تحليلات سياسيةسلايد

صفقة تبادل جديدة مع المقاومة يعتبر تغيرا في الخطاب الإسرائيلي

نور علي

 التفاوض بشأن صفقة تبادل جديدة مع المقاومة .اعتبره معلقون على الاحداث في غزة بان الساعات الماضية شهدت تغيرا في الخطاب الإسرائيلي المتشدد حيال الأهداف والحرب على غزة،

صفقة تبادل جديدة مع المقاومة

المعلقون وعبر اكثر من شاشة عربية اعتبروا ان ما نقلته القناة الـ13 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي أن الظروف نضجت للعودة إلى توافقات بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة، يعتبرا بداية تغير في الخطاب الإسرائيلي المتطرف. والذي تكرر على لسان اكثر من مسؤول إسرائيلي بان الحرب سوف تستمر حتى استسلام حماس والقضاء عليها وإعادة كافة ما تسميهم إسرائيل بالرهائن، وهو المسمى الرسمي في إسرائيل للأسرى بيد المقاومة في غزة.

 كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية أن هناك تحركات جديدة لإبرام صفقة تبادل أسرى. تزامن ذلك مع تصريح، منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن التوصل إلى هدنة جديدة مهم من أجل إخراج المحتجزين في قطاع غزة.

التغير في الخطاب الإسرائيلي

ويرجع المعلقون سبب هذا التغير في الخطاب او بداية التغير حسب قولهم الى حقائق ووقائع الميدان. والتي بدت في الأيام الماضية تسير عكس ما تخطط له إسرائيل. اذ تصاعدت عمليات المقاومة وارتفعت حدة العمليات، مع انتشار وبشكل يومي صور ومشاهد لعمليات تدمير الاليات الإسرائيلية واستهداف الجنود أيضا. وهو ما اثار جدلا كبيرا ومتصاعدا داخل إسرائيل حول حقيقة الأرقام التي ينشرها الجيش لحجم الخسائر وخاصة البشرية منها. وخلال اليومين الماضيين تفلت الصحف الإسرائيلية من قرار الحظر، ونشرت أرقاما لاعداد القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال اكبر بكثير من تلك المعلنة من قبل السلطات الرسمية.

لكن السؤال المهم في هذه اللحظة. هل يمكن فعلا اعتبار هذه التصريحات والمطالبة بالعودة الى صفقات التبادل تغيرا في الخطاب الإسرائيلي. وربما بداية إقرار ضمني بالفشل في تحقيق الأهداف؟

التدقيق في التصريحات قد لا يضعها الا في خانة بالونات الاختبار اكثر منها تصريحات رسمية علنية من قبل قادة الاحتلال الإسرائيلي. وحتى ولو ذكرت القنوات الإسرائيلية ان هذه المواقف هي نقلا عن مصادر رسمية. هي طبعا لم تسمها. وما يجعلها تحمل صفة بالون الاختبار تجاه المقاومة في غزة، اكثر منها تغيرا في لهجة الخطاب، هو ان المقاومة الفلسطينية ذاتها وعبر قادتها قالوا ان الهدن المؤقتة والصفقات الجزئية انتهت،. والان المطلوب وقف اطلاق نار شامل ومن ثم الذهاب الى التفاوض غير المباشر ومن ثم التبادل. نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “الشيخ صالح العاروري” اعلن ذلك صراحة في موقف تم تنسيقه مع قيادات الحركة. وتحديدا القيادات التي تخوض المعركة الان في غزة.

صفقة تبادل جديدة مع المقاومة خلال هدن إنسانية

باختصار الولايات المتحدة وإسرائيل يطالبون بهدن إنسانية قصيرة يتم خلالها التبادل،. ومن ثم العودة الى الحرب مرة أخرى، لفسح المجال لإسرائيل للقصف والقتل المفتوح. بدون ضغوط داخلية من قبل أهالي الاسرى والذين اتهموا الحكومة الإسرائيلية بانها تقتل ابناءهم في غزة عبر القصف العنيف. وقد جاءت المحاولة الفاشلة لتحرير احد الاسرى قبل يومين ما أدى الى مقتله ومقتل عدد من الوحدة الإسرائيلية المهاجمة. كما وجرح اخرين قبل ان يفروا من المكان والتي شكلت فضيحة للجيش الإسرائيلي. لتزيد من حجكم الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية. وانتشار خطاب المقارنة بين تحرير دفعة الاسرى الأولى عبر التفاوض مع حماس. بينما الحرب والقصف لم تأتي بأسير واحد رغم استمرارها لاكثر من شهرين.

بالنسبة لموقف المقاومة من بالون الاختبار هذا، لا ترى المقاومة وحسب مصادر “راي اليوم” ان هناك جديد في الكلام الإسرائيلي. وان موضوع الهدن المؤقتة طرح قبل عشرة أيام من قبل الوسطاء، ورفضته المقاومة، لا هدن مؤقته ولا تبادل اسرى في ظل الحرب تقول المقاومة. وتطالب بوقف الحرب كليا واولا.

الخطاب الجديد من قبل إسرائيل هو تنازلات وتغيير المسار

ولكن بالمقابل لا ينفي هذا الموقف ان المقاومة مستعدة للتفاوض غير المباشر مع الوسطاء ان كان هناك ما هو جديد في المقاربات الصيغ للهدنة. وان كانت ما نقلته التلفزة الإسرائيلية نوعا من الخطاب الجديد من قبل إسرائيل فيجب ان يترجم ذلك على شكل تنازلات. وإقرار إسرائيلي ان استمرار الحرب والابادة في غزة لن تحقق شيئا من أهدافها وان عليها تغيير المسار. اما اذا كانت هذه التصريحات لجس نبض المقاومة في غزة، ولمعرفة ردة فعلها ان كانت مضطرة تحت الضغط العسكري للتنازل وقبول العرض السابق بهدنة مؤقتة لساعات او أيام. يتم فيها تبادل اسرى، قبل العودة للحرب. وعودة إسرائيل لاستكمال الإبادة الجماعية، فان المقاومة مازالت قادرة على الاستمرار في صد العدوان. وافشال مخطط إسرائيل،. ولن تقدم تنازلات تحت النار، ولن تتراجع عن موقفها مهما كانت الضغوط السياسية او العسكرية.

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى