سلافة معمار: سأكتفي بمشاهدة الأعمال الدراميّة في الـ2018

هي نجمة من العيار الثقيل، يتقدّم إليها الدور فتخيطه على مقاسها وتجعله نابضاً بالحياة. بنظرها، التمثيل حرفة وصدق في الأداء وتبنّي للّحظات التي نعيشها في الأعمال الدراميّة. إنّها الممثّلة السوريّة سلافة معمار التي تُعدّ من أكثر النجمات متابعة في الموسم الرمضاني والتي تطلّ علينا بمسلسل «وردة شاميّة» الذي يحظى بنسبة مشاهدة عالية.

ماذا تقول معمار عن الدراما السوريّة الاجتماعيّة؟ ما هي رسالتها إلى المنتجين؟ ما هي أعمالها المستقبليّة وهل ستعتزل التمثيل العام المقبل؟ وماذا عن فلسفتها في الحياة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها تجيب عنها بعفويّتها المعهودة.

تبدين سعيدة ومرتاحة البال. ما سرّ هذه الإشراقة التي تزيّن وجهك؟
شكراً على هذا الكلام الجميل. أنا سعيدة جدّاً لأنّ الآخرين يشعرون بهذه الطاقة الإيجابيّة التي أعكسها. مررنا بظروف صعبة خلال السنوات الأخيرة وربّما نحاول كأفراد وبعيداً عن السياسة أن نصل إلى نقطة نتصالح فيها مع الذات ومع الوضع الذي نعيشه، علماً أن هذا الأخير في تحسّن ملحوظ.

هل تقبّلت الألم واحتضنته وحوّلته إلى طاقة إيجابيّة؟
بالطبع، فالألم مهما كان حجمه يبقى ألماً، وهو يدفع المرء إلى العيش في حالة بعيدة كل البعد عن الاستقرار كما يجعله يصارع ذاته والمحيط المتواجد فيه، إلّا أنّ ربّ العالمين أنعم علينا بقوّة ذاتيّة لا مثيل لها تجعلنا نؤمن بالحياة وبضرورة عدم الاستسلام وتدفعنا إلى تقبّل هذا الوجع وتحويله إلى طاقة إيجابيّة. لا أخفي أنّ ما ذكرته قد يغيّر أموراً كثيرة، كحال الإنسان الذي يصاب بمرض خطير وينتصر عليه فيعود وينظر إلى الحياة من منظار مختلف تماماً.

ما هي فلسفتك في الحياة؟
الحياة أشبه برحلة مليئة بالصعوبات والأفخاخ، لذلك من الضروري أن نعيش اللحظة بكل جوانبها وأبعادها، فعندها سندرك قيمتها وحجمها الحقيقي ويصعب علينا التفريط فيها.

وهل تبدّلت نظرتك أو أسلوبك في التعامل مع المهنة التي تزاولينها؟
لا أخفي أنّني شعرت بالإحباط بعد الموسم الرمضاني السوري الفائت. لا يمكنني أن أنكر أنّ الظروف التي نمرّ بها فرضت ذلك، إلّا أنّ ما عشته في السنوات الأخيرة جعلني أكتسب قوّة كبيرة جنّدتها في سبيل مهنتي، إذ حاولت التأثير إيجاباً في المحيط الذي أعيش فيه.

شاركت في ثلاثة أعمال في رمضان: الجزء الثاني من «خاتون»، «أوركيديا» و«شبابيك». كذلك، كان من المتوقّع أن يعرض مسلسل «وردة شاميّة» في السباق الرمضاني الأخير، إلا أنّه تأجّل إلى شهر نوفمبر الماضي. ما هو العمل الذي أرضى طموحك كممثلة؟
الحالة التي وصلنا إليها لا ترضي طموحاتي كممثّلة، إلّا أنّني أتماشى مع الوضع الراهن. أحببت شخصيّة «نعمة» في «خاتون»، فهي مختلفة وقدّمت من خلالها أداءً جديداً، ومع أنّ هذا الدور لم يرضِ طموحاتي كممثّلة، حاولت أن أستمتع به قدر الإمكان… أمّا مشاركتي في «وردة شاميّة»، فكانت مشجّعة إذ جمعني هذا العمل بشكران مرتجى للمرّة الأولى. بطولة المسلسل نسائيّة وقلّما نشاهد هذا النوع من الأعمال على الشاشات. والحمد لله يحقّق العمل نجاحاً لافتاً، كما أنّ المعجبين يتفاعلون مع المسلسل كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

شاركت في العديد من الأعمال الدراميّة الاجتماعيّة مثل «قلم حمرة» و«أرواح عارية» وغيرهما. أين الدراما الاجتماعيّة في الوقت الراهن؟
هي في تراجع، بخاصّة أنّنا اعتدنا على التطرّق إلى الحالة الاجتماعيّة مع الدخول في تفاصيلها من الجوانب جميعها، وحين عرضنا «قلم حمرة» لم نتطرّق مباشرة إلى الحرب، بل تكلّمنا عن التحوّلات التي أصابت الأفراد، كما أنّ المنتجين متخوّفون من التطرّق إلى هذا النوع من المواضيع وتسويقها على المحطّات. ثمّة محاولات قليلة جدّاً لإنتاج مسلسلات اجتماعيّة في السنوات الأخيرة، فقد تمّ إطلاق «قلم حمرة» في العام 2014، تلاه «غداً نلتقي» و«الندم» في العام 2016… للأسف هذه المواضيع كانت ركيزة الدراما السوريّة وهي ما ميّزها عن سائر الدراما العربيّة.

حظي «أوركيديا» بحملة دعائيّة كبيرة قبل عرضه، إلا أنّه مرّ مرور الكرام على الشاشة. وقد اعتبر البعض أنّ اللغة الفصحى والسيناريو أثّرا بشكل سلبي على نجاحه. كيف تقيّمين
هذه التجربة؟

أردنا أن يحقّق هذا المسلسل نجاحاً كبيراً وقد بذل كل من المنتجين وفريق العمل الذي ضمّ أسماء لامعة في مجال التمثيل والإخراج كل ما في وسعهم للوصول إلى هذه الغاية. إلّا أنّ تنفيذ المسلسل واجه بعض الإشكاليّات التي أثّرت على النتيجة المرجوّة. قد يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في الدراما التاريخيّة، علماً أنّ العمل هو أقرب إلى حكاية ولا يتناول حقبة تاريخيّة أو أسماء معيّنة. بالإضافة إلى ذلك، لا أعتقد أنّ الفصحى أثّرت سلباً على العمل، بخاصّة أنّ الدراما السوريّة سبق وقدّمت أعمالاً بالفصحى حقّقت نجاحاً كبيراً، كما أنّنا نتعامل مع هذه اللغة بطريقة سلسة. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّ تسويق العمل على أنّه شبيه بالمسلسل الشهير Game of Thrones ظلم العمل للأسف، لا سيما أنّهما لا يرتبطان ببعضهما لا من قريب ولا من بعيد. فعلى صعيد الإنتاج مثلاً، تصل تكاليف الحلقة الواحدة من Game of Thrones إلى ملايين الدولارات، وهو ما لا يعادل بتاتاً إنتاج مسلسل «أوركيديا».

حقّق «الهيبة» نجاحاً ساحقاً. كيف ذلك؟
لأنّه يمتلك كل عناصر الجذب، من القصّة إلى الممثّلين فالمخرج، وقد جاءت النتيجة إيجابيّة جدّاً إذ تمتّع المشاهدون به في عرضه الأوّل والثاني والثالث… برأيي، ساهمت الرؤية التي وضعتها الشركة المنتجة للعمل في نجاحه إلى حدّ كبير، على الرغم من أنّ البعض اعتبر أنّ هذا النوع من الأعمال لا يعالج الشخصيّات بشكل عميق ولا يحاكي الواقع بأبعاده الحقيقيّة.

يتفاعل المشاهد حين يتابعك على الشاشة، يبكي، يضحك، يتأثّر، ينتظر بفارغ الصبر ما ستقدمينه في الحلقة التالية. كيف تقومين بذلك؟
المشاهد يتابعنا على الشاشة كي يشعر بما نقدّمه له وبما نمرّ به من أحداث فرحة ومؤلمة، وإن لم يصل الإحساس له فثمّة مشكلة كبيرة. التمثيل حرفة وصدق في الأداء وتبنّي اللحظات التي نعيشها في الأعمال الدراميّة.

صاحبة الأدوار المركّبة، أين أنت من الأعمال الكوميديّة؟
أرغب كثيراً في المشاركة في عمل كوميدي… أحبّ الضحك كثيراً ومن الصعب أن أبكي… في العام 2011، قدّمت مسلسل «السراب» إلى جانب الممثّل بسّام كوسا، إلّا أنّ العمل ظُلم من الناحية التسويقيّة ولم يحقّق الانتشار المرجوّ، وفيه أدّيت دور «صبحة»، امرأة ممتلئة تعمل في مسلخ دجاج، وكانت الحالة التي قدّمتها طريفة جدّاً. مسلسل «السراب» كان تجربتي الأولى في الكوميديا، كما أنّ الأعمال الكوميديّة تحتاج إلى حرفيّة عالية وذكاء في صياغة النص وهي من أصعب الأعمال كتابة وتنفيذاً.

من هو الكاتب الكوميدي الذي تحبّين التعامل معه؟
الكاتب السوري ممدوح حمادة الذي سبق وقدّم أعمالاً كوميديّة ناجحة وذكيّة مثل «ضبّو الشناتي».

هل تتمتّعين بموهبة الكتابة؟
أبداً، أجد صعوبة في التعبير عن الكلمات كتابة.

ما هي مشاريعك للعام 2018؟

نتيجة الإحباط الذي شعرت به العام الفائت، قرّرت أن أعتمد هذا العام حمية «الديتوكس» (ضاحكة)، إلّا إذا عُرض عليّ عمل يقلب المقاييس ويدفعني إلى تغيير رأيي. أفضّل أن أكون مشاهدة هذا العام.

هي المرّة الأولى التي تغيبين فيها عن الشاشة؟
ابتعدت عن الشاشة حين حملت وأنجبت ابنتي «ذهب»، بخاصّة أنّ الأعمال التي عُرضت عليّ آنذاك لم تكن على قدر المستوى الذي أريده. أفضّل التركيز على حياتي الشخصيّة حاليّاً

مجلة هيا الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى