صراعات في البرلمان المصري
قبل أيام من التئام أول برلمان مصري بعد إطاحة حكم جماعة «الإخوان المسلمين» عام 2013، زادت حدة المواجهة بين أعضائه، ما ينذر بموسم ساخن ليس على خلفية خلافات حول سياسات الحكومة ومشاريع القوانين، وإنما بسبب صراعات الكتل والتيارات على تصدّر المشهد السياسي.
وأثار إعلان تشكيل تحالف يحمل اسم «دعم مصر» جدلاً واسعاً، في ظل مؤشرات إلى أن الانخراط في هذا التحالف الموالي للرئيس عبدالفتاح السيسي، سيسبب انقسامات داخل الأحزاب، فيما تواصلت الحرب الكلامية بين «الوفد» و «المصريين الأحرار» والتي كانت اشتعلت خلال المعركة الانتخابية.
ويتوقع أن يحسم الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال أيام حصته وقوامها 28 نائباً سيتم تعيينهم في البرلمان، ويرجّح أن يكون من بينهم رئيسه.
وأعلن مساء أول من أمس تدشين تحالف نيابي تحت شعار «دعم مصر»، يضم في غالبيته مستقلين، مع تمثيل لثمانية أحزاب، وسمى التحالف اللواء السابق في جهاز الاستخبارات النائب سامح سيف اليزل، زعيماً له، كما اختار الرئيس السابق لحزب «المصريين الأحرار» أحمد سعيد ناطقاً باسمه، لكن التحالف أثار اعتراضات من قوى سياسية رأت فيه «محاولة لإعادة إنتاج هيمنة الحزب الوطني» (المنحل)، كما أثار تساؤلات حول التزام ممثلي الأحزاب المنخرطة فيه بقرارات أحزابهم في حال مخالفتها قرارات التحالف، الأمر الذي رد عليه سيف اليزل بالتأكيد أن تشكيل مثل هذا الائتلاف «معمول به في جميع برلمانات العالم التي إما أن تشهد غالبية حزبية أو يتم تشكيل ائتلافات نيابية … وليس هناك إلزام للممثلين عن الأحزاب سواء بالانضمام أو الخروج من الائتلاف».
وأثناء بلورة هذا التحالف، بدا أن الانخراط فيه سيسبب انقسامات داخل الأحزاب الممثلة داخل البرلمان، فبينما أكد اليزل أن «حزب الوفد انضم إلينا»، نفى نائب رئيس الحزب حسام الخولي ذلك قائلاً إن القرار يُحسم اليوم الأحد. وسأل: «طالما أن الجميع سيكون مجمعاً في القضايا القومية وأمن البلد، فما الضرورة لتشكيل هذا التحالف؟ كما أننا لا نرى مبرراً للمخاوف مما يسمى الثلث المعطل». كما أثار حضور نواب عن «المصريين الأحرار» اجتماع تشكيل تحالف «دعم مصر» تحفظ قيادة الحزب التي توعّدتهم بـ «الفصل».
صحيفة الحياة اللندنية