تحليلات سياسيةسلايد

روبيو يبحث في اسرائيل خطة ما بعد الهجوم على الدوحة

الجيش الإسرائيلي دمر “برج الكوثر” السكني وقصف الطوابق العليا في “برج مهنا”، فيما أنذر بإخلاء أحد مباني الجامعة الإسلامية التي تؤوي آلاف النازحين في غزة.

 

وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل الأحد وسط توتر مع حلفاء آخرين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بسبب الهجوم الإسرائيلي على قادة حركة حماس في قطر وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، لبحث كيف يمكن إعادة الرهائن.

وكان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل مايك هاكابي في استقبال روبيو وزوجته جانيت دوسديبس عند نزولهما من الطائرة في مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن روبيو من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق اليوم.

وكانت إسرائيل قد استهدفت القيادة السياسية لحركة حماس، التي أجرت مفاوضات متقطعة حول اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بغارة جوية في الدوحة يوم الثلاثاء الماضي في هجوم أثار إدانة واسعة النطاق. فيما أعلنت حماس نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها بغزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين.

وفي تصريحات للصحفيين قبل مغادرته إلى إسرائيل أكد روبيو مجددا أن الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب ليسا سعيدين بالضربات.

وقال روبيو إن العلاقة الأميركية مع إسرائيل لن تتأثر، لكنه سيناقش مع الإسرائيليين كيف سيؤثر الهجوم على رغبة ترامب في تأمين عودة جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس والتخلص من المسلحين وإنهاء حرب غزة.

وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة يجريها روبيو إلى إسرائيل والمملكة المتحدة من 13 إلى 18 سبتمبر/أيلول الجاري، وفق بيان للخارجية الأميركية لم يوضح مدة الزيارة في كل بلد.

وفي محاولة لتبرير الضربة على قطر، جدد نتنياهو السبت تمسكه باغتيال قادة حماس، زاعما أن “التخلص منهم سيزيل العقبة أمام إطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب” في قطاع غزة.

وكان روبيو قال إنه سيسعى للحصول على إجابات من المسؤولين الإسرائيليين حول رؤيتهم للمسار المقبل في غزة بعد الهجوم الإسرائيلي على عناصر من حركة حماس في قطر، وهو الهجوم الذي قوض جهود التوصل إلى نهاية للنزاع، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.

وأضاف نتنياهو عبر منصة إكس أن “قادة حماس بقطر عرقلوا جميع محاولات وقف إطلاق النار لإطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية”.

وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة أن نتنياهو يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.

ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، وتطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وأدانت قطر الهجوم الإسرائيلي، باعتباره “إرهاب دولة”، مؤكدة احتفاظها بحق الرد على هذا العدوان الذي أسفر عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي القطري.

والجمعة، قال موقع بوليتيكو الأميركي، في تقرير له، إن الرئيس ترامب يعتقد أن نتنياهو “حاول تخريب مفاوضات إطلاق سراح المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة) عبر مهاجمة قطر”.

وأوضح أن المحيطين بالرئيس ترامب يخشون أن تؤدي الضربة الإسرائيلية في قطر إلى إحباط إمكانية التوصل إلى تسوية في القضية، “وربما إلى الأبد”. وذكر أن ذلك يؤدي إلى “تزايد مستمر” في إحباط ترامب ومساعديه من نتنياهو.

وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة إلى جانب مصر، وبمشاركة أميركية، في مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وقال مسؤولون فلسطينيون الأحد، إن القوات الإسرائيلية دمرت ما لا يقل عن 30 مبنى سكنيا في مدينة غزة وأجبرت الآلاف على النزوح من ديارهم، في الوقت الذي وصل فيه روبيو إلى إسرائيل.

وذكرت إسرائيل إنها تعتزم السيطرة على المدينة التي يحتمي بها نحو مليون فلسطيني، وذلك في إطار هدفها المعلن المتمثل في القضاء على حركة حماس، وكثفت هجماتها على المدينة ووصفتها بأنها آخر معاقل حماس.

ودمر الجيش الإسرائيلي “برج الكوثر” السكني وقصف الطوابق العليا في “برج مهنا”، فيما أنذر بإخلاء أحد مباني الجامعة الإسلامية التي تؤوي آلاف النازحين غربي مدينة غزة.

وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف برج “الكوثر”، رغم انتشار خيام النازحين في محيطه.

ويأتي استهداف البرج في إطار حملة إسرائيلية مكثفة من القصف والتدمير تستهدف الأبراج والمنازل والبنية التحتية في مدينة غزة، ما فاقم الأوضاع الكارثية للفلسطينيين الذين يفتقرون إلى المأوى والخدمات الأساسية.

والسبت، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن إسرائيل دمرت منذ بداية سبتمبر/ أيلول الجاري في مدينة غزة نحو 70 برجا وبناية سكنية بشكل كامل، و120 برجا وبناية سكنية بشكل بليغ، إضافة إلى أكثر من 3 آلاف و500 خيمة.

وفي 8 أغسطس/ آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.

فيما أطلق الجيش الإسرائيلي في 11 أغسطس/آب الماضي هجوما على المدينة بدءا بحي الزيتون (جنوب شرق)، حيث تخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.

وعلى مدى الأسابيع اللاحقة، انتقل الجيش في عملياته الجوية الموسعة وسياسة تدمير الأحياء السكنية إلى حي الصبرة جنوبا، ومن ثم أحياء شمالي المدينة ولاحقا غربها.

وشهدت المناطق التي تعرضت لهجمات إسرائيلية موسعة حركة نزوح داخلية، حيث انتقل عشرات آلاف الفلسطينيين من شرقي المدينة وشمالها إلى غربها ووسطها.

وتقول السلطات المحلية الفلسطينية إن الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من عامين على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 64 ألف شخص في القطاع.

وأثار ذلك أزمة جوع واتهامات بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بما في ذلك هذا الشهر من قبل أكبر مجموعة من خبراء الإبادة الجماعية في العالم.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى