ظهور تكتل سوري معارض جديد !

خاص

تسعى أحزاب الداخل السوري في نشاطها اليومي إلى تكوين مكانة سياسية لها ضمن السيل الجارف من الأحداث الدامية الذي خرج عن كونه نتاجا محليا داخليا منذ أمد طويل، بل تحولت القضية السورية بمجموعها إلى قضية ذات بعد إقليمي وعربي وودولي .

وقد لجأت مجموعة من أحزاب وهيئات وقوى وشخصيات وطنية معارضة إلى إطلاق “التكتل الوطني المعارض” وهي محاولة ليست جديدة، ولايتوقع أن تؤسس لالتفاف جماهيري حولها . وجاءت هذه الخطوة من خلال مؤتمر تأسيسي عقد مؤخرا في مقر حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية بدمشق جرى خلاله تلاوة الوثيقة التأسيسية للتكتل، التي تضمنت اللائحة التنفيذية الداخلية للتكتل والتعريف والأهداف والمبادئ والآليات والهيكلية التنظيمية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن عبد اللطيف البنى المنسق العام للكتلة الوطنية الديمقراطية أن هذا التكتل ليس ضد أحد في الداخل السوري لا فئة ولا شخصية معارضة ولكن الهدف منه “أن نكون نواة لجسد حقيقي معارض نبنى على رؤية وبرنامج حقيقي للتغيير السلمي”.

وأضاف البني في إعلان عن مايشبه حسن النوايا : “أيدينا مفتوحة للجميع لكل من يتفق معنا بأهدافنا ورؤيتنا ومبادئنا” من خلال تشكيل لجنة للتواصل مع جميع القوى بالداخل وبعض المعارضين فى الخارج لتشكيل تكتل معارض حقيقي في سورية. وهذه الصيغة في الإعلان هي مخاطبة سياسية رومانسية وسط أحداث تضج بالحرب والدم والدمار، وهي لاتلبي الرغبات العامة التي تتجه إلى البحث عن خلاص بطريق واضح غير ضبابي أو رجراج .

وتحتاج الأوساط الجماهيرية إلى قوة سياسية تواكب حجم الكارثة، وهذه القوة لم تلد بعد في الشارع السياسي الذي ظلت قوة الحزب الحاكم (( أي حزب البعث)) ، هي القوة الأكثر تنظيما ولاتستطيع القوى الأخرى منافستها في الشارع السياسي الداخلي ضمن الظروف الراهنة ، والتي تمكن الدستور الجديد من إعطائها شرعية جديدة بعد اندلاع أحداث 2011 التي تحولت إلى حرب لم تنته إلى الآن.

ونقلت الصحف السورية عن مبادئ الوثيقة التي وزعت على الحضور دعوتها للحفاظ على مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مؤسسة الجيش العربي السوري والرفض القاطع للارتهان لأي أجندة خارجية إضافة إلى عدم التنازل عن أي جزء من الأرض السورية وعدم الاعتراف بأي اقتطاع من الوطن السوري. كما رفضت الوثيقة الإرهاب أيا كان شكله ودعت إلى مكافحته وتجفيف منابعه مطالبة بفضح ومحاربة الفساد بكل أشكاله وإحالة ملفاته إلى القضاء المدني المختص.

ويلاحظ في هذه المعطيات الجديدة فقدان البرنامج السياسي العملي الجامع رغم محاولة وضع عناوين كبيرة من السهل الاتفاق عليها دون البحث في آليات التعاطي معها ، وهذه نقطة تعترف بها الوثيقة، على أساس أن ظهور التكتل هو خطوة في هذا الاتجاه .

ووفقا لما أعلن خلال هذا الاجتماع التأسيسي المعارض فإن الموقعين على وثيقة التأسيس هم : حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية وحزب التضامن وحزب سورية الوطن وحزب التضامن العربي الديمقراطي والكتلة الوطنية الديمقراطية والرابطة العلمانية السورية ومنتدى المرأة السورية وجمعية ليان ومؤسسة بالميرا للدفاع عن حقوق المرأة والطفل والتجمع الأهلي الديمقراطي إضافة إلى شخصيات مستقلة.

وكانت حركة شبيهة بهذه الخطوة قد جرت في دمشق بمشاركة من عدد من الأحزاب والشخصيات السورية قد أعلنت عن خطوة تكتل يحمل الاسم نفسه ، لكن بعض القوى والشخصيات المشاركة فيها قد تراجعت على مايبدو أو استبدلت بقوى أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى