رغم الـ”قطيعة” بينهما وارتفاع حجم التبادل التجاريّ: إسرائيل وتركيّا في طريقهما لدفء العلاقات وتطويرها وحماس قد تُطرَد من أنقرة تنفيذً لشرط تل أبيب
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان تعيين الدبلوماسية البارزة والخبيرة في الشؤون التركية إيريت ليليان بمنصب القائم بأعمال السفارة الصهيونية في العاصمة التركية أنقرة.
وشغلت ليليان سابقًا منصب سفيرة الدولة العبريّة لدى بلغاريا التي تربطها حدود برية بطول 259 كلم مع تركيا، وتعد هذه رسالة مثيرة للاهتمام من قبل الخارجية الإسرائيلية في إرسالها دبلوماسية بارزة صاحبة تجربة غنية، وهو ما قد يُلمح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها تمهد لتجديد الدفء في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
وفي السياق عينه، رأى “موقع إسرائيل نيوز 24” أن هذا التعيين المثير للاهتمام يأتي على خلفية تصريح الرئيس التركي في كانون الأول (ديسمبر) 2020 أنّ بلاده تريد إقامة علاقات أفضل مع دولة الاحتلال، إذ توترت العلاقات بين الجانبين بشدة في السنوات الماضية، على الرغم من قوة العلاقات التجارية وتبادلها بينهما.
وتبادلت تركيا مع إسرائيل طرد السفراء عام 2018، إلا أن التجارة بين الطرفين تواصلت دون انقطاع.
وتُعدّ ليليان خبيرة في الشؤون التركية، وستحل محل روعي غلعاد، الذي أدار السفارة خلال فترة معقدة، وهو جزء لا يتجزأ من دفء العلاقات الثنائية بين الجانبين على الرغم من أنّ المستوى الدبلوماسي بين الجانبيْن لم يجرِ تحديثه بعد.
جديرٌ بالذكر أنّ تل أبيب اشترطت عودة العلاقات مع أنقرة بأنْ تقوم الأخيرة بطرد نشطاء حركة حماس من الأراضي التركيّة، وقطع أيّ اتصالٍ مع حركة المقاومة الإسلاميّة، وهو الشرط الذي ترفضه حركة حماس، ولكن تصريحات المسؤولين في أنقرة لم تقطع الشكّ باليقين، ولم يُعلِنوا عن موقفهم الرسميّ من الشرط الإسرائيليّ، الذي إذا تمّ تنفيذه من قبل أنقرة فإنّه سيؤدّي لفقدان تركيّا علاقات الصداقة الوطيدة مع حركة حماس، وعلى نحوٍ خاصٍّ في قطاع غزّة.
يُشار إلى أنّ إسرائيل تزعم أنّ حماس تقوم بتخطيط العمليات العسكريّة ضدّ الاحتلال من الأراضي التركيّة، وأنّها تعمل أيضًا من هناك على إعادة بناء قوّتها العسكريّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وهي المزاعم التي لم تؤكّد على أرض الواقع.
والسؤال الذي يبقى مفتوحًا: هل في ظلّ التحوّلات الجيو-سياسيّة الأخيرة ستقوم تركيّا بتقديم حركة حماس “قربانًا” على مذبح “المصالحة” من أجل إعادة العلاقات القويّة بينها وبين دولة الاحتلال، علمًا أنّ تركيّا كانت أوّل دولة إسلاميّة في العالم تعترِف بإسرائيل في هيئة الأمم المُتحدّة، وذلك في العام 1949.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية