طفرة في إنتاج النفط الصخري الأميركي يشوش على جهود أوبك
رسم محللون صورة قاتمة لوضع أسعار النفط في العام الحالي مع ازدهار إنتاج النفط الصخري الأميركي، في تطور من شأنه أن يبدد جهود منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لإنعاش أسعار الخام من خلال اتفاق خفض الإنتاج. وازداد محللو النفط تشاؤما بشأن احتمالات صعود الأسعار كثيرا هذا العام، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية وأيضا ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري ما ينذر بتبديد أثر الدعم الناجم عن تخفيضات إنتاج الخام التي تقودها أوبك.
وتوقع مسح أجرته رويترز لآراء 36 محللا وخبيرا اقتصاديا ونُشرت نتائجه اليوم الخميس أن يبلغ متوسط أسعار العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 66.44 دولار للبرميل في 2019، بما يقل قليلا عن متوسط السعر المتوقع في استطلاع يناير/كانون الثاني البالغ 67.32 دولار.
ويأتي ذلك بالمقارنة مع متوسط سعر قدره 62 دولارا لبرميل الخام القياسي منذ بداية العام الحالي. وهذا هو الشهر الرابع على التوالي الذي يخفض فيه المحللون توقعاتهم لأسعار النفط.
وقد ترتفع الأسعار تدريجيا على مدار العام الأوضاع الاقتصادية العالمية أبريل/نيسان، وإذا أدت العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا إلى تقليص إمدادات الخام العالمية.
غير أن المحللين قالوا إن فرص حدوث زيادات أكبر في الأسعار تبدو مستبعدة، حيث قال إدوارد بيل من بنك الإمارات دبي الوطني “في الأمد القصير، تتجه أسواق النفط للاتسام بشح المعروض في الأسواق العالمية بفضل تخفيضات أوبك وعقوبات الولايات المتحدة على بي.دي.في.إس.إيه” الفنزويلية. لكنه أضاف أنه خلال بقية 2019، سيصطدم ارتفاع أسعار النفط بتباطؤ النمو الاقتصادي في الأسواق الكبرى.
وتباينت تقديرات المحللين لآفاق الطلب العالمي على النفط، لتتراوح بين 1.1 مليون و1.5 مليون برميل يوميا في 2019. ويتماشى ذلك إلى حد كبير مع نطاق 1.1 و1.7 مليون برميل يوميا الذي كشف عنه مسح الشهر الماضي، ومقارنة مع تقديرات وكالة الطاقة الدولية لنمو الطلب هذا العام والبالغة 1.4 مليون برميل يوميا.
ويقول المحللون إن الإنتاج الأميركي من بين العقبات التي تعرقل صعود سعر النفط هذا العام، خصوصا مع ارتفاع مخزونات الخام المحلية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عام ووصول الإنتاج إلى مستوى قياسي.
وتوقع الاستطلاع أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف 58.18 دولار للبرميل في 2019، انخفاضا من 59.43 دولار للبرميل في تقديرات يناير/كانون الثاني.
ميدل إيست أونلاين