سوريا : الى أين ….؟؟؟
سوريا : الى أين أزمات وأزمات بدأت تتفاقم لتطفو على سطح الواقع السوري .فمع وجود هذا الكم من العنف والسلاح والأحقاد ورفض كل طرف للطرف الأخر وتفشيل المساعي والحلول السياسية. . يضيق الخناق على آمال هذا الشعب بانفراج وحل قريب …
فمن أزمة سكانية .. ناتجة عن تدمير حارات ومدن ،وتهجير الناس من بيوتها لتنتقل للسكن الى مناطق أخرى أكثر أمناً واستقراراً مما سبب خلل في التوزيع السكاني ..وضغط سكاني كبير على مناطق أخرى .. اضافة الى هجرة وتهجير الكثيرمن العقول ورؤوس الأموال خارج البلد نتيجة عمليات العنف واللااستقرار والفلتان الأمني .. يتبعها أزمة اقتصادية بدأت تتفاقم بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة أصلا”على النظام والتي بدأ يعاني منها الشعب السوري ككل .. من حيث شح المواد وغلاء أسعارها .. واغلاق الشركات العالمية أو تقليل عدد موظفيها مما زاد نسبة البطالة ..اضافة الى تدمير منشأت اقتصادية ومحال تجارية ضمن عمليات قصف المدن وتطهيرها من الطرفين مما أدى الى خسارة عدد كبير من المواطنين لموارد رزقهم ..فبدأت ملامح الفاقة والحاجة والتشرد والفقر تظهر جلية على مستوى المعيشة كما اضطر الشعب نفسه لاعالة المناطق المنكوبة ومساعدة اللاجئين والنازحين بسبب غياب المساعدات الدولية واعاقة وصولها الى البلد نتيجة بيروقراطية الدولة من جهة واغلاق المعابر الحدودية وايقاف الطيران من جهات أخرى .. ناهيك عن الأزمات الصحية الخطيرة التي بدأ يعاني منها سكان المناطق المتضررة بسبب عزلها وانغلاقها وعدم توفر الشروط الصحية والبيئية والدوائية المناسبة لحياة طبيعية صحية ..كلها وقائع بدأت تلقي بتبعاتها على وضع البلد السوري الذي يأخذ بالتدهور والتراجع وازدياد الاحتقان السكاني وتصاعد وتيرة الحقد والانتقامات.. واقع لا يخلو من مأساة انسانية ..
أما الأزمة الكبرى اليوم تتمثل .. بظاهرة تطييف السلاح : ظاهرة بدأت تتفشى وتأخذ أبعادا”خطيرة متمثلة بتحميل السلاح عقيدة دينية تكون باستغلال النعرات والاختلافات الطائفية والمذهبية التي اشتهرت بها سوريا حيث تضم من حيث التعداد حوالي ال70 مذهبا” دينيا” وتسخيرها للتأجيج والتحريض .. فالسلاح الطائفي هو أقذر سلاح قد يستخدمه أحد في معركته .. لأنها قد تجعله يربح المعركة ولكن على أشلاء وطن منهك من الحقد .. متعب من الكره .. مفتت من الألام والأوجاع .. يحتاج بناؤه سنوات وسنوات ..
فعلى ما يبدو في المعادلة السورية لا يمكن الى الأن أن يكون هناك رابح وخاسر .. فلن يقبل أي طرف الخسارة طالما يلقى دعما”دوليا” من مناصريه وسيبقى يقاتل ليربح على حساب دم الشعب السوري .. وبناء” على المعطيات والوقائع السابقة .. أرى أن لا حل للأزمة السورية الا عبر تفاوض سياسي بحكومة انتقالية تمثل جميع الأطراف دون استثناء تؤمن رحيل النظام وانتقال سلمي وأمن للسلطة من خلال انتخابات ديمقراطية حرة ..والا فان سوريا بطريقها الى التقسيم …… بعد تفتيت جيشها وشعبها بتوريطها بحرب أهلية داخلية طويلة بنفس طائفي ..لا تكلف الا دماء الشعب نفسه وسوقا” لتصريف السلاح ..وانهاكها ماديا”، ومعنويا”، واضعافها عسكريا” لتصل الى مرحلة أن يقبل شعبها بالتقسيم لانهاء الصراع ووقف الدم ..
أو اذا لم يكن التقسيم.. فقد يكون الصراع الدولي والحرب بالوكالة التي تحصل الأن على الأرض السورية .. هي شرارة حرب عالمية ثالثة ..!!!
بوابة الشرق الاوسط الجديدة