«شرقيّ الفرات» حاضر في «أستانا»: موسكو ترفض توسيع «المنطقة الآمنة»
اختُتمت، فعاليات اليوم الأول من الجولة الرابعة عشرة من مسار أستانا حول سوريا، والتي تعقد هذه المرة في العاصمة الكازاخية نور سلطان، بمشاركة الدول الضامنة: تركيا وروسيا وإيران، بالإضافة إلى وفد عن الحكومة السورية، ووفد عن المعارضة المسلحة، ووفد عن الأمم المتحدة يرأسه المبعوث الدولي غير بيدرسون. ويترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية سادات أونال، بينما يحضر الوفد الروسي برئاسة مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير الخارجية حسين جابري أنصاري.
وشهد اليوم الأول لقاءً ثنائياً بين الوفدين الروسي والإيراني لمناقشة الجوانب التقنية، أعقبه لقاء بين الوفد الروسي ووفد الحكومة السورية. كما عقد الوفد التركي لقاءات مع الوفدين الروسي والإيراني، إضافة إلى وفد الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن يشهد اليوم الأربعاء اجتماعاً موسّعاً بين الوفود المشاركة، ستتم فيه مناقشة «إطلاق سراح المعتقلين، وإجراءات بناء الثقة، وتكثيف المساعدات الإنسانية في سوريا، وعودة اللاجئين إلى ديارهم». كما سيبحث اجتماع اليوم «تطوّرات العملية السياسية في ضوء اللجنة الدستورية، ومناقشة مبادرات عقد مؤتمر دولي حول سوريا».
وأعلن لافرينتييف أن المشاركين في اجتماع أستانا بحثوا جميع القضايا المتعلقة بسوريا، بما في ذلك الوجود الأميركي في المنطقة. وقال: «أعتقد أننا على استعداد لمناقشة الوضع في جميع أنحاء سوريا، وبطبيعة الحال مسألة الوجود الأميركي غير الشرعي الذي يهدف إلى استغلال موارد سوريا الطبيعية».
وأشار لافرينتيف إلى أن «منطقة خفض التصعيد في إدلب بالشكل الذي توجد فيه الآن هي منطقة مسؤولية شركائنا الأتراك، لذلك لا يوجد أيّ معنى لإجراء أيّ نوع من العمليات الموسعة. يجب التأثير على شركائنا الأتراك ليقوموا بإجراءات مناسبة مع تلك الجماعات المسلحة التي تنفذ هذه الاستفزازات، لأن من غير المقبول على الإطلاق أن يعاني المدنيون (…) يجب وقف ذلك». كما أعلن لافرينتيف أن الوضع في منطقة الدوريات الروسية ــــ التركية المشتركة «مستقر رغم وجود بعض الاستفزازات».
كذلك، حضر ملف شرقي الفرات على طاولة البحث في أستانا، وإن في الاجتماعات الثنائية فقط. وفي هذا الإطار، لفت لافرينتييف إلى أن موسكو لا ترى أيّ جدوى من توسيع المنطقة الآمنة على الحدود السورية، مشدداً على ضرورة أن تبقى هذه المنطقة ضمن الإطار الذي حدّدته «مذكرة سوتشي». وقال لافرينتييف للصحافيين: «بناءً على المذكرة التي وقّعها الرئيسان الروسي والتركي، فإن المنطقة الآمنة منطقة محددة. نعتقد أن من الضروري الحفاظ عليها على هذا النحو، وأيّ توسيع لها لن يجلب أي فوائد».
وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد قال، ، إن بلاده تستهدف توطين مليون لاجئ سوري في المنطقة التي شنت فيها عملية عسكرية في شمال سوريا (نبع السلام) في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وأضاف إردوغان، في حديث إلى محطة «تي.آر.تي» التلفزيونية الرسمية، إن تركيا «ستموّل خطة التوطين بنفسها إذا لم يقدم لها الحلفاء الدعم»، متابعاً أن «الدولة التركية يمكنها اتخاذ خطوة نموذجية بين رأس العين وتل أبيض»، وذلك بينما كان يمسك خريطة للمنطقة عليها علامات. وأكد أن «توطين مليون شخص بين تل أبيض ورأس العين هو هدفنا في المنطقة الآمنة، هذه خطتنا».
على خط موازٍ، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن ، «(أننا) أكدنا الحاجة إلى وجود تعاون بين روسيا والولايات المتحدة من أجل القضايا الإنسانية في سوريا»، مشدداً على «ضرورة القضاء على الإرهاب في سوريا، وإيجاد حلّ سياسي للأزمة فيها وفق القرار الأممي 2254، وأن يحدّد السوريون بأنفسهم مستقبل بلدهم».
صحيفة الاخبار اللبنانية