شجرة الميلاد في سورية كبيرة .. كبيرة .. ولكن : تحتاج إلى كهرباء؟!

لم يكن السوريون يتوقعون أبدا أن تأتي على بلادهم أيام لايمكن فيها للكهرباء أن تلبي غرضا أساسيا يتكرر مرة واحدة في السنة هو إضاءة شجرة (( عيد الميلاد)) ، فشجرة الميلاد كانت في الحقبة الأخيرة ظاهرة وطنية، رغم منشأها الديني.

هذا الكلام صورة من صور الحرب على السوريين، فقد كانت الساحات العامة في دمشق وحلب وحمص والسويداء واللاذقية، وغيرها من المدن السورية تشعشع بالأضواء في المناسبات العامة، وخاصة المناسبات السياسية، وكانت كثيرة ومعروفة.. وعندما تأتي أعياد رأس السنة والميلاد تتزين بيوت الناس وشرفاتها بالأنوار ، فتتحول إلى كتل من النور تتوزع حسب الإمكانات المادية لأصحابها ..

هذه الأيام، الحزن كبير، والكهرباء لاتكفي : ((التقنين 4 ساعات تنطفئ الكهرباء مقابل ساعتين .. وفي مدن كثيرة لايوجد كهرباء أبدا، وفي حلب أحد أهم المدن الصناعية شهرة في منطقة الشرق الأوسط لا يوجد كهرباء منذ نحو شهرين ، فقد دمرت طائرات التحالف الأمريكية آخر محطة كهربائية كانت تعمل فيها بحجة أن داعش قريبة منها ))..

الكهرباء لاتكفي، ومع ذلك يحاول الكثيرون أن تتوهج هذه الأشجار في بيوتهم ولو ساعة في اليوم، فعندما يتجول الزائر هذه الأيام في المدن السورية يكتشف أن أشجار الميلاد تجدد نفسها، وتعود إلى الانتشار رغم غياب الكهرباء..

والجديد على هذا الصعيد هو شجرة الميلاد التي نصبها الروس في حميميم، فقد أعلن الجنرال دميتري بولغاكوف نائب وزير الدفاع الروسي إن طائرة شحن روسية نقلت إلى القاعدة الروسية في سوريا شجرة عيد الميلاد يبلغ طولها 12 مترا.وأنه “تم نصبها في قاعدة “حميميم” الجوية”.. وأكد المسؤول العسكري الروسي أن كل العسكريين الروس، بمن فيهم أولئك الذين يؤدون الخدمة العسكرية في “حميميم” وغيرها من القواعد خارج البلاد، سيحصلون على أغذية متنوعة، بما في ذلك مختلف الفواكه والحلويات، أثناء أعياد رأس السنة والميلاد.

شجرة حميم أثارت اهتمام السوريين، فهناك شعبية واسعة للروس في المناطق الموالية، وفي المناطق غير الموالية، لايهتم الناس إلا بحالة واحدة : متى تنتهي الحرب .. متى تنتهي الحرب ويعود السوريون للسوريين؟!

الصحف السورية تحدثت عن إضاءة مجموعة أشجار كبرى في ساحات المدن السورية من بينها تلك التي أضيئت في ساحة كنيسة السيدة بمدينة صافيتا، وهي أكبر شجرة عيد ميلاد في سورية، وأكبر من شجرة الروس في حميميم حيث بلغ طولها 22 مترا وقطر قاعدتها 6 امتار وحملت النجمة النحاسية الكبيرة والشمعة وانواع مختلفة من الزينة التي ترمز الى قيم الخير والسلام والمحبة والنور..

أضيئت الشجرة بحضور وفد ديني يوناني يزور سورية برئاسة الراهب اليشع رئيس دير سيمونس بيترس في اليونان، والأهم هي مشاركة رجل دين مسلم بهذه الاحتفالية.

وقال الراهب المذكور : “جئنا إلى سورية كي نعطي رسالة فرح ورجاء للناس بأن المستقبل افضل وبأن الرجاء لا يموت وأن السيد المسيح وجد من أجل هذا الأمر ومن أجل أن يوحد الناس بالمحبة”.

وقال الشيخ منذر احمد خطيب جامع الحسين في صافيتا: “إن الأديان وحدتنا طالما إننا نعمل وفق ما يحب الانبياء والمرسلون” وهذا يعني أن الأنبياء والمرسلين غير راضين عن الحرب في سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى