صيدلي يا صيدلي …

منذ نعومة أظفاري وأنا أسمع أغنية صيدلي يا صيدلي قبل النوم .. حيث عودتني أمي على النوم و شريط الاغاني يصدح في الغرفة … وأنا أغفو على أحلام تتراقص بين الألحان والكلمات ..

مرت الأيام .. كبرت وأنا أحب الصحافة وأحلم بالسبق الصحفي والحدث المميز .. كبرت والصحافة حلمي .. حيث كانت الكتب والصحف تحيط بي في كل زاوية من البيت .. وأنا أتنفس رائحة الورق وأسرح بين الكلمات ..

النقاشات والأفكار تدور حولي وأنا أستمتع بها … كانت الصحافة تجري في شرايين منزلنا كون أمي وأبي صحفيان ..

كانت صورة أمي وراء مكتبها في الجريدة التي تعمل بها ..هي مثلي وجرأتها وعلاقاتها واحترام الناس لها .. هدف أصبو أن أصل إليه ..

لا أذكر أبي الا والقلم بين أصابعه .. وعيناه تسرحان في البعيد لاستدعاء أفكار وكلمات ينسج بها مقالاته ورواياته وقصصه .. !! لتتحول الى اغراء لذيذ بالنسبة لي.

جو ممتع .. حالم .. وجريء أغراني لأكون جزءاً منه … وأسعى لأحياه .. واذا بأبي وأمي يعارضان .. ويوجهان طموحي وأحلامي لفرع آخر مصرحين أن الصحافة في بلدنا العربي هي صحافة مسيسة موجهة غير حرة .. وأنه بامكاني أن أدرس مهنة أخرى .. وأمارس الكتابة والصحافة كهواية ، فالكتابة هي فن ترويض الكلمات .. واذا كنت موهوبة … فسأتنقها !!!

فكرت كثيرا .. وعادت الى ذهني كلمات الأغنية التي طالما غفوت على ألحانها… صيدلي يا صيدلي .. تداعب خيالي وتقودني اليها .. لأختار الصيدلة كدراسة و مهنة .. ولتبقى الكتابة متعتي .. واللعب بالكلمات هوايتي .. !!

لأسأل نفسي اليوم .. أي أغنية أضع قبل النوم … لأولادي … ؟ فهل للكلمات والأغاني والألحان التي نسمعها في طفولتنا .. تأثير .. !! أم ذكاء أمي وطريقة اقناعي بأغنية .. هوالأسلوب الخطير ؟؟!!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى