سجال مع الأستاذ خالد نعمة حول مقال : مواجهة مع دانيال نعمة بعد 18 عاما
سجال مع الأستاذ خالد نعمة حول مقال : مواجهة مع دانيال نعمة بعد 18 عاما… في مطلع هذا الشهر نشر موقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة، مقالا للكاتب عماد نداف يتحدث فيه عن صحيفتي الأيام والنور ، مستشهدا بحوار قديم مع السياسي السوري المخضرم دانيال نعمة، الذي كان رئيسا لتحرير صحيفة النور عند عودتها للصدور في دمشق في مطلع الألفية الثالثة .
وجاء في المقال أن الأستاذ دانيال نعمة رحمه الله كان يرى ” أن صدور صحيفة النور باسم صحيفة قديمة يعني استعادة دور تلك الصحيفة” ( راجع المقال في موقع بوابة الشرق الأوسط الجديدة greatmiddleeastgate.com)، وقد جرت مساجلة مهمة، أفادنا بها كاتب المقال، وننشرها بالتفصيل :
جاء التعليق الأول الأستاذ خالد نعمة، وهو ابن المرحوم دانيال نعمة، ويقول فيه : “عندما ينسب عماد إلى دانيال القول (بإن إصدار صحيفة باسم صحيفة قديمة هو استعادة لدورها) فإنه يفتئت عليه، ويشوه أفكاره..” !!
وسريعا، لجأ الكاتب إلى مراسلة الأستاذ خالد فبعث برسالة قال فيها : “أنا سألت الأستاذ دانيال رحمه الله : لماذا عدتم إلى صحيفة النور ، ولم تصدروا صحيفة باسم جديد، فرد عليّ بذلك . أرجو إيضاح قصد العودة إلى اسم النور، إذا كان ما يناقض ذلك لأصحح، فأنا لايمكن أن أشوه : أحب رجل إلى قلبي ممن تعرفت عليهم في الجبهة الوطنية”.
وجاء رد خالد نعمة على النحو التالي: ” أيها العزيز عماد… أنا أعلم مقدار معزتك عند والدي الراحل، وأعلم بأن لقاءات وأحاديث قد جرت بينكما، وكنت من قلة خصها بأمور أراد لها أن ترى النور ولو بعد حين، ولكن في موضوع الجريدة وأن دورها سيتولد حتما من إطلاق اسم سلفتها عليها، فأظن أن في الأمر لبس وسوء فهم، فدور أي جريدة لا يأتي من اسم، مهما كان تاريخه وعظمته، بل بما تقدمه لجمهور قرائها، وبمدى مقدرتها على أن تكون لسان حال هذا الجمهور، ودانيال ما كان غافلاً عن ذلك إطلاقاً، والمكتوب في العدد الأول من الجريدة بنسختها الصادرة بعد انقطاع عقود يوضح ذلك… هل سألت نفسك مثلاً لماذا أصدر فصيل بكداش جريدته العلنية الموازية تحت اسم (صوت الشعب)، وهو اسم لجريدة الحزب في ثلاثينيات القرن العشرين؟ لقد كان هناك نقاش موسع حول الاسم الذي ينبغي أن يطلق على جرائد الفصائل، وكانت هناك محاولات لاستلهام ما يمكن استلهامه من التاريخ، ومحاولة لتأكيد استمرارية النهج أولاً ولتأكيد أن هذا الوليد من ذلك الوالد في إطار من صراع وتنافس الإخوة الأعداء في حزب منقسم على نفسه… بالمناسبة الفصيلان استمرا بإصدار نضالين من (نضال الشعب) بالاسم ذاته طوال خمسة عشر عاماً في السياق المذكور أعلاه أيضاً. وبالمناسبة، فصوت الشعب ارتبطت تاريخياً بمرحلة من مراحل العمل الحزبي السري، أما النور فقد ارتبطت بمرحلة عمله العلني.”
وجاء جواب عماد نداف على النحو التالي : “أنا موافق ، وكلامك لم يختلف عن وجهة نظر الأستاذ دانيال التي قالها لي، بل وثمة شيء لم أقله إن استعادة النور هو محاولة للتذكير بدور الصحافة العلنية في فترة ما قبل عبد الناصر وإغلاق الصحف. أنا عدت لصور وثائق من الصحيفة في الخمسينات . إنها تنبئنا مباشرة أن الشيوعيين قادرون على الدخول في حالة ديمقراطية تنتشر فيها الصحافة ..وأنا أقول لك إن كلامي ليس تشويها إلا إذا فُهم بطريقة خاطئة.
ولكي أكون واضحا معك ، أنا أفهم دانيال نعمة ، من خلال تعايشي معه، على أنه الشخصية الديمقراطية النادرة في الحزب الشيوعي ، فهو حضاري، ويحترم رأي الآخر، ويدافع بكل الوسائل الحضارية للدفاع عن رأيه.”
وكان الرد الأخير من الأستاذ خالد نعمة على النحو التالي: ” متفق معك على توضيحك هذا، ربما تكون صياغة العبارة قد ولدت لديَّ فهماً خاطئاً… وعموماً فأنت من قلة ترفع لها القبعة لرأيها ولتاريخها… تحياتي الحارة وخالص محبتي لك.”