سوريا وتركيا : هل تنجو المنطقة من مصائب الفوضى الخلاقة ؟؟!!
لم تفشل سياسة أمريكا في نشر الفوضى الخلاقة كما يعتقد كثيرون . وبعد ما سمي ب (الربيع العربي) الذي ترك أثاره الكارثية على أهم الدول العربية بما يكمل كارثة الغزو الأمريكي للعراق. ها هي واشنطن تستفز روسيا و تجرها إلى حرب تهز أوروبا. وتجعل الأحوال الاقتصادية. من ركود وتضخم وازمه طاقة. مقدمة للفوضى شديدة الضرر في الشعوب الأوروبية كافه. كذلك لم يكن الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان إلا بهدف بقاء هذا البلد كمحطه لتخصيب الفوضى في خاصرة الصين وروسيا وإيران وباكستان. وفي ضوء هذه السياسة الأمريكية المستعرة. أين يقع التقارب التركي السوري الاخير؟؟ وكيف يمكن أن ترد واشنطن عليه لتكريس الفوضى في المنطقة؟؟؟
قبل كل شيء. التقارب التركي السوري بدأ بالفعل وفتح طريقه عبر تعاون الطرفين برعاية روسيا بما يؤسس الثقة بينهما. ستتترجم بعد فترة بإعلان واضح لتعاونهما. هذا التقارب المستور والتجريبي. جعل واشنطن تحس أن المنطقة ذاهبة بعكس سياساتها خاصة. و انه قرار إخراجها من سوريا بدأ يترجم عبر تعاون روسي إيراني سوري عسكري. وهذا ما دفعها للقيام بالهجمات الاخيرة على مواقع سوريا بدعوة وجود مليشيات إيرانية .وهو ما يفسر التصعيد الإسرائيلي ضد مواقع داخل سوريا.إضافة إلى أن الفعالية السورية بالتعاون الروسي الإيراني و التقارب السوري التركي الفعلي بدأ يهدد سياسة واشنطن في تكريس الفوضى في سوريا و يضرب توجهاتها في إعطاء الانفصاليين في شمال شرق سوريا دفعة دبلوماسية تزيد اوهامهم. القضية باتت بين طرفين. جهة أو طرف يحترم سيادة ووحدة واستقلال سوريا كمكون أساسي في استقرار المنطقة. و جهة أو طرف مقابل يسعى إلى بعثرة الأرض السورية وخلق كيانات انفصالية في جهة. وإرهابية في جهة أخرى. وعصابية في جهة ثالثة. وطبعا” مصلحة سوريا وروسيا وإيران والدول العربية ومصلحة تركيا أيضا”.
هي في تكريس السيادة السورية وإسقاط مخطط الفوضى الأمريكية. والكل كما يبدو يفهم هذه الحقيقة الجيوسياسية. بقى أن يقوم الجميع بدء” من تركيا إلى الدول العربية في ترجمة هذا الفهم الجيوسياسيي إلى مواقف تخدم استقرار المنطقة ودولها. عبر أسقاط سياسة الفوضى الخلاقة. بالتعاون فيما بينهم على حفظ سيادة واستقلال واستقرار كل دول المنطقة وفي مركزها سوريا