العلاقة الزوجية واحدة من أسمى وأهم العلاقات الإنسانية، والعلاقة الزوجية القوية المستقرة هي التي تقوم على أعمدة أساسية، تقوم على الاحترام ولغة الحوار والثقة المتبادلة والمودة بين الزوجين وهي علاقة تحتاج إلى جُهد حتى تنجح، وإلى فن حتى تثمر وتستمر وتتخطى صعاب الحياة، فهي تبدأ بمشاعر تفيض بالود والحب والوئام وبعد فترة وبمرور الوقت وكثرة المسؤوليات قد تغيب المعاني السامية، وتنخفض قوة المشاعر، وتظهر بعض الصفات السلبية، فيحل النزاع والخلافات التي تتطور إلى تدمير الحياة الزوجية بأكملها.
أهم العلاقات الإنسانية
يقول استشاري العلاقات الأسرية، أماني نبيل راضي، لسيدتي: الحياة الزوجية واحدة من أهم العلاقات الإنسانية وأشدها ترابطاً وتجاوراً وتلاحماً، وهي تخضع لأصول سلوكية، وقواعد أخلاقية، وقوانين أساسية لكي تستمر وتسير بطريقة طبيعية فيشعر كل من الزوجين بالسعادة. ولا يمكننا إنكار حقيقة أن تحقيق وتحقق التوافق بالحياة الزوجية يُعد فنًا أكثر منه علمًا، ومهارة أكتر منها خطوات وأساليب نتبعها ونسير على نهجهها، وذلك حتي لايصاب أي من الطرفين بخيبة الأمل والانهيار، فتفشل الحياة الزوجية، ولا يقتصر نجاح الحياة الزوجية على الزوج فقط أو الزوجة فقط، وإنما تقع هذه المسؤولة على عاتق كلا الشريكين معاً، على أن هناك بعض الصفات السلبية التي يمكن أن يتحلى بها أحد طرفي العلاقة، ولا يكون مدركًا لخطورة تأثيرها على الآخر وأنها من الممكن أن تدمر الحياة الزوجية المشتركة لكلا الطرفين.
صفات سلبية تدمر الحياة الزوجية
- التحدث بالسوء عن الشريك
التحدث بشكل سيئ عن شريكك في عدم وجوده، وهو أمر شائع أيضاً، وهذا التصرف يعكس قلة احترام للزوج وقداسة الرابط الذي يجمعها به.
- الفضفضة مع الأصدقاء
يجب أن تكون الجلسة مع الأصدقاء محصورة بالأمور العامة، بعيدة عن الأمور الشخصية بين الزوجين، فلا ينبغي إخراج ما بين الزوجين إلى غيرهما من الأصدقاء، فيجعلهم يخترقون حياة الزوجين سواء بقصد أو بدون قصد، حتى يفسدونها تماماً بحجة النصيحة المخلصة، لذلك فالشكوى المبالغ فيها تؤدي لسماع آراء لا داعي لها.
- البخل وأثره على الحياة الزوجية
البخل من الصفات السلبية والسلوكيات المدمرة للعلاقات الإنسانية والاجتماعية داخل كيان الأسرة، والبخل ليس في الماديات فقط، لكنه في المعنويات والمشاعر أيضاً، وهو يعتبر من المدمرات الخطيرة لأي علاقة سواء إنسانية أو اجتماعية، والبخل من صفات الخلل السلوكي التي ليس لها علاج.
- الغيرة المفرطة
إن الغيرة المفرطة أحد أهم الصفات السلبية والعوامل الأساسية في تدمير العلاقة الزوجية، والغيرة المفرطة هي الغيرة المرضية فهي تحطم الحب والأمان النفسي في هذه العلاقة الزوجية، وتعكر صفو الحياة الزوجية، والإفراط فيها يسبب الكثير من المشكلات، وكثيراً ما هدمت الغيرة العديد من البيوت، وتكون ناتجة عن ضعف الثقة بشريك الحياة، لذلك نجد الكثير من حالات الطلاق التي تتم سببها الغيرة المرضية.
وإليك 5 خطوات للتغلب على الغيرة في مخيلتك
- الشك يدمر العلاقة الزوجية
الشك من الصفات التي تؤدي إلى قتل المودة بين الأزواج وإلى اختناق العاطفة وتدمير الرحمة، كما أن الشك لا يقترن أبداً مع الاستقرار، بل يرافقه دمار كيان الأسرة وانهيار الاستقرار والأمان في العلاقة، ويعتبر الشك من أكثرمدمرات العلاقة، وهذا الشك لا يأتي من فراغ، فلابد وأن يكون وراءه أسباب كبيرة، ومنها الخيانة أو الغدر من أحد الطرفين، أو ربما تصرفات مريبة تثير الشك، فتجعل الطرف يشك في الآخر.
- العصبية والغضب
دائماً نجد أن الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية تحدث بسبب حالات الانفعال والغضب، كالسّب والشتم والكلمات الجارحة والطرد والهجر واستخدام العنف، فالعصبية تؤدي إلى نقص مساحة التفاهم بين الطرفين
وهي قنبلة موقوتة مزروعة داخل المنزل، فهي سر تدمير الكثير من الأسر وتفككها وإنشاء الصراعات النفسية الداخلية في الأسرة.
- فضح الأسرار
لا ينبغي لأحد أن يطلع على أسرار الحياة الزوجية مطلقاً، حتى ولو كان أقرب الناس فعدم الحفاظ على الأسرار تعتبر صفة سلبية بين الشريكين قد تدمر العلاقات الزوجية، حيث أن ذلك الأمر يتسبب في ضياع الثقة بين الشريكين، ومن ثَم يؤدي ذلك الأمر إلى الصمت الزواجي بينهما حتى يصل الأمر إلى تدمير العلاقة الزوجية.
- تدخل الأقارب
الحياة الزوجية حياة مُستقلة، ولا يجب على الأهل والأقارب التدخل بها، فللأسف كثير من المشكلات بين الزوجين تكون بسبب آراء وتدخلات الأقارب التي لا داعي لها.
- عدم التقدير
الحياة الزوجية لا تستقيم بدون تقدير، فلابد من وجود الاحترام والتقدير ويجب لكل من الزوجين أن يقدر شريكه حق قدره، ويشعره بقيمته لذاته حتى لا يقع في مصيدة المشاكل والمشاحنات، ويدمر حياته بنفسه، فعدم التقدير من الصفات السلبية التي تجعل الفرد يعيد النظر في العلاقة ويتساءل عن مدى احترام وحب شريكه وقد يكون هذا الأمر مسئولًا عن فقدان الكثير من المشاعر الجميلة بين الشريكين.
- الخداع
الخداع يفسد صراحة وشفافية العلاقات بين الأشخاص، فقد يحاول مثلاً ظهور أحد الشريكين على غير طبيعته في فترة الخطوبة، فيرسم صورة له في عقل الشريك مخالفة للواقع، والمقصود بالخداع هو الفعل المخطط بقصد لإخفاء الحقيقة أو لإقناع الآخر بشيء وهمي كي يجعله يأخذ قراراً معيناً، وعندما تظهر الحقيقة، فيتسبب الأمر بصدمة لدى الشريك لأنَّه سيشعر بتعرضه للخداع.
مجلة سيدتي