شركةٌ إسرائيليّةٌ تستخرج النّفط السوري المَسروق؟ هل بَدأ مُخطّط إقامة الدولة الكرديّة شرق الفُرات بدعمٍ إسرائيليٍّ أمريكيّ؟ وهل تنفيذ الأسد لتهديداته بإشعال فتيل حرب العِصابات بات قريبًا؟

 

ما كشَفته صحيفة “يني شفق” التركيّة وأكّدته صحيفة “لوس أنجيليس تايمز” من معلوماتٍ خطيرةٍ حول منح الإدارة الذاتيّة الكرديّة امتِيازات مِئات الآبار النفطيّة السوريّة شرق الفُرات إلى شركة إسرائيليّة لاستخراجه ونقله عبر الأراضي الأردنيّة إلى فِلسطين المُحتلّة، يبدو صادِمًا، لعدّة أسباب أنّ هذه السّرقة لثَروات سُوريّة تتم بحِمايةٍ أمريكيّة أوّلًا، ولأنّ الأكراد السوريين خانُوا الدولة السوريّة الأُم وتعاونوا مع دولة الاحتلال ثانيًا، ولأنّ الأردن إذا صحّت هذه المَعلومات، وليس هُناك أيّ نفي لها، سمح بتسهيل هذه السّرقة عبر أراضيه ثالثًا.

في مُقابلة مع صحيفة “إسرائيل هيوم” العبريّة نشَرتها قبل أيّام، أكّد رجل الأعمال الإسرائيلي مردخاي خانا هذا الاتّفاق بين الأكراد وشركته Global Development Corporation  وقال “لا أُريد أن يكون النّفط من نصيب إيران أو نظام الأسد، ويتم استِخدام العوائِد لتمويل بناء سورية ديمقراطيّة والدِّفاع عنها”.

الإنتاج الحالي للنّفط من الآبار السوريّة في حُقول العمر، والتنك، وكونيكو، والجفرة، والرّميلات، والسويديّة، وكبيبة، ومركدة، وتشرين، والجبسة، والشداوي، شرق الفُرات يصِل حاليًّا إلى 125 ألف بِرميل يَوميًّا، وهُناك مُخطّطات لرفعِه إلى 400 ألف بِرميل يوميًّا.

عندما كانت “الدولة الإسلاميّة” (داعش) تُسيطِر على هذه الآبار، كانت صهاريج النّفط تتوجّه بحُمولاتها إلى تركيا، ولكنّ الآن، وبسبب إغلاق الأراضي التركيّة أمامها، لأنّ السّلطات التركيّة تعرف أنّ الأموال ستعود إلى قوّات سورية الديمقراطيّة، فإنّ الطّريق الجديد باتَ عبر الأراضي العِراقيّة إلى الأردن ومِنها إلى محطّتها النهائيّة في موانِئ التّصدير في فِلسطين المُحتلّة، حسب هذه التّقارير.

تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي أدلى بها قبل أيّام وكشَف فيها عن وجود 800 جندي أمريكي لحِماية آبار النّفط، ودعوة شركات أمريكيّة نِفطيّة مِثل “إكسو موبايل” لتشغيلها، والبِدء في أعمال تنقيب لزيادة إنتاجها، كانت من أجل التّمويه والتّغطية فيما يبدو، على التَّسلُّل الإسرائيليّ إلى هذه الآبار واستِغلالها وإعطاء حصّة كُبرى من العائِدات للانفصاليين الأكراد، وبِما يُساعِد على بِناء دولتهم في شِمال شَرق سورية.

الرئيس السوري بشار الأسد أشار أكثر من مرّةٍ في مُقابلاته الصحافيّة الأخيرة التي أعطاها لأكثر من محطّة تلفزيونيّة روسيّة لفَت الأنظار إلى هذه القَرصنة الأمريكيّة للثّروات النفطيّة السوريّة، وقال إنّه لا يستطيع مُواجهة أمريكا الدّولة العُظمى في الوقتِ الرّاهن، ولكن سيتم التصدّي لها، أيّ القرصنة الأمريكيّة، من خِلال شنّ حرب عصابات، على غِرار ما حدث في العِراق أثناء الاحتِلال الأمريكيّ، لاستعادة كُل هذه الآبار وإخراج القوّات الأمريكيّة منها.

هذه الثّروة النفطيّة هي مُلكٌ للشّعب السوريّ كُلّه، وليس للانفِصاليين الأكراد، الذين يُثبِتون مُجدَّدًا عدم ولائِهم للدولة السوريّة الأُم، ويعمَلون مع الأمريكان والإسرائيليين لتَفتيت سورية وسَلخ مِنطقة شِمال شَرق الفُرات الغنيّة بالثّروات الزراعيّة والمائيّة والنفطيّة عنها.

تسلّل شركة نفطيّة إسرائيليّة إلى هذه المِنطقة واستغلال ثرَواتها، سيُوفِّر الحجّة القويّة، لقبائل المِنطقة العربيّة، وللأكراد الشُّرفاء لمُقاومة هذه السّرقات التي تتم تحت حِماية البلطجة الأمريكيّة، وبدَعمٍ إسرائيليٍّ.

نتمنّى أن لا يكون الأردن، أرض النّشامى، الذي رفَض كُل الضّغوط الإسرائيليّة الأمريكيّة واستعاد أراضيه في الباقورة والغمر جُزءًا من هذه المُؤامرة، وأن لا يسمح بمُرور النّفط السّوري المَسروق عبر أراضيه، أمّا مُقاومة الاحتِلالين الأمريكيّ الإسرائيليّ لشَرق الفُرات فيرونها بعيدةً، ونراها قريبةً.. والأيّام والأشهُر المُقبلة ستُثبِت ما نقول.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى