سيرة الغربة في ‘خبط الأجنحة’ لأمجد ناصر
يسجل الشاعر الأردني أمجد ناصر في كتابه الجديد “خبط الأجنحة، سيرة المدن والمنافي والرحيل” تجربة طويلة مع الغربة بكل تحولاتها الذاتية والعربية كما يقول عن الكتاب الناقد المصري صبري حافظ.
ويضيف حافظ عن الكتاب الصادر مؤخرا عن منشورات المتوسط في ايطاليا أنه يعد أيضا سجلا لتجربة خبط أجنحة الشاعر في فضاء التّحوّلات العربية والذاتية معاً، والتّحوّل من فضاء الغربة الجغرافية إلى الغربة المعرفية، فهو في مستوى من مستويات الخطاب فيه نصّ سَرْدي، الأنا الساردة فيه هي موضوع السَّرْد ومدار اهتمامه، حتّى لو بدا أنها مشغولة عن ذاتها، بما هو عام ومصيري.
ويصف نصوص الكتاب بأنها هو بوح بهمّ ذاتي ورؤية فردية أكثر ممّا هو تمحيص لموضوع أو دراسة لظاهرة أو قضية، لذلك فإنه يبدأ بالخروج من مراتع الصبا بحميمية الأخوة والصداقات الأولى ينطلق من يقين الشباب الباكر الحازم.
ومن أجواء نصوص الكتاب “هناك مُدُن لا تعرف مقاهي الرصيف، لندن واحدة منها، ولكنْ، ليس الآن، كان هذا صحيحاً قبل نحو عقدَيْن، عندما لم يكن المهاجرون يُشكّلون ظاهرة طاغية في عاصمة بلاط مدينة الضباب، كما يحلو للتنميطات الجاهزة أن تصفَها.
لكن لندن صارت، اليوم، مدينة مقاهي رصيف. مدينة تستهلك من القهوة ربّما بقدر ما كانت تستهلك من الشاي، مشروبها الذي لم يكنْ هناك منافس له حتّى وقت قريب. لقد غيّر المهاجرون، إلى حدّ كبير، أساليب عيش هذه المدينة ومزاجها، ولكنْ، مع ذلك، فعندما نتحدَّث عن الأمكنة التي يتردَّد إليها المثقّفون البريطانيون، ولهم فيها تاريخ وحكايات، فنحن نتحدَّث، غالباً، عن ألبوب وليس المقاهي”.
وأمجد ناصر واحد من أبرز الشعراء العرب، وهو روائي وصحافي، مواليد الأردن العام 1955. عمل في عدد من أهم الصحف والمجلات العربيّة وترأس تحرير صفحاتها الثقافية، يشرف اليوم على تحرير موقع (ضفة ثالثة)، وصدر له نحو عشرين كتاباً في الشعر والرواية وكتابة الرحلة واليوميات ترجم بعضها الى عدد من اللغات الأجنبية.
ميدل ايست أونلاين