرجي السينما ابتداء من محمد كريم في فيلم “يوم سعيد” ثم بركات ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف وانتهاء بخيري بشارة في “يوم مر.. يوم حلو” في العام 1988 وداود عبد السيد في آخر أفلامها “أرض الأحلام” في العام 1993.
كما وقفت أمام معظم نجوم التمثيل والغناء في مصر ابتداء من يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وانتهاء بمحمود ياسين ومحمد منير ويحيى الفخراني.
وأطلق عليها في سبعينيات القرن العشرين لقب “سيدة الشاشة العربية”.
وفي استفتاء حول أفضل مئة فيلم مصري لمناسبة مئوية السينما في العام 1996 جاءت فاتن حمامة في المرتبة الأولى، حيث تضمنت القائمة أكبر عدد من الأفلام التي شاركت في بطولتها متقدمة غيرها من الممثلات المصريات في القرن العشرين.
ومن بين أفلامها في تلك القائمة “ابن النيل” و”المنزل رقم 13″ و”صراع في الوادي” و”دعاء الكروان” و”الحرام” و”إمبراطورية ميم” و”أريد حلاً”.
ولم تخرج حمامة كثيراً في اختياراتها السينمائية عن أدوار الفتاة المظلومة أو السيدة الجادة التي تواجه الاضطهاد بالصبر. وحين جربت أن تقوم بدور مختلف في فيلم “لا أنام” الذي أخرجه صلاح أبو سيف في العام 1957 فشل الفيلم تجارياً.
وقامت حمامة في هذا الفيلم بدور فتاة شريرة مصابة بعقدة تجاه والدها فلا تحتمل فكرة أن تستمر معه زوجة، حيث كانت تسارع إلى تدبير المكائد لزوجات أبيها. واحتشد الفيلم بأكبر عدد من النجوم الذين لم يتح لفيلم آخر أن يجمع بينهم في تاريخ السينما المصرية ومنهم عمر الشريف ويحيى شاهين ورشدي أباظة وعماد حمدي وهند رستم ومريم فخر الدين.
وأرجع نقاد فشل فيلم “لا أنام” إلى دهشة المشاهدين أو صدمتهم في نجمتهم المفضلة التي عودتهم على نمط محدد يبدو حتى من عناوين أفلامها السابقة ومنها “ملاك الرحمة” و”نور من السماء” و”اليتيمتان” و”أنا بنت ناس” و”ست البيت” و”إرحم دموعي” و”أشكي لمين” و”ظلموني الناس” و”حب ودموع”.
تزوجت فاتن حمامة من المخرج المصري عز الدين ذو الفقار (1919-1963) الذي أخرج لها بعض الأعمال وأنجبت منه ابنتهما نادية. وبعد طلاقهما وزواجها من الممثل المصري عمر الشريف أخرج لها ذو الفقار أفلاماً منها “موعد مع السعادة” وشاركتها في بطولته ابنتهما نادية عز الدين ذو الفقار و”طريق الأمل” و”بين الأطلال” و”نهر الحب” وقام عمر الشريف ببطولة الفيلم الأخير.
وتزوج عمر الشريف وفاتن حمامة في العام 1955 ولهما ابن واحد هو طارق عمر الشريف.
كما قامت حمامة ببطولة عدد محدود من المسلسلات التلفزيونية ومن بينها “ضمير أبلة حكمت” و”وجه القمر”.
ونالت الممثلة الراحلة عددا من الجوائز في مهرجانات عربية وأجنبية منها جائزة من مهرجان طهران في العام 1977 عن فيلم “أفواه وأرانب” وجائزة أحسن ممثلة من مهرجان قرطاج عن فيلم “يوم مر.. يوم حلو” في العام 1988. كما كرمت عن مشوارها الفني في بعض المهرجانات العربية وآخرها المهرجان الدولي الأول لفيلم المرأة في المغرب العام 2004.
وفي العام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية في مناسبة مرور 100 عام على نشاطها تم اختيارها كأفضل ممثلة. كما تم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية.
أما في العام 1999 فقد تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في القاهرة، وفي العام 2000 مُنحت جائزة “نجمة القرن” من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين. كما مُنحت “وسام الأرز” من لبنان و”وسام الكفاءة الفكرية” من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية في العام 2001.
صاحب عودتها إلى العمل الفني بعد غياب طويل ضجة إعلامية، حيث شاركت في العام 2000 في المسلسل التلفزيوني “وجه القمر” والذي عرض على 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية، والذي انتقدت فيه العديد من السلبيات في المجتمع المصري من خلال تجسيدها شخصية مذيعة كبيرة تعمل لدى التلفزيون. وتميز هذا المسلسل بتعاطف كبير مع الانتفاضة الفلسطينية.
صحيفة السفير اللبنانية