شريط فيديو إسرائيليّ يؤكّد إخفاق تل أبيب في هجومها الأخير على موقعٍ عسكريٍّ سوريٍّ
كشفت القناة الثانية في التلفزيون العبريّ في شريطٍ فيديو مصوّرٍ من قبل شركة إسرائيليّة، كشفت النقاب عن أنّه خلافًا للإدعاءات الإسرائيليّة الرسميّة حول الهجوم الأخير ضدّ الموقع العسكري السوريّ، الذي يبعد عن دمشق العاصمة حوالي خمسين كيلومترًا، فإنّ الموقع أُصيب إصاباتٍ طفيفةٍ للغاية، ولم يُدمّر، بحسب البيان الرسميّ الذي أصدره الناطق الرسميّ بلسان جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وردّ الناطق على الشريط الذي تمّ بثه بالقول إنّ الهجوم الإسرائيليّ كان مُوجهًا لتدمير البطاريّة المركزيّة في الموقع السوريّ المذكور، وأنّ هذا الهدف تحقق بفضل دقّة الإصابة من قبل الطائرات الإسرائيليّة، على حدّ زعمه.
إلى ذلك، قال وزير الأمن الإسرائيليّ أفيغدور ليبرمان في مقابلة مع الإذاعة العبريّة شبه الرسميّة “كان” إنّ الوظيفة الأساسية لإسرائيل تكمن في منع الحرب، وهذا يتحقق فقط عبر تعزيز الردع، وما رأيناه قبل عدّة أيّام في سوريّة يأتي في هذا السياق، حسب تعبيره.
وفي سياق تبريره مهاجمة سلاح الجوّ الإسرائيليّ لبطارية دفاع جوي سورية، صرّح ليبرمان: نحن نقوم بإبلاغ الجهات ذات الصلة العاملة في المنطقة، كل شيء مخطط ومدروس، وسنقوم بأيّ أمر ضروري لصالح أمن إسرائيل، لن نغيّر أساليب عملنا بسبب إطلاق نار أو تهديد كهذا أو غيره، بحسب أقواله.
وأضاف: لا أحد يبحث عن حرب، لكن مع ذلك لا يمكننا التخلي عن المصالح الحيوية لإسرائيل، لا يمكننا التسليم مع واقع أن سلاح الجو الإيراني سيبني قاعدة أو ستكون له قاعدة بحرية، سنبذل ما بوسعنا لمنع الحرب ونأمل بأن تُفهم هذه الرسالة، على حدّ قوله.
وتحدث ليبرمان عن حركة “حماس″، فقال إنّ نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري يجلس في بيروت تحت رعاية حزب الله، مُشدّدًا على أنّ “حماس″ تستثمر في بناء الأنفاق وتصنيع الصواريخ ولن تتخلى للحظة واحدة عن الأنشطة الإرهابية، وفق مزاعمه.
ويُشار في هذا السياق إلى أنّ الجنرال عاموس يدلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان) كان قد صرح بإنّ الضربة الإسرائيليّة الأخيرة على موقع مصياف لم تكن روتينية، وكشف عن أهداف الغارة.
وزعم يدلين، وهو جنرال متقاعد ورئيس مركز دراسات إسرائيليّ، في تغريدات نشرها على حسابه في موقع “تويتر”، أنّ الهجوم الذي وقع بالقرب من مدينة مصياف في ريف محافظة حماة، كان بيانًا إسرائيليًا أخلاقيًا حول المجزرة بسوريّة.
ومن اللافت أنّ يدلين، إضافة إلى إصراره على كون منشأة مصياف مخصصة لإنتاج أسلحة كيميائية وبراميل متفجرة قتلت آلاف المدنيين السوريين، كانت تنتج صواريخ عالية الدقة وأسلحة أخرى ستلعب دورًا مهمًا في المرحلة القادمة من النزاع.
واعتبر أن الهجوم حمل في طياته 3 رسائل مهمة، هي: إسرائيل لن تسمح بتعزيز قدرات (القوات الإيرانية) وإنتاج أسلحة إستراتيجية، إسرائيل تنوي فرض خطوطها الحمراء رغم تجاهل القوى الكبرى لتلك الخطوط، وأخيرًا وجود الدفاعات الجوية الروسية لا يمنع وقوع غارات جوية إسرائيليّة.
وتابع يدلين أنّه الشيء المهم حاليًا هو الحد من التصعيد والاستعداد للرد من جانب سوريّة وإيران وحزب الله وكذلك للمعارضة من جانب روسيا، بحسب تعبيره.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية