سر مشاركة فرنسا إسرائيل في ضرب سوريا: هل استهدفت مصانع تركيب صواريخ إيرانية باليستية من مختلف المسافات
على الرغم من النفي الفرنسي بضرب سوريا ليلة الاثنين بعد التأكيدات الروسية بفعلها ذلك، فمشاركة البحرية الفرنسية في ضرب أهداف سورية وإيرانية في صمت وتستر يفيد بأنها تستهدف أسلحة نوعية لا ترغب في حصول النظام السوري عليها، وقد تكون معدات لتركيب صواريخ باليستية.
وتعرضت مصانع عسكرية ومخازن عتاد في سوريا لقصف بين الحين والآخر خلال الأيام الماضية وآخرها أمس الاثنين، ومن نتائج الرد السوري هو ضرب طائرة مراقبة روسية من نوع إيلوشين 20، أي سقطت بنيران صديقة، وحمّلت موسكو إسرائيل بخلق أجواء من الغموض تسبب في سقوط الطائرة، لكن المفاجأة هو تأكيد وزارة الدفاع الروسية بمشاركة الفرقاطة الفرنسية أوفيرني في ضرب أهداف سورية.
وتتمركز فرقاطة أوفيرني في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط (انظر صورة الفرقاطة)، وتشارك رفقة قطع بحرية غربية في مراقبة النشاط العسكري الروسي وبالخصوص بعد المناورات التي أجرتها روسيا منذ عشرة أيام شرق المتوسط، وهي فرقاطة حديثة دخلت الخدمة خلال أبريل 2017 وتستعمل صواريخ متطورة مثل (إم دي س إن)، وشاركت في قصف سوريا خلال أبريل (نسيان) الماضي برفقة القوات البريطانية والأمريكية، وجرى استعمال الصواريخ المذكورة لأول مرة.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية مشاركة فرنسا في القصف، ورغم النفي الفرنسي، تصر موسكو على ما صدر عنها، وهذا يؤدي الى طرح السؤال: لماذا شاركت فرنسا في قصف سوريا؟
المعطى الرئيسي لشرح هذه المشاركة العسكرية في ضرب أهداف سورية-إيرانية هو الأخبار التي تروج منذ مدة بتوفر سوريا على مصانع يشرف عليها الإيرانيون لتركيب الصواريخ من مختلف المسافات القصيرة والمتوسطة والباليستية، وستمنح هذه الصواريخ سوريا قوة إضافية ستخلق مشاكل عويصة للقطع البحرية الغربية التي ستقترب من السواحل السورية، وما زال مثال ضرب حزب الله لفرقاطة إسرائيلية متطورة في حرب 2006 ماثلا أمام الخبراء العسكريين. ومن ضمن الأهداف الي ضربتها فرنسا مصانع/مخازن في اللاذيقية.
وإضافة الى هذا، توفر سوريا مستقبلا على صواريخ باليستية متطورة وأخرى ذات المسافات المختلفة (صواريخ متطورة على تلك التي تمتلك حاليا) سيجعل إسرائيل في متناول هذه الصواريخ بل ومناطق من أوروبا، وهذا يقلق الأوروبيين. لهذا أقدمت فرنسا على المشاركة في ضرب سوريا أمام التردد البريطاني والأمريكي.
وتعتبر فرنسا الدولة الغربية الأكثر حماسا لضرب سوريا عسكريا، فقد كان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولند الوحيد الذي أيد الولايات المتحدة في شن 2013 حربا ضد سوريا بينما رفضت بريطانيا.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية