
رُسل حسين في «البطل»… ولادة موهبة سورية جديدة ففي عام 2018، شهد «المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق تخريج دفعة جديدة من الممثلين الشباب، بعدما قدّم المخرج المسرحي عروة العربي مسرحية «صخب» (مقتبسة عن نص للكاتب المسرحي الإيطالي كارلو جولدوني) كمشروع تخرج لطلاب السنة الرابعة، فيما أشرف الفنان المخضرم حسن عويتي على العرض النهائي «نابولي مدينة مفتوحة» (عن «نابلوني مليونيرة» لإدواردو دي فيليبو). ومن بين هذه الدفعة، برز اسمان في الدراما خلال السنوات الأخيرة، وهما خالد شباط ونور علي، اللذان وجدا طريقهما إلى الجمهور العربي عبر الدراما التركية المعرّبة، ولكن من دون تحقيق قفزة نوعية توازي موهبتهما.
إلا أنّ الدفعة لم تقتصر على هذين الاسمين، إذ ضمّت مواهب أخرى جيّدة كان يمكن أن تحظى بفرص مماثلة، من بينها رُسل حسين التي فضّلت الابتعاد عن المشهد العام في سوريا. حيث لا تزال العلاقات العامة تلعب دوراً رئيسياً في صناعة الفرص أيضا. فيما البلاد متآكلة وتنهش روحها الحروب. رغم ذلك، لم تساوم حسين على مبادئها، مؤمنةً بأنّ النجاح الحقيقي لا يأتي إلا عبر الإنتاج الوطني الجاد والمخرجين الذين يسعون إلى اكتشاف المواهب بدلاً من الاعتماد على الوجوه المكرّسة.
رُسل حسين تقدم أداءً لافتاً في مسلسل «البطل»
بعد سنوات من الظهور المحدود في أعمال متفرّقة. يفتح لها هذا الموسم نافذة جديدة عبر مسلسل «البطل» («mbc دراما»، و«الجديد»، و«شاهد»). الذي تولّى إخراجه المخرج الليث حجو استناداً إلى نصّ مشترك بينه وبين رامي كوسا. إلى جانب نجوم مثل بسام كوسا ومحمود نصر ونور علي وخالد شباط. تقدّم رسل حسين أداءً لافتاً. حيث تتقمّص شخصية فتاة تهرب «خطيفة» مع حبيبها. قبل أن تقع في حيرة من أمرها بعدما تكتشف وعورة العيش الصعب في كنف زوجها المحاصر بظرف حياتي متردٍ.
في الحلقات المعروضة حتى الآن. أظهرت حسين نضجاً أدائياً لافتاً، فتلعب الممثلة الموهوبة بارتياح شديد أمام الكاميرا، وبالاتكاء على مقومات أدائية منطقية جداً ومهنية للحد الأقصى. تبدأ من فهم لجوهر هذه الشخصية والتقاط أبعادها النفسية. والأهم من هذا كلّه هو حالة الصدق المطلق مع شخصيتها ما يساعدها على تصدير إحساس طافح لإيمانها بهذه الشخصية. كما وانسجامها المطلق بسلوكياتها وردود أفعالها. في مشاهد الحب والمغامرة والحزن العميق ومعظم التباينات التي تلاحق تطوّرها الحدثي، تلعب رسل بصراحة ووفرة في الإقناع أيضا. لتتوّج أداءَها العينان المدركتان اللتان تنسجان خيطاً إنسانياً متيناً مع المشاهد. لدرجة تجعله يصدّق هذه الشخصية ويحبّها ويتعاطف ويتفاعل معها كما يجب.
هكذا، يمكن القول إنّ «البطل» ليس مجرّد محطة جديدة في مسيرة رسل حسين. بل هو إعلان عن ولادة ممثلة سورية موهوبة تستحق الالتفات أيضا.
صحيفة الأخبار اللبنانية