سفينة ذاتية التحكم قبطانها برنامج ذكاء اصطناعي!
من المقرر أن تقوم “ماي فلاور 400” أول سفينة ذاتية التحكم بالكامل في العالم برحلتها الأولى عبر المحيط الأطلسي قريبًا في مسار مستوحى من السفينة الأصلية، التي جلبت الحجاج إلى أميركا الشمالية. وسيتم توجيه السفينة بواسطة الذكاء الاصطناعي بدلاً من طاقم البحارة البشر.
وفقا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، من المقرر أن تغادر السفينة ماي فلاور من بليموث بإنجلترا منتصف الشهر الجاري وتصل إلى بليموث بماساتشوستس الأميركية، والتي تقع على بعد حوالي 3000 ميل مع نهاية مايو الجاري، أي ما يعادل خمس المدة التي استغرقتها ماي فلاور الأصلية، التي نقلت 102 حاج وركاب آخرين في عام 1620.
تأجيل بسبب كورونا
كان من المقرر أن تشرع Mayflower 400 في رحلتها البحرية عبر المحيط الأطلسي في سبتمبر الماضي للاحتفال بالذكرى الـ 400 لتأسيس ماي فلاور الأصلية، لكنها تأجلت بسبب جائحة فيروس كورونا.
سوف تسلك المركبة التي يبلغ ارتفاعها 50 قدمًا تقريبًا نفس المسار الذي أبحرت عبره سابقتها القديمة، ولكنها لن تحمل أي ركاب أو طاقم.
كان الحجاج يهربون من الاضطهاد الديني ويسعون إلى إقامة مستوطنة في العالم الجديد عندما أبحروا من بليموث بإنجلترا، في 16 سبتمبر 1620.
بيانات علمية مجانًا
بعد أكثر من 400 عام بقليل، ستجمع سفينة Mayflower 400 بيانات علمية مهمة عن المحيط، مدعومة بالطاقة الشمسية، ومزودة بنظام متطور من الكاميرات والرادار لمواصلة التعرف على بيئتها.
وقالت روزي ليكوريش، اختصاصية التقنيات الناشئة في شركة آي بي إم، إن امتلاك مركبة غير مأهولة يوفر ميزة لا تضاهى في “بيئة لا ترحم”.
وأضافت ليكوريش قائلة: “إن وجود سفينة بدون أشخاص على متنها يسمح للعلماء بتوسيع المنطقة التي يمكنهم مراقبتها”.
5 أطنان و50 قدما
سيقوم فريق في المملكة المتحدة بمراقبة السفينة على مدار 24 ساعة في اليوم، ويكون جاهزًا للسيطرة على السفينة إذا لزم الأمر.
تم بناء السفينة في بولندا، وتزن 5 أطنان فيما يصل طولها إلى 50 قدمًا. تحمل السفينة المبتكرة العديد من ميزات العمارة البحرية المتقدمة، حيث تم تصميمها لتحمل ضغوط ومصاعب الرحلات الطويلة في البحر.
ستجمع Mayflower 400 بيانات مهمة عن أعداد الحيتان ومستويات سطح البحر والجسيمات البلاستيكية الدقيقة في المحيط وغيرها من الموضوعات البحثية. ومن المزمع أن يتم إتاحة هذه البيانات للباحثين مجانًا.
القبطان الآلي
تعتمد السفينة على قبطان من الذكاء الاصطناعي على متنها يستخدم رؤية الكمبيوتر وبرامج التشغيل الآلي وواتسون، منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة أي بي إم.
تم تدريب “قبطان من الذكاء الاصطناعي” بأكثر من مليون صورة بحرية حتى يتمكن من التعرف على السفن والجسور والأرض والحطام وغيرها من المخاطر.
يمكن لقبطان الذكاء الاصطناعي التواصل شفهيًا مع السفن الأخرى في المنطقة لإحاطتها بمسارها وإحداثياتها أو نقل أي معلومات أخرى أثناء الملاحة، فيما سيقوم فريق التشغيل البشري ببرمجة السفينة، ويتم تحديد المسار بواسطة القبطان الآلي بحسب ظروف الطقس وتيارات المحيطات وأنظمة الاصطدام والمتغيرات الأخرى.