سباق تكنولوجي محموم لإطلاق التاكسي الطائر
التاكسي الطائر لن يبقى مجرد حلم يداعب عشاق المغامرات والسفر، بل سيصبح حقيقة ملموسة في السنوات العشر القادمة. ويحتدم السباق حالياً بين عدد من كبريات شركات الطيران والفضاء لإنتاج نماذجها الخاصة لسيارات الأجرة الطائرة. وتوقعت دراسة حديثة أن التاكسي الطائر يمكن أن يصبح متاحا تجاريا خلال السنوات القليلة القادمة.
أعلن دينيس ميلنبرغ الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ العملاقة أن سيارات الأجرة الطائرة يمكن أن تبدأ رحلاتها قريباً. وأضاف ميلنبرغ أن بوينغ، إحدى أكبر الشركات في مجال الطيران، تقوم حالياً باختبارات لنماذج من التاكسي الطائر المتطورة، والتي يمكن أن تستخدم خلال السنوات العشر القادمة لنقل الركاب، مثلها مثل سيارات شركة “أوبر”.
وتقوم بوينغ بتصميم قواعد الطريق السريعة ثلاثية الأبعاد التي ستخصص لمسارات تاكسي طائر ذاتي القيادة. ووضعت شركة “اورورا” التابعة لبوينغ، مفاهيم التاكسي الطائر كجزء من شراكتها مع أوبر. وحصلت الشركة “المملوكة لبوينغ مؤخراً على عقد بقيمة 89 مليون دولار من وزارة الدفاع الأميركية لتطوير الطائرة التاكسي”ايفتول”.
وافادت “اورورا” إن الطائرة ستخصص لتقديم خدمات النقل حسب الطلب مما سيسهم في “تقليل الرحلات التي تستغرق مدة طويلة، بسبب تكدس حركة المرور في المناطق المزدحمة بالسكان”. وتعمل “اورورا” مع أوبر على برنامج لتطوير مستقبل النقل الجوي في المناطق الحضرية،” بما في ذلك التاكسي الطائر. ولا يعتبر رئيس بوينغ هو المتحمس الوحيد لتحقيق السبق في مستقبل التاكسي الطائر.
كلفت وكالة “ناسا” بإجراء دراسة تبحث في مجال النقل الجوي في المناطق الحضرية، وتتناول نظم المركبات الجوية ذاتية وغير ذاتية القيادة، على حد سواء، التي يمكن أن تنقل الركاب والبضائع في المناطق الحضرية.
قالت شركة أوبر الأربعاء إنها أبرمت صفقة مع إدارة الطيران والفضاء الأميركية لتطوير برنامج للتحكم في مسارات “التاكسي الطائر” في الجو على امتداد مسارات خدمات التوصيل التي تقدمها على الأرض. وقالت أوبر إن هذا أول عقد خدمات رسمي تبرمه ناسا يتعلق بالتحليق على ارتفاعات منخفضة وليس في الفضاء الخارجي. وكانت ناسا قد استخدمت مثل هذه العقود لتطوير صواريخ منذ خمسينات القرن الماضي.
والتاكسي الطائر لأوبر سيكون طائرة كهربائية صغيرة تقلع وتهبط عموديا بدون أي انبعاثات وفي هدوء يمكنها من العمل في المدن. وسيقلص التاكسي الطائر الوقت لنقل الأفراد بين مارينا في سان فرانسيسكو إلى مدينة سان خوسيه إلى 15 دقيقة فقط بدلا من أكثر من ساعتين بالسيارة بحسب تقديرات أوبر.
وفي الأجل الطويل، تتوقع الشركة الاميركية العملاقة أن تنخفض تكلفة استخدام التاكسي الطائر إلى أقل من تكلفة امتلاك سيارة.
وأجرت شركة إيرباص هي الأخرى اختبارات ناجحة على نموذج التاكسي الطائر من إنتاجها والذي يُطلق عليه اسم “الفا اون” في وقت سابق من هذا العام.
ويأتي “الفا اون” كجزء من مشروع “فانا” الذي يعكف على تنفيذه قسم المشروعات المتطورة في إيرباص. وتطور شركة إيرباص “سيارة طائرة” ذات مقعد واحد.
قالت شركة فولوكوبتر الألمانية إنها حصلت على 25 مليون يورو (30 مليون دولار) لتمويل مشروع تصنيع سيارة أجرة طائرة تعمل بالكهرباء. وانضمت شركة دايملر لصناعة السيارات والشاحنات إلى شركات تقدم أموالا جديدة لدعم المشروع الواعد. وقالت فولوكوبتر الثلاثاء إن دايملر انضمت إلى كونسورتيوم المستثمر التكنولوجي.
وتقول الشركة إنها تطور مركبة كهربائية ذات خمسة مقاعد يمكنها الإقلاع والهبوط بهدف دخول سوق سيارات الأجرة الطائرة وتعتزم إجراء الاختبارات الأولية للسيارة الجديدة في الربع الأخير من العام الجاري. والمنافسون لفولوكوبتر هم “ليليوم جيت” و”إيفولو” ومقرهما المانيا و”تيرافوغيا” و “جوبي أفييشن” من الولايات المتحدة.
ورغم ان أول رحلة أجرة في طائرة صغيرة ذاتية القيادة في دبي قد لا تتحقق قبل سنوات، الا ان التاكسي الجوي كان نجم اليوم الاول من معرض جيتكس السنوي الخاص بالابتكارات التكنولوجية في الامارة.
تفوق التاكسي الصغير على مجموعة من الابتكارات الاخرى وبينها الشرطي الآلي الذي تنوي دبي ادخاله الخدمة بحلول 2020، ودراجة طائرة ودراجة نارية ذاتية القيادة.
وبعد أسبوعين على أول تجربة على التاكسي الجوي، تؤكد هيئة الطرق والمواصلات في دبي انها تعمل على سن التشريعات اللازمة واقامة البنية التحتية المناسبة لتحويل هذه الفكرة الى خدمة حقيقية في متناول سكان المدينة الطامحة لان تصبح “مدينة ذكية”.
ويتعين على صناع التكنولوجيا الرائدة إمعان النظر في مجموعة من القضايا تتعلق بامن وسلامة الركاب.
ميدل ايست أونلاين