ظاهرة افتتاح الأفلام السينمائية في سورية !
خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
آخر حفل افتتاح شهدته دمشق، هو العرض الأول لفيلم (درب السما) للمخرج جود سعيد، وجرى الحفل في سينما سيتي بدمشق. وفي هذا الحفل يمكن ملاحظة عدة معطيات أهمها أنه واحد من الحفلات الاعتيادية التي تجمع المعنيين بالسينما وأصدقاءهم في جو حميمي لحضور الفيلم، ويفترض تجيير هذه الظاهرة من كونها (جمعة) إلى كونها (فرصة).
الواقعي أن جهور السينما في بلادنا قليل ونخبوي، وقد انعكس ذلك على طبيعة المنتج السينمائي نفسه، فالفيلم السينمائي دائماً يقوم على مشروع فكري وبصري، وهذا مهم ، إلا أننا بحاجة إلى نقله إلى الرأي العام ، فالفيلم السوري الجديد ينسى الاتجاه إلى جمهور السينما الأساسي ( أي الشعبي) لجعله يعود إلى مقاعد الصالات الفارغة !
انتبه الفنان أيمن زيدان إلى جانب مهم في المسألة، وهي أن الحفل يفترض أن يكون صورة عن الجهود الحقيقية ونتائجها وقيمة هذه النتائج، عندما كتب يقول: “كل ما بتذكر البرد اللي أكلناه وقت تصوير فيلم درب السما.. والأجر الخجول اللي تقاضيناه والجوائز اللي حققها الفيلم وبعدين بنجي على افتتاح العرض الأول والميكروفون عم يخش بتجيني الضحكة ..بس ضحكة مليئة بإحساس فظيع بالعبث ..لا أدري كيف افتقد افتتاح فيلم الاهتمام الذي يستحق وتحول الى تقليد رتيب..”
على ذلك، يمكننا التخمين أن ذهاب الفنان زيدان إلى وصف هذا الحفل بالرتيب يعود إلى فقدان البهجة التي كانت تتم في افتتاح أفلام السينما الجديدة، ولكن الشرط الذي يمكن التنبيه إليه هنا، أن الالتفات إلى حفل الافتتاح فقط، وطي صفحة الفيلم هو أخطر من مسألة أن يكون الحفل رتيباً.
والفكرة هنا أننا بحاجة إلى حفل أهم من حفل الافتتاح هو حفل حواري يدعى إليه النقاد والصحفيون ويجري الحوار بعده ، وهذه المسألة أخذت حقها في التجربة السورية عبر نادي السينما ، وعبر برامج السينما في التلفزيون السوري ، وهي الآن ضرورية ويفترض أن تشكل قاعدة عمل تتغلب على مسألة التظاهرة فقط .
في تحقيق فرصة من هذا النوع تتسع المساحة لحوار جدي مفيد بين أرباب الصناعة السينمائية والمعنيين بالحديث عنها، وفي اعتقادي أننا بحاجة لهذه الخطوة لأنها تعود بالفائدة على الطرفين .