سينما المنزل بمشهديات مجسمة
هناك تقنيّة بصرية ابتكرتها شركة «آمازون» أخيراً على العين مباشرة. إذ زوّدت جهازها المعروف «فاير فون» Fire Phone بتقنيّة سميّت «المقترب الديناميكي». وتعتمد على 4 كاميرات مثبّتة على الشاشة، ترصد الوجه وتحدّد موقع العينين فيه باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
وعند تشغيل تلك التقنيّة، يكفي أن تُحَرّك الشاشة قليلاً بطريقة تعدّل ما يظهر عليها، ليتّخذ ما يعرض عليها مظهراً ثلاثيّ الأبعاد، من دون الاضطرار إلى استعمال نظارة خاصة.
وحسمت «آمازون» سباقاً تكنولوجياً ضخماً بالتوصل إلى طريقة لعرض الصور والأفلام بالأبعاد الثلاثة، بل لعلها تقدّمت بخطوة على عملاق الإنترنت «غوغل» الذي أعلن قبل أيام أنه يعمل على لوح ذكي «تابلت» بشاشة ثلاثيّة الأبعاد.
ذكرى من فيلم «آفاتار»
هل ورد في الكلمات السابقة أن «آمازون» سبقت غيرها بخطوة؟ ليس أمراً هيّناً أبداً. في العلوم العسكرية، يعتبر التقدّم بخطوة كافيّاً لحسم معارك كبرى، وكذلك الحال في الشطرنج. وفي شركات المعلوماتية، يكون التقدّم بخطوة كافيّاً لاكتساح عصر بأكمله. لنتذكر أن المنافسة الطويلة بين «مايكروسوفت» و «آبل»، استهلّت عندما تمكّن العبقري بيل غيتس من سبق غريمه الراحل ستيف جوبز، فكان أن تمدّد نظام التشغيل «ويندوز» على 96 في المئة من الأجهزة، فيما انحصر الـ «ماك» في زاوية السوق. ثم سبق جوبز منافسيه، بخطوة في «آي باد» (كذلك الحال في «آي فون») هي إدراكه لأهمية التطبيقات الرقمية، فكان أن انقلبت مسارات التنافس رأساً على عقب.
وربما يكفي السبق بخطوة الفصل بين المشهدية الثلاثية الأبعاد والاضطرار إلى استخدام نظارة خاصة لرؤيتها، لتحقيق اختراق تكنولوجي ضخم. إذ بات مألوفاً على شاشات السينما، خصوصاً منذ رواج فيلم «آفاتار»، مشاهدة الأفلام الثلاثية الأبعاد، لكنها تحتاج دوماً إلى نظارات خاصة.
وبعدها، راج أن الشاشات التي تقدم صورها بالأبعاد الثلاثيّة المجسّمة هي مستقبل الأجهزة الرقمية كافة. ومثّلت النظارة عائقاً كبيراً. إذ يصعب تصوّر انتشار شاشات الأبعاد الثلاثة، إذا كانت رؤيتها مرتبطة باستعمال نظّارة خاصة.
ومع أعين باتت ملتصقة بالشاشات، حتى عندما تعبر الشارع أو تنخرط في أحاديث خاصة أو حتى في أماكن العمل والدراسة، صارت النظارة حاجزاً لانتشار مشهدية الأبعاد الثلاثة. وقبل سنتين، طرحت شركة «توشيبا» اليابانيّة تلفزيون ثلاثي الأبعاد لا يحتاج إلى نظارة، لكنه ما زال ينتظر الانتشار على نطاق تجاري عالمي. إذاً، الأرجح أن تنتقل «سينما المنزل» إلى زمن المشهديات الثلاثيّة الأبعاد، في زمن أقرب من وصفه بالقريب.
صحيفة الحياة اللندنية