كتب

صقر أبو فخر باحثاً في أسباب الحرب الأهلية اللبنانية

جميل قاسم

في عام 1974 جال الأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم في المنطقة، التقى خلالها الصحافي ميشال أبو جودة وأخبره “أن لبنان سيتعرض لمؤامرة كبيرة، وأن أميركا وإسرائيل ضالعتان بها، وهما تريدان خلق فوضى في لبنان“.

 

كتاب “الحرب الأهلية اللبنانية” لماذا اندلعت ومتى بدأت؟ الدوافع والوقائع، للمؤلف صقر أبو فخر، واحد من سلسلة كتب المراجعة الصادرة عن الحرب الأهلية، الجديدة.

وجِدة هذا الكتاب، تكمن في التفاصيل الوقائعية لكاتب معلوماتي كبير، يشتهر بالقدرة على التوثيق الدقيق للحدث.

ير ى الكاتب بادئ ذي بدء، أن تلك الحرب كان يمكن ألا تقع، وتفادي انفجارها، لولا التدخل الأميركي، واعتماد خيار الحرب، تطبيقاً لسياسة تصفية المقاومة الفلسطينية بقيادة “منظمة التحرير الفلسطينية” في عهد هنري كيسنجر، وز ير ألخارجية الأميركية…

كانت الحياة السياسية في لبنان متلاطمة بعد نكسة حزيران (1967) ولا سيما بعد نشوء ( الحركة الوطنية) وتولّي كمال جنبلاط “رئاسة “الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية ” في دمشق في 27-11-1972 حيث ظهر وكأن النظام السياسي يفقد سلطته، تدريجياً” على الحياة السياسية في لبنان.

ثم جاء اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة (أبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر)  ليصبّ الزيت على النار، عام 1973 (شارك في قيادتها إيهود باراك وجوناثان نتنياهو، شقيق بنيامين نتنياهو، الذي قتله الفدائيون لاحقاً” في عملية عنتيبي 4-7-1976 (ص16).

ويؤكد جوناثان راندل صاحب كتاب “حرب الألف عام ” أن الإدارة الأميركية ضغطت على الرئيس سليمان فرنجية للقضاء على المقاومة. وكان دين براون، السفير الأميركي في عمان ينصح باعتماد الطريقة الأردنية في مقاتلة الفدائيين (ص17).

وفيما كانت سوريا ومصر تستعدان لحرب تشرين (تفريغ إهراءات القمح ونقل المخزون إلى مستودعات آمنة، وتفريغ خزانات الوقود وإخفائها في أماكن بديلة، وتحريك مستودعات الأسلحة والذخيرة إلى أمكنة بديلة، ووضع هياكل زائفة للطائرات والدبابات إلخ) كان قرار تسليح الميليشيات “المسيحية” قد اتُخذ وبدأ السلاح يُنقل بحراً” إلي مرفأ الكسليك في جونية، ليخزّن بعدها في أقبية الأديرة… (ص19).

وكانت عملية شراء الأسلحة متعددة المصادر، أميركية، وإسرائيلية وعربية (ثمة وثيقة في الأرشيف الأميركي تؤكد أن الملك حسين قدم إلى الميليشيات اليمينية 400 طن من السلاح (ص25).

إضافة إلى صفقات الأسلحة التي تولّاها تجار الأسلحة على اختلاف مصادرها.

في 4-7-1974 جال الأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم في المنطقة، التقى خلالها الصحافي ميشال أبو جودة وأخبره “أن لبنان سيتعرض لمؤامرة كبيرة، وأن أميركا وإسرائيل ضالعتان بها، وهما تريدان خلق فوضى في لبنان”…(ص29).

وتزامن انسحاب أميركا من فيتنام عام 1975، مع بداية الحرب الأهلية في لبنان.

وظهر هنري كيسنجر على المسرح، مع شعار (وداعا” م، ت، ف)!

قبيل انفجار الحرب في 13-4 1975 أُطلقت النار على النائب اللبناني معروف سعد، وكانت عملية اغتياله الشرارة التي أشعلت النار الخامدة…

وفي 13 نيسان، أطلق مسلحون النار على باص عين الرمانة الشهير فسقط 27 قتيلاً” و29جريحاً”، وكانت الميلشيات اليمينية تأمل بعد انفجار الحرب الأهلية السيطرة على السلطة.

بدأت بوادر الصراع على السلطة بتولّي جوني عبده مديرية المخابرات العسكرية، وانتهت بمقتل بشير الجميل، بعد وصوله إلى سدة رئاسة الجمهورية، على ظهر الدبابة الإسرائيلية – كما يُقال- بتاريخ 14 أيلول 1982 بعيد خروج منظمة التحرير الفلسطينة من لبنان.

هل كان وصول بشير الجميل إلى سدة السلطة قيامة للبنان أم قيمومة للسلم الأهلي البارد؟ هل يعيد التاريخ نفسه باسم حصرية السلاح ونزع سلاح المقاومة؟

تنذكر ما تنعاد…

الميادين نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى