سميرة أحمد تُعيد فتح ملف مقتل سعاد حسني

في ظل الجدل المتجدد، تبقى شهادة سميرة أحمد حجر زاوية جديدا يضع نادية يسري رفيقة سعاد حسني، في مواجهة مباشرة مع الرأي العام وسلطات التحقيق المصرية والبريطانية.
في خضم ملفات الفن العربي التي لا تغلق أبدًا، يعود لغز وفاة “السندريلا” سعاد حسني ليطفو على السطح بقوة، ليس عبر تكهنات قديمة، بل من خلال شهادة مباشرة لفنانة بحجم ومكانة سميرة أحمد. فبعد فترة طويلة من الغياب الإعلامي، أطلت سميرة أحمد في برنامج “باب الخلق” مع الإعلامي محمود سعد عبر قناة النهار، ولم يكن ظهورها عاديًا، بل كان محملًا بتصريحات جريئة ومفاجئة أعادت تسليط الضوء بشكل مكثف على فرضية مقتل سعاد حسني في لندن عام 2001، ووجهت الاتهام الصريح إلى صديقتها التي كانت تقيم معها، نادية يسري.
في تفاصيل شهادتها المثيرة، استعادت سميرة أحمد المشهد الأول والمؤثر الذي رأته لجثمان سعاد حسني، وهو مشهد تقول إنه ظل محفورًا في ذاكرتها ومناقضًا تمامًا لرواية الانتحار التي تبنتها التحقيقات الرسمية البريطانية في ذلك الوقت. عبرت سميرة أحمد عن صدمتها وألمها بعبارة عفوية ومُحملة باللوم: “إخص عليكي يا زوزو”، في إشارة إلى أن الراحلة لم يكن يجب أن تنهي حياتها بهذه الطريقة المأساوية، وهو ما يعكس قناعتها التامة بأن سعاد حسني لم تكن لتُقدم على الانتحار أبدًا، خاصة وأن الراحلة كانت تستعد للعودة إلى مصر وعلاجها كان يسير في طريق التعافي.
النقطة الأكثر إثارة للجدل وخطورة في حديث سميرة أحمد كانت حينما التفتت إلى نادية يسري، صديقة سعاد المقربة التي كانت ترافقها في شقتها بـ “ستيوارت تاور” بلندن، وسألتها باستغراب واستفسار عن الكيفية التي سقطت بها سعاد من الشرفة. رد نادية يسري لم يكن استيضاحًا أو تفسيرًا، بل كان ردًا حادًا ورافضًا للكلام، حيث صرخت في وجه سميرة أحمد وأكدت أنها لن تجيب على هذا السؤال. هذا الرفض العنيف والمريب هو ما رسّخ الشكوك في نفس سميرة أحمد، وحول شكوكها إلى يقين، لتصرح في البرنامج بأنها “أيقنت أن في الأمر لغزًا، وقلت لنفسي الست دي هي اللي قتلت سعاد”. وتضيف سميرة أحمد إلى اتهامها ما يشير إلى رواية غريبة روتها نادية يسري عن قيام سعاد حسني بقص سلك الشباك بنفسها، وهو ما اعتبرته محاولة لتثبيت فكرة الانتحار.
هذا الاتهام المباشر والمفاجئ من فنانة موثوقة تعيد فتح ملف القضية الذي أغلق بقرار المحكمة في ويستمنستر عام 2001 على أنه “انتحار”، على الرغم من أن أسرة سعاد حسني ومحبيها ظلوا مقتنعين بفرضية القتل العمد. فشهادة سميرة أحمد، إلى جانب شهادات سابقة لفنانين مقربين مثل الراحل سمير صبري، الذي أشار إلى وجود كدمات في الجثمان لا تتفق مع السقوط العادي ووجود خناقة محتملة داخل الشقة قبل الوفاة، وتأكيد شقيقتها جنجاه عبد المنعم على وجود شبهة جنائية، كلها عوامل تضافرت لتؤكد أن وفاة السندريلا لم تكن مجرد حادث انتحار، بل هي جريمة غامضة لم يُكشف عن خيوطها الحقيقية بعد.
وفي ظل هذا الجدل المتجدد، تبقى شهادة سميرة أحمد حجر زاوية جديدًا يضع رفيقة سعاد حسني، نادية يسري، في مواجهة مباشرة مع الرأي العام، مطالبًا السلطات المصرية والبريطانية بإعادة النظر في الملف الذي لم يهدأ ضجيجه منذ أكثر من عقدين، لعلّ صوت الحقيقة يصدح أخيرًا ويكشف عن ملابسات مقتل أيقونة السينما العربية، سعاد حسني.
ميدل إيست أونلاين



