تحليلات سياسيةسلايد

سقوط الأسد يعبد الطريق أمام أردوغان لتقوية نفوذ أنقرة

خبير يقول إن الرئيس التركي لعب أوراقه بشكل جيد حتى الآن، لافتا إلى أنه صار يحظى بمكانة يحسد عليها في سوريا.

 

تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قدم الدعم للفصائل المسلحة التي أطاحت بشار الأسد وكان وراء الاتفاق الأخير بين إثيوبيا والصومال، خلال أسبوع من تعزيز نفوذ أنقرة في حديقتها الخلفية وأبعد من ذلك، وفق خبراء.

ورغم أن تركيا لم تشارك بشكل مباشر في سقوط الأسد، إلا أنها نسجت منذ فترة طويلة علاقات مع هيئة “تحرير الشام” الإسلامية التي تسيطر اليوم على دمشق، لتصير المحاور الأبرز لها، فيما تتخوف عواصم عدة منها بسبب ماضيها كأحد فروع تنظيم القاعدة.

وبعد أيام قليلة من دخول الفصائل المسلحة دمشق، توجه إليها رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين، المقرب من أردوغان، للقاء زعيم هيئة تحرير الشام، أبومحمد الجولاني الذي يستخدم الآن اسمه الحقيقي، أحمد الشرع.

وفي الأسبوع نفسه، حقق الرئيس التركي نجاحا دبلوماسيا آخر من خلال التفاوض في أنقرة على إنهاء الخلاف بين إثيوبيا والصومال.

وقال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الاثنين “أعتقد أن تركيا ذكية للغاية لقد قامت بعملية استيلاء غير ودية، من دون خسارة الكثير من الأرواح في سوريا”.

وأكد أردوغان اليوم الثلاثاء أنه “من الضروري تأسيس إدارة شاملة في سوريا”، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى دعم عودة السوريين الذين فروا خلال الحرب الأهلية، التي استمرت 13 عاما، إلى بلدهم.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في أنقرة، قال الرئيس التركي “نرى أننا نتفق على إنشاء إدارة شاملة في سوريا”.

ويقول أنتوني سكينر، مدير الأبحاث في شركة مارلو غلوبال الاستشارية، “إن أردوغان يرتب الأمور على المدى الطويل”، مضيفا أن “النتائج واضحة بشكل خاص في سوريا والقرن الإفريقي، لقد لعب الرئيس التركي أوراقه بشكل جيد حتى الآن وصار يحظى بمكانة يُحسد عليها في سوريا”.

ويقول ماكس أبرامز، خبير الأمن الدولي، إن “إردوغان هو الرابح الأكبر من التطورات الأخيرة في سوريا”، مضيفا “مع خروج حلفاء الأسد الآن من المشهد، وفي حين تجد روسيا نفسها غارقة في حربها مع أوكرانيا وبعد أن تلقت إيران ضربة أضعفتها جراء الهجمات الإسرائيلية على حليفها حزب الله، بات الطريق ممهدا أمام أردوغان لتوسيع النفوذ التركي في سوريا”.

ويضيف أنه من المرجح أن تتحرك تركيا “للتخفيف من تهديد حزب العمال الكردستاني” في شمال سوريا، قرب الحدود التركية.

ومنذ العام 2016، نفذت تركيا عمليات برية عدة داخل الأراضي السورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، ما سمح لها بالسيطرة على مناطق بأكملها بدعم من فصائل سورية تدعمها.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان “في الحقبة الجديدة، ستختفي منظمة حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الإرهابية من سوريا عاجلا أم آجلا، والحكومة السورية الجديدة تريد ذلك بقدر ما نريده نحن”.

ويرى ماكس أبرامز أن “ترامب إذا قرر بعد تنصيبه سحب القوات الأميركية من سوريا، سيضعف ذلك المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم واشنطن في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش وهو أمر سيسعد أردوغان كثيرا”.

ويقول هاميش كينير، المحلل في شركة فيريسك مابلكروفت الاستشارية، إن “سقوط الأسد يفتح الطريق أمام عودة اللاجئين المقيمين في تركيا، وهم نحو ثلاثة ملايين، وزيادة نفوذ أنقرة في سوريا”.

ويؤكد أن دور أردوغان المتنامي في الشرق الأوسط ونجاحه في المفاوضات مع إثيوبيا والصومال “يعزز الانطباع بتقوية نفوذ تركيا الجيوسياسي والدبلوماسي”.

ويضيف “باتت تركيا من الناحية النظرية في وضع جيد يؤهلها للتدخل كوسيط بين أوكرانيا وروسيا، نظرا إلى قدرتها على التحدث إلى كل من كييف وموسكو… أردوغان ينعم بلا شك بأفضل لحظات مجده”.

ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، حافظ الرئيس التركي على علاقات وثيقة مع روسيا، واستضاف مرتين المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف في مارس/آذار 2022.

لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى في أوائل نوفمبر/تشرين أنه “من غير المرجح أن تنجح تركيا في جهود الوساطة”، مشددا على أن “أوكرانيا تستخدم أسلحة تركية لقتل جنود ومدنيين روس”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى