حدث في مثل هذا اليومسلايد

روسيا تطرد الرجل الثاني في السفارة الأمريكية وواشنطن تجهز الرد

قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية الخميس إن روسيا طردت بارت جورمان، ثاني أبرز دبلوماسي أمريكي في موسكو، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها “غير مبررة” وتستدعي ردا أمريكيا وسط مخاوف متزايدة بشأن غزو روسي لأوكرانيا.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية إن جورمان، الذي يشغل منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في روسيا، غادر موسكو الأسبوع الماضي. ولم يتضح سبب عدم إعلان الطرد حتى اليوم الخميس.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية “تصرف روسيا بحق نائب رئيس البعثة لدينا غير مبرر ونعتبره خطوة تصعيدية ونبحث كيفية الرد”.

ولم يتضح على الفور ما التبرير الذي قدمته موسكو لقرار الطرد، لكنه جاء في خضم مواجهة منذ شهور بشأن حشد روسيا أكثر من 150 ألف جندي بالقرب من حدودها مع أوكرانيا.

وحذر مسؤولون أمريكيون من أن خطر الغزو الروسي لا يزال مرتفعا وأن روسيا قد تحاول اختلاق ذريعة لإطلاق شرارة الحرب، على الرغم من أن موسكو قالت إنها تحرك بعض قواتها بعيدا عن الحدود.

ووفقا للسيرة الذاتية المنشورة على موقع السفارة على الإنترنت، شغل جورمان، وهو ثاني أكبر مسؤول أمريكي في السفارة في موسكو، في السابق منصب نائب مساعد وزير الخارجية ومساعد مدير التحقيقات والتحليلات المتعلقة بالتهديدات، وهو منصب معني بالإشراف على جهود مراقبة التهديدات ضد الدبلوماسيين الأمريكيين.

وجاء في السيرة الذاتية أنه عمل أيضا كضابط أمن إقليمي في جهاز الأمن الدبلوماسي الأمريكي، وهو ذراع إنفاذ القانون والأمن التابع للوزارة، في دول من بينها العراق والأردن والصين.

وإلى جانب التوتر بشأن الأزمة الأوكرانية، هناك خلاف بين الولايات المتحدة وروسيا على التمثيل الدبلوماسي المتبادل في عاصمتي البلدين. وقالت موسكو في ديسمبر كانون الأول إن موظفي السفارة الأمريكية الذين تولوا مناصب في السفارة لأكثر من ثلاث سنوات يجب أن يعودوا إلى بلادهم.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن جورمان لديه تأشيرة سارية وهو موجود في روسيا منذ أقل من ثلاث سنوات.

وأضافت “ندعو روسيا إلى التخلي عن عمليات الطرد التي لا أساس لها بحق الدبلوماسيين والموظفين الأمريكيين والعمل بشكل مثمر لإعادة بناء البعثتين”.

وتابعت قائلة “من المهم الآن وأكثر من أي وقت مضى أن يكون لبلدينا موظفون دبلوماسيون في موقع يمكنهم من تسهيل الاتصال بين الحكومتين”.

ومن جهته حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس قبل مغادرته البيت الأبيض لزيارة قصيرة لولاية أوهايو (شمال)، من أن خطر اجتياح روسي لأوكرانيا “عال جدا”.

وقال أمام الصحافيين إن هجوما روسيا يمكن أن يقع “في الأيام المقبلة”، لافتا إلى أن “لا نية” لديه للاتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف “كل المؤشرات التي لدينا (تدل على) أنهم مستعدون لدخول أوكرانيا، لمهاجمة أوكرانيا”.

وسبق أن حذر بايدن مرارا من خطر اجتياح، لكنه كان يعلن في الوقت نفسه أن فلاديمير بوتين لم يتخذ قراره في هذا الشأن.

وكثفت واشنطن من التحذيرات بهذا الشأن منذ بضع ساعات مؤكدة أن روسيا لا تسحب قواتها من الحدود الأوكرانية كما وعدت، بل تستمر على العكس بتعزيز انتشارها.

وتوعدت روسيا الخميس بالتحرك، ولو عسكريا، في حال رفضت الولايات المتحدة مطالبها الأمنية الرئيسية، مكررة أنها تريد انسحابا للقوات الأميركية من وسط أوروبا وشرقها ودول البلطيق.

وكتبت الخارجية الروسية ردا على اقتراحات أميركية في شأن محادثات حول الأمن الأوروبي “في غياب استعداد لدى الجانب الاميركي للتفاهم على ضمانات قانونية راسخة لأمننا (…) ستكون روسيا مضطرة الى التحرك، وخصوصا عبر تنفيذ اجراءات ذات طابع عسكري وتقني”.

وشددت موسكو في هذا السياق على “انسحاب كل قوات الولايات المتحدة واسلحتها المنتشرة في وسط أوروبا وشرقها، في جنوب شرق أوروبا ودول البلطيق”، وتوقعت ايضا اقتراحات من الغربيين تهدف الى “التخلي عن أي توسيع مقبل لحلف شمال الاطلسي”.

واذ رحبت روسيا باستعداد الولايات المتحدة “لعمل معمق على اجراءات مراقبة للأسلحة وتقليص للأخطار”، أكدت أن هذا الأمر لا يمكن أن يتم إلا إذا كانت المطالب الروسية الرئيسية مطروحة للنقاش ايضا.

وكررت موسكو الخميس في هذه الوثيقة أنها لا تعتزم تنفيذ أي اجتياح لأوكرانيا رغم انتشار أكثر من مئة الف جندي روسي عند حدود هذا البلد، ما يثير مخاوف الغربيين من عملية عسكرية وشيكة ضد كييف.

وقالت الخارجية الروسية “لم يحصل أي +اجتياح روسي+ لأوكرانيا، يعلنه المسؤولون الاميركيون وحلفاؤهم منذ الخريف الفائت، ولم يخطط له”.

وقدمت روسيا في كانون الاول/ديسمبر جميع اقتراحاتها للدول الغربية التي رفضتها، طارحة في المقابل إجراء مباحثات تتناول موضوعات محددة مثل نزع السلاح. وقد ردت موسكو الخميس على هذه الاقتراحات تحديدا.

كما اتهمت الحكومة الأوكرانية الانفصاليين الموالين لروسيا شرقي البلاد بانتهاك وقف لإطلاق النار أكثر من 30 مرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وتواترت أنباء عن أن روضة أطفال في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة تعرضت لقصف مباشر من الانفصاليين.

وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مراقبي الحرب من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالبقاء في البلاد بعدما بدأوا الانسحاب خلال الأيام الأخيرة.

وفي لوهانسك، وهي واحدة من منطقتين يسيطر عليهما المتمردون في شرق أوكرانيا، اتهم الانفصاليون القوات الحكومية بإطلاق عشرات من قذائف الهاون. وقالوا إن مواقع المتمردين في منطقة دونيتسك تعرضت للقصف أيضا.

ورفضت روسيا مجددا المخاوف الغربية من احتمال وقوع غزو روسي وشيك للأراضي الأوكرانية.

وقال سيرجي فيرشنين، نائب وزير الخارجية الروسي، أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، اليوم الخميس:” اعتقد أننا تكهنا حول هذا الأمر بما فيه الكفاية”.

وأضاف فيرشنين أن الغزو الروسي لم يقع رغم التحذيرات، ووجه حديثه إلى الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين:” نصيحتي إليكم ألا تضعوا أنفسكم في مواقف محرجة”.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة اليوم لبحث تطبيق اتفاقية مينسك التي تمر الذكرى السابعة اليوم لتوقيعها في عاصمة بيلاروس في عام .2015

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى