علاقات اجتماعية

طرق التعامل مع الغضب والمشاعر السلبية بين الزوجين

الغضب هوعاطفة إنسانية شائعة تتميز بإحساس قوي بالاستياء الزائد مع الرغبة في المقاومة، ولا شك أن الحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة ولا تخلو من المشاحنات والمشكلات، وفي ظل وجود الكثير من الضغوطات في الحياة التي يتعرض لها الزوجان، قد يكون أحد الشريكين شديد الانجراف وراء مشاعر الغضب التي تكون مزعجة بشدة لمن حوله، فيجد شريكه صعوبة شديدة في احتواء غضبه الخارج عن السيطرة.

الغضب أحد المشاعر الإنسانية في عالم مليء بالضغوط والتحديات

تقول استشاري العلاقات الأسرية رضوى مجاهد لـ”سيدتي”: “الغضب هو أحد المشاعر الإنسانية، والذي يشعر به الأشخاص من وقت لآخر، لأسباب عديدة في عالم مليء بالضغوط والتحديات، فقد يكون الاستياء رد فعل طبيعياً على المواقف الصعبة، ويظهر عادة عند وجود صراعات في العلاقات، وغالباً ما تكون عواقبه ضارة، ولكن إذا زاد الغضب عن حده بين الرجل والمرأة؛ فسوف تصبح الحياة الزوجية مهددة بالانهيار، وجحيماً لا يطاق، ويسعى كثير من النساء إلى البحث عن وسيلة للتعامل الإيجابي مع هذا النمط من الأزواج خلال وقت الغضب، ولاشك أن الشريك الذكي هو من يعرف كيف يتعامل مع غضب الآخر بالأسلوب الصحيح الذي يرضيه، ويزيح غضبه، وذلك بتجنب الأسباب التي تؤدي إلى إثارة غضبه للحفاظ على علاقات زوجية صحية ومستدامة”.

إستراتيجيات للتعامل مع الغضب في العلاقة الزوجية

تقول رضوى مجاهد إن الغضب من أسوأ الصفات التي يمكن أن تؤثر بطريقة سلبية على العلاقة الزوجية؛ لأنها تسبب النفور والبعد، وقد يؤدي إلى تدهور العلاقة لتصل إلى حد الانفصال في حال عدم قدرة الطرف الثاني على احتواء الوضع، ومساعدة الشريك على تجاوز مرحلة الغضب، وللحفاظ على صحة العلاقة وعلى التواصل الإيجابي بين الشريكين، إليك بعض الخطوات والإستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع الغضب:

الاعتراف بوجود الغضب

قبل أن تتمكنا من إدارة الغضب، عليكما أن تعترفا بوجوده؛ أي اعترفا لنفسيكما بأنكما غاضبان، وحددا مصدر الاستياء إن أمكن ذلك، حتى لا تصنعا حاجزاً بينكما، فالعديد من الأزواج والزوجات يجدون صعوبة في الاعتراف بمشاعر الغضب والإحباط المكبوتة لديهم، خاصة إذا كانت هذه المشاعر بسبب الطرف الآخر، وهو ما يخلق صراعاً مكتوماً قد يؤدي إلى الانفجار في أي موقف حتى لو كان صغيراً، وبالعكس؛ يمكن أن يؤدي التعامل مع الغضب غير المعترف به إلى علاقة أقوى بين الطرفين، وسيمكنكما من فهم هذه المشاعر والتعامل معها بشكل بناء.

التوقف والتفكير قبل الحديث

أثناء نوبة الغضب والشعور بالاستياء، لا تتصرفا بسرعة، وقوما بالتوقف لحظات قليلة لتجميع أفكاركما قبل البوح بأي شيء، حتى لا تتحدثا بطريقة غير مُرضية؛ لأنه سيكون من السهل قول شيء ما قد تندمان عليه لاحقاً.

ممارسة مهارات التهدئة

يمكنكما اللجوء إلى استخدام مهارات الاسترخاء، من خلال تقنيات التنفس العميق والتأمل للمساعدة في تهدئة العصبية، أو تخيلا مشهداً يساعد على الاسترخاء، أو تكرار بعض الكلمات أو العبارات المهدئة؛ مثل “هون عليك”. يمكنكما أيضاً الاستماع إلى الموسيقى، أو أداء بعض أوضاع اليوغا.

التعبير عن المخاوف بشكل صحيح

بمجرد أن تفكرا بوضوح وتقررا التحدث؛ عبّرا عن إحباطكما عن سبب غضبكما بطريقة حازمة، ولكن غير تصادمية؛ أي بطريقة لطيفة وهادئة، واذكرا مخاوفكما واحتياجاتكما بوضوح وبشكل مباشر، وابتعدا عن الإساءة والشتم، ومن دون إيذاء بعضكما.

الإنصات بعناية

قوما بالاستماع بعناية لبعضكما وباحترام ونظام، وحاولا فهم وجهة نظركما ومشاعركما.

تحديد الأهداف المشتركة

عندما تقومان بمناقشة القضايا الصعبة، حددا الأهداف المشتركة والحلول التي يمكن أن تلبي احتياجاتكما معاً، وتذكرا أن الهدف هو حل المشكلة وليس الفوز في النقاش.

حددا الحلول البناءة

بدلاً من التركيز على أسباب الاستياء والغضب، اعملا على حل المشكلة التي تواجهكما، فينبغي أيضاً إدراك أن بعض الأشياء تخرج عن السيطرة، وحاولا أن تكونا أكثر واقعية بشأن ما يمكنكما تغييره وما لا يمكنكما تغييره، وذكّرا نفسيكما بأن الغضب لن يحل شيئاً، وربما فقط يزيد الأمر سوءاً، اعملا معاً على البحث عن حلول بنّاءة للمشكلات بدلاً من التفاعل بشكل سلبي.

التسامح والمرونة

التسامح والمرونة وسيلتان قويتان، فإذا سمحتما للغضب وللمشاعر السلبية الأخرى بأن تطرد المشاعر الإيجابية؛ فقد تخسران كثيراً، وذكّرا نفسيكما بأن الغضب لن يحل شيئاً وربما فقط يزيد الأمر سوءاً، ولكن كونا مستعديْن لتغيير وجهة نظركما والتكيف مع موقفكما عندما تكون هناك ضرورة لذلك، ولا تترددا في التصالح وقبول الاعتذارات إذا كان ذلك مناسباً لكما.

اللجوء إلى متخصص

إذا كانت الصدامات مستمرة وصعبة التحكم فيها، وعندما تسوء الأمور وتصل إلى تكرار العتاب واللوم، والشعور بالذنب، وتوجيه أصابع الاتهام، والاستمرار في الضغوط أكثر مما سبق، فلابد أن يتفق الطرفان معاً للجوء إلى مساعدة احترافية، فقد يقدم لكما شخص ثالث، استشاري متخصص، وجهة نظر موضوعية؛ من شأنها أن تساعدكما في إعادة بناء قوة الزواج.

الابتعاد إذا لزم الأمر

قد يكون الغضب بين الزوجين لا يعرف حدوداً، وفي حالة إذا ازداد الصراع ما بين الشريكين؛ فسوف تصبح الحياة الزوجية جحيماً لا يطاق، وتتطور الأمور لتصبح سيئة مثل العنف المنزلي، فغالباً لن يكون هناك مخرج في مثل هذه الحالات غير الابتعاد، فلا تضحيان باحترامكما لذاتكما من أجل الحب.

مجلة ياسمينة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى