سيمون أسمر في “ديو المشاهير”… نهاية رجل شجاع
محزنة هي النهاية التي اختارها المخرج سيمون أسمر لمسيرته التلفزيونية، من صانع نجوم إلى ناقد فساتين في “ديو المشاهير”. ناقد متنمّر، ساخر بقسوة، لا يقيم لمشاعر الآخرين اعتباراً ولا لصورته.
منذ إطلالته كعضو لجنة تحكيم في البرنامج الشهير، خيّب المخرج الشهير آمال من عقد عليه آمالاً في برنامج لم يصنع أساساً لاكتشاف المواهب، لم يميّز المخرج حال زميله في اللجنة أسامة الرحباني، أنّ المشاهير في مجالاتهم، يشاركون في البرنامج نجوم الغناء، لأهداف إنسانيّة بخطوطها العريضة، وحباً بالشهرة والظهور ولو بصورة تهتز تحت وطأة شدّة النشاز والصوت القبيح.
تبرير يسوقونه للدفاع عن أنفسهم أمام سطوة التعليقات الجارحة “لسنا مطربين”، الفارق بين الأسمر والرحباني، أنّ هذا الأخير يستخدم تعابير تقنية قد لا يفهمها المشترك ولا المشاهد، فيمرّ سقوط المشترك المدوّي في اختبار الكفاءة مرور الكرام، في حين أنّ تعليقات الأسمر لا تختلف عن تعليقات مشاهدين يختبئون وراء أسماء وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتفنّنوا في إطلاق تعليقات قاسية لا ترفع من شأن البرنامج قدر ما تحطّم من معنويات المشتركين، وتجعلهم مادة دسمة للسخرية.
الأسمر يصوّب سهامه بقسوة، يصدر حكمه بأنّ الصوت الذي يغنّي غير مؤهّل للغناء، يطعن من حيث لا يدري بمصداقيّة القيّمين على البرنامج في اختيار المشتركين، ومن خلفهم القناة.
ملّ الأسمر إعطاء الملاحظات حول الصوت وليته لم يفعل، صوّب اهتمامه نحو فساتين المشتركات ومقدّمة البرنامج.
كأنه يقف في استديو الفن، ويملي على النجمات نوعية الفساتين التي يظهرن بها على المسرح، يومها كانت الفنانات المنضويات تحت لواء ستوديو الفن يشتكين من ملاحظات الأسمر القاسية، وتعليقاته التي لا ترحم، غير أنّ ما كان يقال وراء الكواليس لما فيه حسب وجهة نظر المخرج صالحاً للفنانة، لا يقال على شاشة الهواء مباشرةً أمام المشاهدين، لتصبح الملاحظة سيفاً يطعن كبرياء المشترك الذي يظنّ أنّه نجماً في مجاله، فيقضي باقي الحلقة يلملم ما تبعثر من صورته أمام المشاهدين.
تسأله مقدّمة البرنامج أنابيلا هلال في الحلقة الماضية عن أداء المشتركين الذين شاركوا ضيف الحلقة المطرب رامي عياش أغنية جماعية، يجيب بابتسامة ساخرة “شو بدي علّق؟”، ثم يتحدّث عن فستانها، يصف تفاصيله، ويخبرها أنّه وأسامة كانا يتحدّثان عن شق الثوب الكبير، ترتفع معنويات المذيعة حالها حال بعض المشتركات اللواتي يتبارين في فساتين تثير إعجاب المخرج، الذي يطلق أحكامه على طريقة “الفاشين بوليس” أحياناً، وبصورة تبدو أقرب إلى التحرّش اللفظي أحياناً أخرى، دون أن يعطي تعليقاً يوحي أنّ من يجلس في لجنة التحكيم، هو نفسه سيمون أسمر عرّاب “استوديو الفن” الذي اكتشف معظم نجوم الفن في لبنان من ماجدة الرومي، إلى نجوى كرم، ووائل كفوري وراغب علامة ووليد توفيق، ونوال الزغبي وصولاً إلى جيل سارة الهاني وزياد برجي، سيمون أسمر صاحب الفضل في انتشار الفن اللبناني في الخارج، والذي إن تناسى التاريخ عثرته الأخيرة، سيذكر أنّه كان أهم صانع للنجوم في العالم العربي.
الأسمر ودّع حقبة “استوديو الفن”، فالنسخة الأخيرة التي قدّمها قبل 9 سنوات عبر شاشة MTV لم تحقّق نجاحاً يذكر، فمعايير السوق اختلفت، والأسمر خسر نجومه الذين فضّلوا التحليق بعيداً عن عقود حصريّة صنعت نجوميّتهم في البداية ثم عادت وخنقتهم، وأقفل مكتبه الفني، ليظهر في “ديو المشاهير” بصورة لا تشبه الصورة البرّاقة التي لطالما ارتبطت باسمه.
في “ديو المشاهير” لا يعير الأسمر اهتماماً للانتقادات التي تطاله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليستمر بدون كلل في كتابة نهاية مسيرة رجل شجاع.
مجلة سيدتي