سامر البرقاوي: الدراما السوريّة ستجتاز الامتحان
بين شتورة وجبيل ووسط بيروت والجميزة، يوزّع المخرج سامر البرقاوي نشاطه، لاستكمال تصوير المشاهد الأوليّة من مسلسل «تشيللو». توقّفت الكاميرا لأيّام بانتظار عبور العاصفة «زينة»، على أن تستأنف نشاطها بعد غد الجمعة، مع الممثلين اللبنانيين نادين نسيب نجيم ويوسف الخال، بانتظار وصول الممثل السوري تيم حسن شريكهما في البطولة.
يقول البرقاوي لـ «السفير» إنّ تصوير العمل سينتهي في نيسان/ أبريل المقبل، على أبعد تقدير، قائلاً إنّ رحلة العمل «ممتعة وشاقّة في آن». يشرح المخرج أنّ المسلسل من النوع «الاجتماعي العاطفي النفسي»، ويدور حول امتحان للحبّ بين نادين نسيب نجيم ويوسف الخال، بعد دخول تيم حسن إلى حياتهما عبر شكل من أشكال المساومة.
يتدخّل البرقاوي في تفاصيل كلّ عمل يحمله على عاتقه. «لا أحبّ أن أحمّل الأمور للظروف وأعمل جيداً على المضمون، لأستطيع السيطرة على عناصر العمل الفني». تعليقاً على تصريح منتج العمل صادق الصبّاح، حول تدهور العلاقة بين البرقاوي وعابد فهد، يقول المخرج: «ليس هناك خلل على المستوى الشخصي، لكنّ العلاقة الفنيّة انقطعت معه. أحترم رأيه بالنسبة لمسلسل «لو»، ولكن اعتراضي كان على طريقة التعبير في العلن، غير الممهّد لها، إذ إنّي شاهدت حلقات «لو» في منزله، ولم يعبّر أمامي عن ملاحظاته.
في جعبة البرقاوي مع الصبّاح عدّة مشاريع، أحدثها إلى جانب «تشيللو» عمل جديد بعنوان «سوليدير»، اختيرت الممثلة السوريّة سلافة معمار لأداء بطولته، «ويحكي حيوات صبايا يعشقن العيش في بيروت، وجرى التحضير له والاتفاق مع باقي الأبطال». كما يدرس حالياً مشروع فيلم روائي طويل من تأليف السيناريست نجيب نصير. للبرقاوي عدّة تجارب سينمائيّة، أبرزها عمله كمساعد مخرج بجانب السينمائي المصري يسري نصرلله في فيلم «باب الشمس» (2004).
يقول إنّه في تجربة «كلّ مخرج هناك معلّم، وليس من الضروري أن نقلّده، ومن بين المعلّمين هيثم حقي، وكانت لي تجربة مع حاتم علي، وشراكة فنية مع الليث حجو، وكذلك يسري نصر الله، وقد أثروا جميعاً تجربتي. ولكن يبقى لحقّي الفضل الكبير في تعليمنا الإخراج لأن سوريا فقدت الأكاديمية التي تعلّم الإخراج، وبحثنا عن تعويض لهذه الأكاديمية، ووجدنا كل الإجابات لدى شيخ المخرجين الذي وضع الإخراج على السكة الصحيحة».
لا يهوى البرقاوي الأضواء. «أحبّ أن يقيّم الناس عملي، لا تفاصيل حياتي. وأؤمن بأنّ المخرج هو رب العمل، أي أنه مسؤول عن نجاحه أو فشله، فالمشروع يجب أن ينسب إلى المخرج قبل الخوض في التفاصيل الأخرى للعمل».
يروي مخرج «لعبة الموت» و «لو» و «تشيللو» أنّه قدّم في الماضي عملاً يفخر به، من تأليفه وإخراجه، بعنوان «بعد السقوط» (2010). يروي العمل ما يحصل خلال فترة إنقاذ مجموعة من الناس بعد سقوط مبنى. «أعتبر العمل حالة خاصة في الدراما السورية، وأعتقد أنّني قدّمت تجربة في كل ما للكلمة من معنى على صعيد الصورة والسيناريو». كما شارك البرقاوي في «بقعة ضوء»، ومسلسل «فوق السقف» الذي تم إيقاف عرضه.
يشبّه البرقاوي الدراما السوريّة حالياً بما يحصل في البلاد. «هناك مصاب كبير ينعكس على صناعة الدراما، إذ إنّ أحد أهم أسباب نجاح الدراما السورية هو أنها تعكس واقعها. الدراما تبحث اليوم عن مكان للتصوير، كما أنّها تعاني فرز المواقف والتخوين. باتت هناك حساسية وضبابية في المواضيع، والعوائق كبيرة أمام تقديم دراما سورية سبق أن أحبها الناس، وصنّاع الدراما من كتّاب ومخرجين وممثلين وتقنيين في حالة انتظار لينجلي شيء ما، ونحكي عن الأمور بوضوح». ويضيف: «هناك همّ مشترك، والغايات نبيلة لإعادة، الألق إلى الدراما السورية التي تتعرّض لامتحان كبير، وهي سبق أن تخطّت صعاباً كبيرة، ولديّ ملء الثقة والأمل بأنها ستجتاز الامتحان».
صحيفة السفير اللبنانية