تحليلات سياسيةسلايد

“ظاهره الرحمة وباطنه العذاب”.. لماذا تصمت مصر والعرب على تشييد الميناء “المشبوه” على “غزة”؟

محمود القيعي

في الوقت الذي يسارع فيه الأمريكان إلى تشييد ميناء على غزة، وهو الميناء الذي ظاهره الرحمة، وباطنه العذاب، كان الصمت هو سيد الموقف في القاهرة وباقي العواصم العربية التي يبدو أنها قبلت باللعبة.

 

وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أعلن أن الميناء المؤقت الذي تسعى الولايات المتحدة إلى بنائه لتسريع المساعدات إلى قطاع غزة سيستغرق “عدة أسابيع” من التخطيط والتنفيذ، ويجري على قدم وساق.

اللافت كان في إشارة وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن العملية قد تشمل ألف جندي أمريكي، لكن تلك القوات لن يتم نشرها على الأرض.

فماذا وراء الميناء المشبوه؟ وهل يكون نهاية اللعبة القذرة؟

المؤرخ الفلسطيني الكبير عبد القادر ياسين يرى أن هذا الميناء ليس لتقديم المساعدات لأهالي غزة، مشيرا إلى أن أمريكا قبل غيرها قادرة على إيصال “مساعداتها” عبر رفح أو عبر حدود غزة مع إسرائيل.

ويضيف لـ “رأي اليوم” أن أغلب الظن أنه لتسهيل تهجير الفلسطينيين بعد أن عجنهم الطيران الأمريكي بأيدٍ إسرائيلية على مدى 6 أشهر حتى فاق عدد الشهداء 35 ألفا وضعفهم من الجرحى والمعاقين.

ويختتم “ياسين” مؤكدا أن من سيقبل بالتهجير من أهلنا الفلسطينيين يُعذر وسط هذا الجحيم ، مؤكدا أن الأحق باللوم الصمت الرسمي العربي.

من جهتها أبدت د.عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية قلقها وعدم ارتياحها لموضوع الممر المائي من غزة لقبرص.

وتساءلت: لماذا قبرص؟

وأضافت: “من يريد عمل ميناء لغزة فليفتحه أمام جميع الدول دخولا وخروجا ذهابا وعودة ولا يضع شروطا و قيودا.

ودعت ” المهدي” أهل غزة والفلسطينيين لرفض هذا الهزل، مناشدة الدول العربية وأولها مصر الاعتراض على هذه الفكرة المدمّرة للقضية الفلسطينية.

من جهته قال الكاتب والشاعر فاروق جويدة إن مشروع صفقة القرن أوشك أن يحقق أهدافه، وأن ميناء غزة الذى تشيّده أمريكا الآن مع عدد من الدول هو نهاية هذه الصفقة.

وأضاف أنه كان بإمكان أمريكا أن تأمر إسرائيل بفتح المعابر ودخول احتياجات سكان غزة بريا، ولكن أن يضيع كل هذا الوقت ما بين إنشاء ميناء ووصول معدات لذلك، وشحن المعونات من قبرص، كل هذا الوقت كان لحساب إسرائيل لإنهاء مهمتها فى رفح.

وتابع موضحا: “ولا مانع من أن تحمل سفن المعونات آلاف الفلسطينيين إلى قبرص أو أى مناطق أخري، وينتهى الأمر بتوزيع أهل غزة على مناطق أخرى إذا تطلب الأمر”.

ولفت إلى أن فى رفح الآن مليونا ونصف مليون فلسطينى وإذا تم تهجير المليون إنسان فهذا يعنى تفريغ غزة من سكانها.

وعبر عن خشيته أن يكون مشروع الميناء بكل ما يحيط به من الغموض مشروع تهجير وليس معونات، مؤكدا أن إسرائيل لن تتردد فى تحقيق أهداف صفقة القرن ، لافتا إلى أنها خطة متفق عليها بين أطراف متعددة، وأن رفح ستكون آخر حدود المؤامرة، بحيث يهرب الفلسطينيون منها ويتجهون إلى أى مكان هروبا من الموت.

 

وقال إن روائح صفقة القرن تفوح فى عواصم كثيرة فى ظل اتفاقات وتعهدات سابقة، وجاء وقت الحصاد لأنه ليس من المنطقى أن تحشد إسرائيل جيشها وتقتحم رفح دون مبررات اتفقت عليها أطراف كثيرة، لأن الهروب من الموت يمكن أن يكون بديلا أمام اقتحام رفح تحت دعاوى حماية المدنيين.

واختتم مؤكدا أن حالة الصمت التى تحيط بمواقف عواصم كثيرة تخفى جوانب المؤامرة وسوف تتكشف كلها فى رفح آخر معاقل الدفاع عن غزة، وتكون سفن النجاة والميناء المرتقب آخر مشاهد اللعبة.

السياسي المصري سيد مشرف قالها صراحة: “صمتنا يعني أن أحداً غيرنا سيتحدث، و”عجزنا” يعني أن أحداً غيرنا سيتحرك، و”تراجعنا” يعني أن احداً غيرنا سيتقدم”.

اللافت في موضوع الميناء الأمريكي كان إجماع الخبراء والمراقبين على أن كل شيء مقصود وممنهج ومتفق عليه مع مصر وكل الدول العربية، قال قائل منهم: هل تنفيذ ميناء يستلزم إرسال 1000 جندي أمريكي وبالسلاح؟

من يغير المعادلة؟

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى