بين قوسين

زلزال !!!!!!!

هنا في الغربة ..

تجلس وحيدا على كنبتك تتصفح الفيس بوك  ..

تتابع اخبار الناس التي باتت تحت الانقاض .. تشعر بأن  الحجر يطبق  على صدرك ..يمنعك من التنفس فتصرخ من العجز  وتختنق العبارات في حنجرتك . تشاهد خبراً.. الله يرحمهم.. احد عشر  شخصا من عائلة واحدة ماتوا تحت الانقاض .. تخرمش الشاشة بأظافرك  وانت تحاول أن تمحي الخبر ، ودموعك تنهمر كشلال من القهر ..

بعده مباشرة .. تتغير ملامح وجهك .. ترسم  ابتسامة من حيث لاتدري ، وأنت ترى صورة لمجموعة من الناس يحملون  طفلاً  استطاعوا  إخراجه من تحت الانقاض من بين الحجارة والردم   .. تشعر فجأة انك أصبحت هناك .. معهم في قلب الشاشة ، تحمل  الطفل، تدفن رأسك في حضنه ، تشمشمه و تبكي من الفرح ..

تقلب في الفيس  ، تبحث في الصور ، مجموعة  من الشباب والصبايا يفرحون القلب يجمعون اكياس المساعدات  ويملؤون السيارات ، ويوزعون المعونات ويساعدون الناس المنكوبة في كل مكان .. دون تمييز ولا حسابات .. ترتسم في قلبك ابتسامة فخر..انهم  أولادنا وشبابنا .. انهم فرحة العمر.

تستمر في التقليب والمتابعة وانت تتصفح الفيس فهنا تقرأ دعاءا دينيا .. وهناك  صور سوريا مرسومة في القلب..

خبر مهم .. انتبهوا انهم حرامية فاسدين ..وهناك قصة نبل وشهامة وانسانية ، وهاهنا صور الدفاع المدني يحفر في الصخر …

يا الله كم تشعرك  هذه الحالة الانسانية بالفخر ..

.. تريد أن تفعل شيئا  .. هذا بلدك .. وهؤلاء  اهلك وناسك .. تريد أن  تساعد .. تستطيع أن تساعد .. تتكلم .. تجري اتصالاتك  .. تتواصل .. تساعد ..تتجاوز كل المسافات ، تخرمش الصخر .. و تشعر ان المسافات مجرد رقم .. وسوريا التي مهما حاولت أن تتناسى وتبعد وتتعود على غربتك .. محفورة في القلب !!!!

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى