ست نصائح مهمة للحفاظ على قدراتك العقلية
يتعرض الدماغ لعدد من الأضرار التي تصيبنا بمرور الوقت. والعلم يقدم لنا ست نصائح لحماية أدمغتنا من التلف عبر الزمن. ومثل أي آلة جيدة، يحتاج الدماغ إلى العناية والاهتمام بعض الشيء مع تقدم المرء في السن لضمان أن يؤدي وظيفته بشكل جيد.
وكم تمنينا لو أن هناك دليل صيانة للدماغ لمعرفة تفاصيل الحفاظ عليه وصقل أجزاءه ومكوناته. لكن للأسف، هناك في الغالب بعض النصائح المتضاربة في هذا الشأن.
وإليك ست من أفضل النصائح الواعدة التي تساعدك في شحذ قدراتك العقلية.
لا تفقد الإيمان بقدراتك:
هل تتمشى في غرفتك لبعض الوقت لتجد نفسك وقد نسيت السبب في وجودك أصلا في تلك الغرفة؟ عندما يكبر الناس، يصبح من السهل أن نفترض أن ذلك مجرد علامة من علامات تراجع الذاكرة. في الواقع، يحتمل أن يحدث ذلك لكل من الشباب وكبار السن على حد سواء. لكننا لا ينبغي أن نسرع في القفز إلى أسوأ النتائج، لأن الشكوك التي نضعها نحن في أذهاننا يمكنها أن تتحقق بشكل ذاتي.
في غضون العشر سنوات الماضية، توصلت ديانا تورون من جامعة نورث كارولينا إلى أننا نميل مع التقدم في السن إلى فقدان الثقة في قدراتنا العقلية، حتى لو كانت تلك القدرات لا تزال تعمل بشكل جيد. وبالتالي تصبح النتيجة هي أن نعتمد على عكازين للمشي، تماما كما نعتمد على أجهزة تحديد المواقع (جي بي إس) الموجودة في سياراتنا. لكن المفارقة هي أنه بإخفاقنا في اختبار قدراتنا الحقيقية، فإننا قد نزيد من سرعة تراجع تلك القدرات.
لذا، إذا وجدت نفسك تتسكع في غرفة أو ممر بين الغرف ولا تدري ماذا كنت تريد أن تفعل، فقط انظر إلى الأمر على أنه مجرد تذكير لك بأن تشحذ قوة ذاكرتك، وقدرتك على التركيز بشكل أكبر.
عليك بحماية أذنيك:
غالبا ما تعاني عقولنا إذا أصبحت منعزلة عن باقي الحواس المرتبطة بها. ويبدو أن فقدان السمع- الذي قد يحدث نتيجة التعرض لمزيد من الضغوط النفسية التي نضع أنفسنا فيها- قد يثير أيضا فقدان ما يعرف بـ “المادة الرمادية” في الدماغ.
ووفقا لإحدى الدراسات، فقد زاد فقدان السمع أيضا من مخاطر تلف القدرات المعرفية بنسبة 24 في المئة على مدى فترة بلغت ست سنوات. ومهما كان سنك، من المفيد تدوين ملاحظات بالمواقف والأشياء التي يمكن أن تساهم في إتلاف حاسة السمع لديك. فالاستماع إلى موسيقى صاخبة لمدة 15 ثانية في اليوم الواحد قد يكون كافيا لتدمير السمع لديك.
كما أن استخدام مجفف الشعر لمدة 15 دقيقة في اليوم قد يحدث ضررا بالغا لخلايا دقيقة في الأذن مسؤولة عن التقاط الأصوات. فإذا كنت تعتقد أنك تواجه صعوبات في السمع، فحاول أن تحصل على مساعدة طبية، فالتعامل مع المشكلة في بدايتها قد يمنع مزيدا من التدهور.
تعلم لغة أجنبية، أو العزف على آلة موسيقية:
بدلا من البدء في تطبيق إلكتروني لتدريب الدماغ أو حل الكلمات المتقاطعة (والذي غالبا ما يبدو أن له فوائد عامة محدودة)، ربما تريد أن تفكر في تدريب ذهني أكثر طموحا، مثل تعلم لغة جديدة، أو تعلم ممارسة العزف على ألة البيانو. إذ يعتمد هذان الأمران على مجموعة واسعة من المهارات، ويساعدا أيضا على تدريب الذاكرة، وتركيز الانتباه، وتحسين الإدراك الحسي، والقدرة الحركية. ويحدث ذلك من خلال محاولة التدرب على عزف مقطوعة تتضمن مستويات موسيقية جديدة بالنسبة لك، أو التدريب على نطق أصوات غير مألوفة في الكلمات الجديدة التي تتعلمها في لغة ما.
إن مثل هذه التدريبات تساعدك على أن تصبح أكثر رشاقة ومرونة من الناحية العقلية، مع وجود فوائد طويلة الأمد عند التقدم في السن. وقد توصلت دراسة أجريت العام الماضي إلى أن الموسيقيين كانوا أقل احتمالا للإصابة بالخرف بنسبة 60 في المئة، مقارنة بالأشخاص الذين لا يعزفون على أية آلة موسيقية.
وأظهرت دراسة أخرى أن التحدث بلغة أجنبية أخرى قد يؤخر ظهور مرض الزهايمر لخمس سنوات. وعلى أقل تقدير، فإن دفع نفسك للدخول في ذلك الطريق من شأنه أن يساعدك على أن تثق في قدراتك الحالية.
وإذا وجدت أن وظيفتك لها متطلبات كثيرة، مما يسمح لك بأن تتعلم مهارات جديدة، فاعتبر نفسك من المحظوظين؛ فالوظائف الأكثر تحفيزا يبدو أنها تساعدك في الحفاظ على قواك العقلية، على الرغم من أن فوائد ذلك قد لا تستمر معك حتى سن التقاعد.
لا تسرف في تناول الوجبات السريعة:
البدانة قد تضر دماغك بطرق عديدة. فتراكم الكوليسترول في الأوعية الدموية يمكنه أن يقلص من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يحرمه من الأكسجين والمواد الأخرى التي يحتاجها للعمل بشكل طبيعي. وأكثر من ذلك، لدى الخلايا العصبية حساسية شديدة لمستويات هرمون الأنسولين في المعدة، ووجود نظام غذائي منتظم لتناول الحلويات أو الأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية يمكنه أن يسبب اضطرابات في إشارات الأنسولين تلك، مما يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي يمكن أن تتسبب في وجود صفائح دموية مميتة تتراكم في الدماغ.
لكن الخبر السار هنا هو أن بعض العناصر الغذائية، مثل أوميجا 3، وفيتامين د، وفيتامين ب 12، يبدو أنها تقلل من أضرار الدماغ المرتبطة بالتقدم في السن.
وهذا قد يفسر السبب في أن كبار السن الذين يتبعون النظام الغذائي المعروف باسم “حمية البحر المتوسط” يميلون إلى إظهار نفس القدرات المعرفية التي يتمتع بها الأشخاص الأقل عمرا بنحو 7 سنوات ونصف السنة.
عليك أن تبني جسدك:
نحن نميز دائما بين قوة العقل والقوة العضلية، لكن في الواقع، يعد التمتع بجسم قوي ومتناسق من أحد أكثر الطرق الأكيدة لبناء العقول. فالأنشطة البدنية لا تساعد فقط في تدفق الدم بشكل أفضل إلى الدماغ، لكنها تؤدي أيضا إلى وجود زيادة في بروتينات معينة، مثل تلك المتعلقة بما يعرف بـ “عامل النمو العصبي”، الذي يمكن أن يحفز نمو الوصلات العصبية في الدماغ، والحفاظ عليها.
ويبدو أن فوائد ذلك تمتد من المهد إلى اللحد، كما يقول المثل الشائع، فالأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة سيرا على الأقدام يحصلون على درجات دراسية أفضل، وكبار السن الذين يخرجون في نزهة على الأقدام يساعدهم ذلك في تحسين درجة تركيزهم وكذلك قدرتهم على التذكر.
إضافة إلى ذلك، يمكن لممارسة أنواع مختلفة من التمارين الرياضية- من تدريبات الأيروبك البسيطة إلى رياضات حمل الأثقال، وبناء الأجسام- أن يساعد في تحسين قدرات الدماغ أيضا. قم فقط باختيار نوع التدريبات التي تناسب لياقتك البدنية الحالية.
انطلق كشاب لديه 21 عاما:
إذا كان كل ما سبق يبدو ثقيلا بالنسبة لك، فإن أحد أفضل الطرق للحفاظ على عقلك هو أن تكون شخصا اجتماعيا. فالبشر مخلوقات اجتماعية. ويمكن لأصدقائنا وأقاربنا أن يحفزونا، ويشجعونا على خوض تحديات وتجارب جديدة، ويمكنهم أيضا أن يخففون عنا التوترات والضغوط الحياتية والحزن. وقد توصلت دراسة أجريت على أفراد في سن 70 عاما إلى أن الأشخاص النشيطين اجتماعيا يقل احتمال إصابتهم بتراجع القدرات المعرفية بنسبة 70 في المئة على مدى فترة تبلغ 12 عاما، مقارنة بالأشخاص الأقل نشاطا من الناحية الاجتماعية في حياتهم اليومية.
ووفقا لتلك الدراسة، يبدو أن كل شيء، بداية من الذاكرة، وقوة التركيز، وسرعة العمليات العقلية عموما، قد حقق استفادة واضحة من التواصل المنتظم مع أشخاص آخرين. وفي النهاية، يشكك العلماء المهتمون بهذا الأمر في وجود وصفة سحرية واحدة يمكنك استخدامها لتحسين قدراتك العقلية.
وينبغي على الأشخاص الذين يتقدمون في العمر أن يكون لهم نمط حياة متكامل ويشمل القليل من كل شيء – مثل نظام غذائي متنوع، وأنشطة تحفيزية متعددة، ودائرة من الأصحاب المحبوبين. وهذه ليست مجرد وصفة من أجل الحصول على عقل ذكي، وإنما على حياة صحية وسعيدة أيضا.