روسيا تتحرك لعقد لقاء بين الأسد وأردوغان.. لافرينتيف: كل شيئ يعتمد على رغبات الأطراف ولا توجد خطط سياسية..
صرح الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، اليوم الجمعة، بأن موسكو لا تفرض وساطة على أنقرة ودمشق، مؤكدا على أنه إذا طُلبت فموسكو مستعدة لعقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد.
وقال بوجدانوف في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، اليوم الجمعة: “نحن دائما نعبر عن استعدادنا ونقول أنه سيكون على حق، ولكن حتى الآن لم يتم القيام بأي عمل ملموس على المستوى السياسي. حتى الآن لا توجد مثل هذه الخطط”.
وتابع بالقول “كل شيء يعتمد على رغبات الأطراف، لكننا لا نفرض شيئا على أحد. إذا طلبت منا (الوساطة) وكان لشركائنا في أنقرة ودمشق مثل هذه المصلحة، فسنرد بالطبع بالإيجاب”.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد صرح الشهر الماضي ، إنه يفكر في لقاء الرئيس السوري بشار الأسد،وفقا لما أوردته وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية.
وقال أردوغان للأناضول، بعد أيام فقط من بدء هجوم جوي ضد الميليشيات الكردية، “اللقاء مع الأسد ممكن. لا ضغينة أو مرارة في السياسة”.
كان عضو هيئة القرار والتنفيذ المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أورهان ميري أوجلو، في وقت سابق لوكالة “سبوتنيك”، أن العلاقات بين دمشق وأنقرة قد تدخل منحنى جديداً قبل الانتخابات التركية المرتقبة عام .2023
لكن ثلالت ثلاثة مصادر اليوم الجمعة إن سوريا تقاوم جهود الوساطة الروسية لعقد قمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد عداء مرير على مدى أكثر من عقد منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.
ويقول الأسد إن تركيا هي من يدعم الإرهاب من خلال مساعدة مجموعة من المقاتلين بينهم فصائل إسلامية فضلا عن القيام بتوغلات عسكرية متكررة في شمال سوريا. وتستعد أنقرة لعملية محتملة أخرى، بعد إلقاء اللوم على مقاتلين أكراد سوريين في تفجير في إسطنبول.
ثلاثة مصادر مطلعة على موقف سوريا من المحادثات المحتملة قالت إن الأسد رفض اقتراحا لمقابلة أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال مصدران إن دمشق تعتقد بأن مثل هذا الاجتماع قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل الانتخابات في العام المقبل، خاصة إذا تناول هدف أنقرة بإعادة بعض من 3.6 مليون لاجئ سوري من تركيا.
وقال أحدهما “لماذا نمنح أردوغان نصرا مجانيا؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات”، مضيفا أن سوريا رفضت أيضا فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية.
وقال المصدر الثالث، وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح، إن سوريا “ترى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما يطالبون به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية”.
قال مسؤولون أتراك هذا الأسبوع إن الجيش يحتاج إلى أيام قليلة فقط ليكون جاهزا لتوغل بري في شمال سوريا، حيث نفذ بالفعل قصفا مدفعيا وجويا.
لكن الحكومة قالت أيضا إنها مستعدة لإجراء محادثات مع دمشق إذا ركزت على أمن الحدود، حيث تريد أنقرة إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن الحدود ونقل اللاجئين إلى “مناطق آمنة”.
وقال مصدر مطلع على نهج تركيا في التعامل مع هذه القضية، إن عقد اجتماع بين الأسد وأردوغان قد يكون ممكنا “في المستقبل غير البعيد”.
وأضاف المصدر “بوتين يمهد ببطء لذلك.. ستكون بداية تغيير كبير في سوريا وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا. ستستفيد روسيا أيضا… نظرا لأنها مشغولة في العديد من المناطق”.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية