«صدر الباز»: «حتوتة» شاميّة عمرها 90 عاماً
بعض القصص الحقيقيّة تطويها السنوات، ويلتهمها النسيان بمرور الزمن. لكنّ قصّة الطفلة التي أراد لها والدها أن تعيش معه في السجن، لا تزال حيّة، وكذلك بطلتها، وهي سيّدة تسعينيّة تعيش حالياً في دمشق. يحمل مسلسل «صدر الباز» حكايتها إلى الشاشة في عمل بعنوان «صدر الباز» من إخراج تامر اسحق عن فكرة لطارق مرعشلي، عالجها دراميًّا مروان قاووق، وتنتجها «الرجا والبارون».
لا يحمل العمل ادّعاء تاريخياً، ولا يشكلّ وثيقة فنيّة عن حقبة من تاريخ دمشق، بل هو مجرّد «حتوتة» شاميّة، معظم تفاصيلها متخيّلة، وتمتد أحداثها بين عامي 1850 و1875.
يجسّد الممثل سلوم حدّاد في العمل دور إبراهيم الذي يتعرض لظلم في حارته ويدخل السجن بتهمة قتل زوجته. لكنّ الأخيرة قتلت على يد رسلان (أيمن رضا) ابن زعيم الحارة (أسعد فضة). يطالب إبراهيم بأن تعيش ابنته الوحيدة جوريّة معه في السجن، لأنّ ليس لديها معيل غيره.
في موقع تصوير العمل داخل أحد بيوت دمشق القديمة، يقول المخرج تامر اسحق لـ «السفير»: «ما تمّت الاستعانة به من تلك الفترة، معطيات لها علاقة بالعادات والتقاليد والملابس والإكسسوار». تشارك كتاب عدّة في إنجاز السيناريو والحوار، ما يراه اسحق إيجابياً. «تسمح ورش الكتابة بإنجاز ثلاثين حلقة، من خلال طرح أفكار متنوعة، وبالتالي فرصة لانتقاء الأنسب ومن ثمّ العمل عليه».
يشارك في بطولة العمل أيضاً كل من سلمى المصري، وسيف الدين سبيعي بدور الباشا، وطارق مرعشلي، ومحمد حداقي، ونادين سلامة، ومحمد خير الجراح، وزهير رمضان، وأندريه اسكاف، وهيا مرعشلي، ووفاء موصلي، وأنطوانيت نجيب، وعبير شمس الدين، وروعة ياسين وآخرين.
انطلقت الكاميرا في منتصف نيسان/ أبريل الماضي ويتوقّع المخرج أن يستمرّ التصوير خلال الأيّام العشرة الأولى من شهر رمضان. تتنقّل الكاميرا بين حارات دمشق القديمة وبيوتها وسجن القلعة، إضافة إلى أنه تمّ إنشاء حارة مفترضة خاصة للعمل في منطقة يعفور، تمثّل حارة «صدر الباز» التي تقع في المنطقة المحيطة بساحة المرجة. وسينتقل فريق العمل قريباً إلى طرطوس لتصوير مشاهد على البحر وهذا ما يعتبره اسحق «جديداً على أجواء أعمال البيئة الشامية على مستوى الصورة البصرية».
يمكن اعتبار «صدر الباز»، كحالة درامية، بسيطاً ومرناً خارج نطاق السياسة والحدث السوري الراهن. وهذا برأي اسحــق أمر صحي: «الدراما التي تحدث في الواقع هذه الأيام أكبر بكثير مما يمكن أن تصنعه المسلسلات التلفزيونية».
تجسّد سلمى المصري دور أم صالح زوجة الزعيم، وتقول لـ «السفير»: «هي شخصية جديدة بالنسبة لي، امرأة قوية، شريرة، تتصرف كأنَّها هي الزعيم، حتى عندما يصبح ابنها زعيماً بدل والده، تبقى وراءه تملي عليه ما يجب فعله». وعن سبب مشاركتها في العمل بالرغم من أنّه الأوّل في رصيد الشركة المنتجة، تقول المصري: «من المهمّ ظهور شركات إنتاج جديدة. وعلينا جميعاً كممثلين الوقوف معها ومساعدتها وتهيئة الجو المناسب للعمل، وبالمقابل، سيكون المطلوب منها الدخول إلى الوسط الفني بشكل سليم مبني على مبادئ وأسس المهنة من ناحية ترتيب وتمويل العمل بشكل جيّد يرتقي بالدراما السوريّة».
تؤدي نادين تحسين بك شخصية دلال، زوجة صالح المتوفى لتصبح لاحقاً زوجة رسلان. تثير التعاطف معها في البداية، إلا أنّ الظرف الحياتي الذي وضعت فيه جعلها تتصرّف بطريقة سيئة. بالنسبة لنادين فإن اختيار النصّ كان مشجعاً للعمل وكذلك اسم المخرج والنجوم. تقول لـ «السفير»: «واضح أن العمل ليس اعتباطياً بل يتمّ التعاون مع خبرات فنية لها تجارب في أعمال مهمة». وتقول إنّها تفضّل حالياً العمل في الدراما الاجتماعيّة التي تقرّب السوريين من بعضهم البعض «بعيداً عن السياسة وتجاذباتها التي تفرّقهم».
صحيفة السفير اللبنانية